Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأحد 02 يونيو 2024 9:59 صباحًا - بتوقيت القدس

الأحد التاسع من الزمن العادي ب

تلخيص

نواصل اليوم مسيرتنا عبر آحاد الزمن العادي، والتي تحثنا على التأمل في جوهر علاقتنا مع الرب.


يتجلى مقطع اليوم (مرقس 2: 23 - 3: 6) في حدثين مختلفتين، يحدث كل منهما في مكان مختلف. الأول في الحقل، حيث يسير يسوع مع تلاميذه، بينما تراقبه جماعة الفريسيين. والثاني داخل المجمع، حيث يلتقي يسوع دون تلاميذه برجلٍ أشل اليد، ومرة أخرى في حضور الفريسيين.


هناك عدة عوامل تربط بين الحدثين. أولاً، كلاهما يقعان يوم السبت.


ثانيًا، كان الفريسيون حاضرين في كلتا الحالتين وأظهروا موقفًا مماثلًا. في الحدث الأول، ينتقدون تلاميذ يسوع على التقاطهم السنابل يوم السبت، معتبرين ذلك انتهاكًا للشريعة (مرقس 2: 24). وفي الحدث الثاني، يقول الإنجيلي مرقس أن الفريسيين كانوا يراقبون يسوع ليروا ما إذا كان سيشفي الرجل يوم السبت، قاصدين اتهامه بخرق حُرمة السبت (مرقس 3: 2).


وهكذا يقدم الإنجيلي وجهات نظر مختلفة حول الحدث ذاته: فبينما ينظر الفريسيون إلى الأحداث بطريقة ما، ينظر يسوع إليها بطريقة أخرى.


ينحصر تركيز الفريسيين على يوم السبت فقط، وينظرون إليه في المقام الأول على أنه مجموعة من القواعد التي يجب الالتزام بها: بعض الأعمال محظورة، وأي مخالفة تشكل خرقًا للشريعة، وبالتالي الابتعاد عن طاعة الله والعهد.


ولكن، في خضم نظرتهم، يغفل الفريسيون شيئا مهما، فهم لا يرون جوع التلاميذ، أو الحاجة الملحة لشفاء الرجل أشل اليد. يرى يسوع العكس تمامًا.


لا يوجد في مركز نظره قانون يجب مراعاته، بل أناس لهم احتياجاتهم وآلامهم. إنه لا يرى شيئًا سوى هذا.
ما يراه يدفعه إلى السماح لتلاميذه بالأكل، كما أنه يشفي الرجل في المجمع. إنه لا يتخلى عن الإنسان من أجل القانون.


ينظر يسوع إلى الفريسيين مغضبًا ومغتمّا بسبب سلوكهم (مرقس 3: 5). أي سلوك؟


يبدو لي أن الإنجيلي يؤكد على جانبين: أولاً، القلب القاسي غير القادر على الشعور بالشفقة. يطلب يسوع من الرجل أن يقف في الوسط (مرقس 3:3) حتى يراه الفريسيون ويعلموا أن ما في الوسط ليس الشريعة بل الإنسان، إلاّ أن الفريسيين لم يتأثروا بمصاب الرجل.


أما الجانب الثاني فهو الصمت: عندما سألهم يسوع سؤالاً التزموا الصمت (مرقس 3: 4). في النهاية، القلب القاسي هو قلب يأبى الكلام، غير قادر على أن يدخل في حوار مع الله يوم السبت، أي يوم الرب.


ختامًا، يمكننا القول إن علاقتنا مع الرب لا يمكن اختزالها بمراعاة الشريعة فحسب، فالشريعة موجودة لحماية ما هو ثمين، ولكن من الضروري أن ندرك ما هو ثمين حقًا.


يروي الإنجيل بأكمله هذه القصة - قصة ما هو ثمين في نظر الله، وهو الإنسان. البشر ثمينون عند الله، وقد أُعطي السبت للبشرية لتذكيرهم بكرامتهم التي تعكس كرامة الله. إنه يذكرنا بأننا لسنا مخلوقين للعمل فقط، بل للتمتع بالراحة أيضًا. وهذا ينطبق على الجميع، رجالاً ونساءً، عبيدًا وأحرارًا، لأننا جميعنا نحظى بالكرامة.


إذن، العلاقة مع الرب لا تأتي من خلال كوننا مراقبين، بل مؤمنين.


فإن مراعاة الشريعة دون احترام لكرامة المرء وكرامة الآخرين غالبًا ما تؤدي إلى مراعاة محرَّفة من قبل أولئك الذين يقفون متفرجين ويراقبون مدى حسن أو سوء اتباع الآخرين للشريعة، تمامًا كما فعل الفريسيون في إنجيل اليوم.


إن هذا السلوك بعيد كل البعد عن نظرة الرب التي تجعل كل يوم، وكل موقف، يوم سبت، أي يوم لقاء الله بشعبه.

دلالات

شارك برأيك

الأحد التاسع من الزمن العادي ب

المزيد في أقلام وأراء

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 90)