فلسطين

الإثنين 08 يوليو 2024 8:07 صباحًا - بتوقيت القدس

الجمود السياسي الفلسطيني مرده حرب الإبادة في غزة والانقسام والانحياز الأميركي لإسرائيل

تلخيص

رام الله - خاص بـ"القدس" دوت كوم

د. غسان الخطيب: أي فعل سياسي سيظل قاصراً في ظل الانقسام وغياب استراتيجية واضحة
هاني المصري: لا خطة حقيقية لدى الإدارة الأميركية بل هدفها التضليل وهي شريكة مع إسرائيل
د. أمجد أبو العز: كسر الجمود السياسي يتطلب تلبية الحقوق الفلسطينية
فراس ياغي: واهم من يعتقد وجود رؤية سياسية أمريكية لحل الأزمة الفلسطينية
نهاد أبو غوش: إسرائيل تنفذ خطة لحسم الصراع بالقوة وليس بالتفاوض


تشهد الساحة الفلسطينية جموداً سياسياً نتيجة حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ تسعة أشهر، حيث سعت دولة الاحتلال خلال هذه الأشهر الطويلة إلى حسم الصراع بالقوة، لكنها لم تستطع، وكل ذلك يأتي وسط انحسار الخيارات السياسية لحل القضية الفلسطينية، في ظل الواقع الإسرائيلي الذي يسيطر عليه اليمين المتطرف والذي لا يؤمن بالحل السياسي مع الفلسطينيين.


ويرى كتاب ومحللون في أحاديث منفصلة مع "القدس" دوت كوم، أن الدعم الأمريكي لإسرائيل يزيد من تعقيد الوضع، ورأوا أن الخروج من هذا الجمود السياسي يتطلب تحقيق مصالحة وطنية شاملة، وتوحيد الموقف الفلسطيني على برنامج سياسي واضح، لمواجهة التحديات التي تعصف بالقضية الفلسطينية.

نوع من التوازن العسكري بين المتحاربين في غزة

واعتبر الكاتب والمحلل السياسي د. غسان الخطيب أن الجمود السياسي في قطاع غزة يعود إلى وجود نوع من التوازن العسكري بين المتحاربين، مشيراً إلى أن "نضج الصراع العسكري قد يترجم لحالة سياسية ثم يفضي إلى مفاوضات سياسية، لكن إسرائيل تجد صعوبة في تحقيق أهدافها، ما يعني أننا سنشهد خلال المرحلة المقبلة استمراراً لجولات المفاوضات، دون تقدم حتى يتمكن أحد الطرفين من تحقيق تقدم عسكري".


وفي ما يتعلق بالعلاقة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، قال الخطيب: إن الجمود السياسي مستمر منذ سنوات، نتيجة التحولات في التركيبة السياسية الإسرائيلية، إذ إن إسرائيل لم تعد تقبل بمبدأ إنهاء الاحتلال، ولم يعد هناك متسع لعملية سياسية، مؤكداً أن الولايات المتحدة لن تنجح في تحقيق أية رؤية سياسية للقضية الفلسطينية رغم وعوداتها، بسبب هذا التحول.

الخطيب يدعو إلى تشكيل قيادة موحدة وتبنّي رؤية واحدة

وأوضح الخطيب أن أي فعل سياسي فلسطيني لمواجهة التحديات سيظل قاصراً في ظل الانقسام الفلسطيني، وغياب استراتيجية واضحة، فيما دعا إلى تشكيل قيادة موحدة وتبني رؤية واحدة لجني ثمار التضحيات والبطولات الفلسطينية، مشددًا على أن ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني بشكل موحد هو الرافعة الرئيسية لتحقيق مكاسب في مواجهة الطرف الآخر.

المصري: الرؤية الأميركية للحل السياسي قاصرة

بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري: إن الجمود السياسي في الواقع الفلسطيني يعود إلى استمرار الحرب التي أصبحت معالمها أوضح، حيث يسعى كل طرف لتحقيق أهدافه عبر الضغط على الآخر، مشيرًا إلى أن الحكومة الإسرائيلية اليمينية تسعى لإقامة "إسرائيل الكبرى"، وضم الضفة الغربية، وفرض التهجير، وهي تسعى لإطالة أمد الحرب بدلاً من تقديم حلول.


وأشار المصري إلى أن الرؤية الأمريكية حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي قد تغيرت، حيث بدأت بالدعوة لوقف الحرب والحديث عن آفاق سياسية ودمج إسرائيل في المنطقة، ومع رفض إسرائيل، تراجعت الإدارة الأمريكية لتصبح رؤيتها مجرد صفقة تبادل ووقف الحرب، دون تقديم أية خطة حقيقية.


