Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

اقتصاد

الأحد 12 مايو 2024 11:53 صباحًا - بتوقيت القدس

حصار وإغلاق وبطالة.. ضغوط اقتصادية لا تنتهي تعصف بمحافظة جنين

تلخيص

جنين - "القدس" دوت كوم -علي سمودي

 إستسلم الشاب، مراد عباس فخري لواقع الضغوط الاقتصادية التي عصفت بحياة أصحاب المشاريع الصغيرة كأمثاله، بفعل سياسة الحصار والاغلاق التي فرضها الاحتلال الاسرائيلي على الصفة الغربية بعد عملية طوفان الاقصى، وبعد كفاح ومقاومة ومحاولات حثيثة، لانقاذ مشروع العمر بالنسبة لمراد إضطر للتوقف وإغلاق متجره وخسارة "كل تعب وشقى العمر". قال مراد موضحا، أنه منذ مطلع العام، إرتفعت خسائره وفقد دخله بشكل كامل ولم يعد قادرا على الاستمرار لأنه يعتمد على الحركة التجارية لفلسطينيي الداخل في الدرجة الأولى واللذين منعتهم قوات الاحتلال من الوصول إلى جنين بعدما أغلقت حاجز الجلمة وكافة المعابر التي تربط جنين بالداخل.


بحسرة وتأثر، تحدث مراد لمراسل "ے"، فقد انضم لجيش العاطلين عن العمل، بل كما يقول "المفلسين" اللذين خسروا كل شيئ وأصبحوا مكبلين بالديون التي لايمكن له تسديدها، ويضيف، "عملت وتعبت وكافحت كثيرا حتى تمكنت من تأسيس محلي في شارع جنين- الناصرة، والذي يربط المدينة بالداخل، وقد ازدادت الازمة مع إستمرار الاغلاق، والقيود الاسرائيلية، وأصبحت خسارتي تتزايد وتتضاعف كل يوم حتى إضطررت لإغلاق المحل"، ويضيف" شيكات الزبائن بدأت ترجع ومستوى المبيعات تتدنى مع بداية العام حتى وصلت لمستوى الصفر، وتكدست لدي البضائع ولم أتمكن من جباية الديون، حى أصبحت غير قادر على دفع أجرة محلي، لذلك اضطررت لإغلاقه رغم عدم توفر مصدر دخل لإعالة أسرتي المكونة من 5 انفار ".


يعتبر مراد نموذجا لعشرات الشبان اللذين أسسوا خلال السنوات الماضية مشاريع صغيرة، سرعان ما انهارت بعد السابع من اكتوبر الماضي، فالشاب رياض سعيد "أبو خيري" افتتح مطعمه قبل 10 أيام فقط من عملية طوفان الاقصى، وقد إختار موقعا قريبا من شارع الناصرة المؤدي للمدخل اللذي يرتبط بالداخل، وقد اضطر قبل شهر، لإغلاقه ، ويقول:" الاحتلال استغل ماحدث لتنفيذ سياساته وبرامجه الهادفة لتدمير إقتصادنا والقضاء على التجارة خاصة في جنين المستهدفة بسبب تمردها ومقاومتها للاحتلال حتى قبل طوفان الأقصى بفترة طويلة"، وأضاف مراد، وهو أسير محرر قضى 5 سنوات في سجون الاحتلال، "إدخرت كل مالدي من أجل تأسيس هذا المطعم ليكون ضمانة لمستقبلي خاصة بعدما تزوجت قبل عامين ورزقت بطفلين، عدا عن إعالة أسرتي ، لكن ماكدنا نفرح بإفتتاح المشروع حتى حاصر الاحتلال جنين وشل إقتصادها فأغلقت المطعم لمدة شهرين".