وأضاف: إن هذه الرؤية الأمريكية مهجنة وتهدف إلى التضليل، مشيراً إلى أن الإدارة الأمريكية شريكة في دعم إسرائيل وتبارك ممارساتها دون تصريح.

لا شريك إسرائيلياً لتحقيق السلام

وأكد المصري أنه رغم المرونة الفلسطينية لكنها لم تؤدِ إلى أي اتفاق، بل قوبلت بتصعيد إسرائيلي، كما لا يوجد شريك إسرائيلي لتحقيق السلام، وأي حديث عن سلام دون أحد الأطراف لا قيمة له.


وأكد أن الخروج من الجمود السياسي يتطلب وضع برنامج سياسي مشترك وواضح، يتضمن رؤية فلسطينية للتحرر الوطني، وترتيب الوضع الداخلي الفلسطيني على أساس الشراكة والرؤية الموحدة، مع وجود دعم عربي لتعزيز هذه الرؤية في مواجهة إسرائيل.

المصري يدعو إلى حكومة وفاق وطني

ودعا المصري إلى تشكيل حكومة وفاق وطني تمثل الجميع، وتكون مرجعيتها منظمة التحرير الفلسطينية، وتشكيل قيادة فلسطينية انتقالية إلى حين إجراء الانتخابات، وإعادة تشكيل المؤسسات الفلسطينية، خاصة المجلس الوطني، لضخ دماء جديدة عبر الانتخابات حيثما أمكن، مؤكدًا أن ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني يتم عبر الضغط على القيادات لتحقيق هذه الأفكار، وليس بالمناشدة.

أبو العز: نتنياهو يسعى لتبرير بقائه في الحكم

أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة العربية الأمريكية والكاتب والمحلل السياسي د. أمجد أبو العز قال: إن الجمود السياسي في قطاع غزة يعود إلى سعي كل طرف لحسم المعركة لصالحه، بما يتوافق ورؤيته لنتائج الحرب على اليوم التالي، مشيراً إلى أن حركة حماس تسعى للحفاظ على كيانها السياسي والعسكري في ظل الهجمات الإسرائيلية والقتل الدمار، مدركة لتهديدات التهجير وضرورة إخراج إسرائيل من القطاع، لكن ذلك يتناقض مع أهداف نتنياهو بالبقاء العسكري وتحقيق انتصار في الحرب.


وأشار أبو العز إلى أن موافقة حركة حماس على المطالب الإسرائيلية تعني نهايتها وهي لا تريد ذلك، كما أن موافقة نتنياهو على مطالب حماس تعني نهايته، لكنه يسعى إلى إطلاق سراح المحتجزين والسماح له بابقاء جيشه في غزة ليعود متى شاء، مشيراً إلى حالة مفاوضات عبر اللعب بالمصطلحات، حيث يريد نتنياهو أن يتمكن من تبرير بقائه في الحكم.

ضغوط على السلطة

وأضاف: الجمود السياسي في الضفة الغربية ناتج عن الضغوط على السلطة الفلسطينية، خاصة في ما تُسمى قضايا الإصلاح، وكذلك يأتي الجمود لغياب شريك السلام في إسرائيل مع تصعيد الأوضاع في غزة والضفة، وكذلك بسبب الانحياز الأمريكي، وعدم وجود دور عربي فاعل، بالإضافة إلى الجمود الاقتصادي كعقاب للشعب الفلسطيني.


وأكد أبو العز أن كسر الجمود السياسي يتطلب تلبية الحقوق الفلسطينية في كافة أنحاء فلسطين، وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية لمواجهة المشاريع التي تُطبخ للقضية الفلسطينية، مشدداً على ضرورة إصلاح منظمة التحرير وإدخال حركة حماس فيها.


وقال: إن تشتت الأهداف يؤدي إلى تشتت الرسائل، ما يجعل الوحدة الوطنية مطلباً أساسياً للمرحلة الحالية.

ياغي: لا حلول سياسية دون مصالحة فلسطينية

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي فراس ياغي: إن من يعتقد وجود رؤية سياسية أمريكية لحل الأزمة الفلسطينية فهو واهم، مشيراً إلى أن هناك سببين لجمود الوضع السياسي في فلسطين، هما: عدم جاهزية إسرائيل لأي حلول سياسية، واتجاهها نحو اليمين ورفضها قيام دولة فلسطينية، كما أن الرؤية الأمريكية تستند إلى التطبيع مع السعودية، وهو رهان فشل بعد رفض السعودية لأي اتفاق دون قيام دولة فلسطينية.


وأكد ياغي أن المطلوب للخروج من هذا الجمود السياسي تحقيق مصالحة وتوافق فلسطيني- فلسطيني، خاصة بين حركتي حماس وفتح، مبني على التفاهم حول مفهوم المقاومة وقرارات الشرعية الدولية.

منظمة التحرير ممثلة لجميع الفلسطينيين

وشدد ياغي على ضرورة أن ترتقي جميع الأحزاب السياسية الفلسطينية إلى مستوى المرحلة، وأن يتم التوافق على أن تكون منظمة التحرير ممثلة لجميع الفلسطينيين، ما يُعيد الأمل للشارع الفلسطيني بقيادات قادرة على تغيير الواقع، ودون ذلك ستظل السلطة الفلسطينية عرضة للابتزازات الإسرائيلية، وستبقى غزة ضمن خيارات متعددة.


وأكد ياغي أن الدعوة الصينية للحوار فرصة يجب استثمارها لتحقيق التوافق الفلسطيني، مؤكداً أن هناك مرونة من حماس لم تكن موجودة في السابق، ما يزيد من إمكانية التوافق، ودعا جميع الأطراف إلى التخلي عن مصالحهم الشخصية لتحقيق هذا التوافق، وإلا فسيظل الفلسطينيون منقسمين، ويعمل كل طرف بمفرده في غزة والضفة.


أبو غوش: رؤية أميركا السياسية نظرية ودعمها لإسرائيل عملي

وقال الكاتب والمحلل السياسي نهاد أبو غوش أن إسرائيل تنفذ خطة لحسم الصراع بالقوة وليس بالتفاوض، وأن كل طرف يسعى لتحقيق مصالحه في هذه الحرب المفتوحة.


وأشار أبو غوش إلى أن الرؤية السياسية التي تتحدث عنها أمريكا لحل الصراع بعيدة المنال ونظرية، بينما الدعم الأمريكي لإسرائيل عملي وملموس، في حين تبقى الحقوق الفلسطينية مجرد أفكار نظرية.


ووفق أبو غوش، فإن إسرائيل تجابه تضامناً عالمياً غير مسبوق مع القضية الفلسطينية، إلا أن الانقسام الفلسطيني يظل عقبة كبيرة، مؤكدًا أن الأداء السياسي الفلسطيني ما زال متفرقاً، ويجب الاستثمار في هذا الدعم العالمي لتحقيق مكاسب.

فلسطين مجدداً على الأجندة العالمية

كما أشار أبو غوش إلى أن الوضع الاستراتيجي ليس في صالح إسرائيل، وأن القضية الفلسطينية عادت لتفرض نفسها على الأجندة العالمية، حيث تؤكد دول العالم أن إقامة الدولة الفلسطينية يمكن أن تتحقق عبر الاعترافات المسبقة وليس فقط من خلال المفاوضات، مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة للصراع ستكون صعبة، لكن يمكن إدارتها بكفاءة عبر توحيد الأداء الفلسطيني.

تشكيل حكومة وفاق وطني وبرنامج طوارئ

وأوضح أبو غوش أن المطلوب لكسر الجمود هو إعادة توحيد الموقف الفلسطيني على برنامج سياسي موحد بما يعزز مكانة القضية الفلسطينية على كافة الأصعدة، وتشكيل حكومة وفاق وطني تتبنى برنامج طوارئ وتركز على إعادة إعمار غزة، وقطع الطريق على الخيار الإسرائيلي بفصل غزة عن الضفة الغربية، وتمثيل الجميع في المؤسسات الوطنية الفلسطينية على قاعدة اختيار الشعب الفلسطيني لممثليه، مشدداً على أن هذه المؤسسات يجب أن تكون فاعلة ولها دور حقيقي، وليس كما هو الحال الحالي، رغم الحاجة الماسة لدورها بسبب الحرب.

دلالات

شارك برأيك

الجمود السياسي الفلسطيني مرده حرب الإبادة في غزة والانقسام والانحياز الأميركي لإسرائيل

نابلس - فلسطين 🇵🇸

فلسطيني قبل 4 شهر

الجمود السياسي بالمنطقة سببه الوحيد لقاء نت ياهو على رأس الحكم الذي يراوغ من أجل بقائه خار السجن الاسرائيلي والسجن الدولي

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 30 أكتوبر 2024 10:18 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.72

شراء 3.7

دينار / شيكل

بيع 5.25

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 4.03

شراء 4.0

هل تستطيع إدارة بايدن الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة؟

%19

%81

(مجموع المصوتين 521)