في مطلع العام الجاري، حاول مراد إعادة الروح والحياة لمطعمه، فأطلق عروض مميزة على أصناف متعددة من الطعام لكسب وجذب المتسوقين، لكن كما يقول جرت الرياح بما لاتشتهي السفن، فإجراءات وقيود الاحتلال التي أدت لارتفاع معدلات البطالة والفقر والانهيار الاقتصادي إنعكست على كافة أوجه الحياة، فالمواطن الذي لا يملك قوت يومه، لن يذهب إلى المطاعم، ولذلك لم يكن أمامي خيار سوى الإغلاق"، ويضيف "خسائري كبيرة، وما تعرضنا له ناجم عن سياسة موجهة من الاحتلال الذي يواصل خنق جنين، التي تعتبر المحافظة الوحيدة التي مازالت مداخلها مغلقة بطريقة لاتسمح بالتنفس والتنقل والحركة، وإستمرار هذه الممارسات سيكون له تداعيات ونتائج أكثر خطورة".


يعتبر الشارع الرئيسي جنين – الناصرة" المؤدي الى معبر الجلمة، شريان الحياة الاقتصادية لمحافظة جنين، فمنه كان يمر يوميا مئات الزوار والمتسوقين من الداخل، مما دفع المئات من المواطنين للتركيز على توجيه الاستثمار في هذه المنطقة الحيوية فارتفع عدد المحلات والمؤسسات وتزايد عدد البسطات التي وصلت حتى حاجز الجلمة، لكن بعد السابع من أكتوبر، شن الاحتلال حرب وحملة واسعة ضد كل هذه المجالات الاقتصادية مما كبد جنين كما يوضح رئيس البلدية نضال عبيدي، خسائر مدمرة وكارثية شملت كافة القطاعات وانعكست على حياة الناس والاوضاع التجارية والاقتصادية والزراعية والصناعية، فحتى المنطقة الصناعية في مدينة جنين تحولت لمنطقة أشباح، ويقدر رئيس الغرفة التجارية خسائر جنين بسبب عقوبات الاحتلال المفروضة منذ 7 تشرين الاول بأكثر من 3 مليار دولار، بينما إعتبر محافظة جنين، منطقة منكوبة على كافة الصعد.


وذكر رئيس مجلس قروي الجلمة أمجد أبو فرحة، أن الاحتلال هدم وأغلق كافة البسطات والمحلات الواقعة على إمتداد حاجز الجلمة حتى مفرق الشارع الالتفافي، بشكل مفاجئ ودون سابق إنذار مما كبد أصحابها خسائر مادية فادحة، وأضاف "بعد يوم 7 اكتوبر، باشر الاحتلال بحملة إنتقام وتدمير لكل مقومات الحياة التي تعيل مئات المواطنين، ومازالت القيود والاجراءات تسبب الكوارث في المنطقة التي أصبحت منطقة مهجورة.


من جانبه، ذكر المواطن مصعب ناصر أبو قدري، أن الاحتلال هدم محله وبسطته على مدخل قرية الجلمة مما كبده خسارة بقيمة 50 الف شيكل، أما الشاب خليل رشدي صبيح، فقد خسر "الكوفي شوب" الذي شيده على مفرق الشارع الالتفافي بمبلغ تجاوز 60 الف شيكل ، وقال: "معاناتنا كبيرة بسبب ممارسات الاحتلال، فقد اغلق الحاجز من جهة، ويواصل اقتحام المناطقة المجاورة مما يخيف الشبان والاهالي من جهة ثانية، ومن جهة ثالثة فقد الناس العمل وبالتالي لايوجد مصدر دخل لهم وهذا أدى الى شلل كبير في هذه المنطقة، وبدون فتح الحاجز والغاء القيود، لن يكون هنالك تجارة ونشاط اقتصادي في هذه المنطقة.


ويرى رئيس الغرفة التجارية، أن الاحتلال لم يتوقف عن إستنزاف جنين، منذ إنتفاضة الاقصى، فقد تعرضت لحرب وممارسات ومجازر وإجراءات تعسفية، إزدادت بعد معركة "سيف القدس"، وأضاف "في ظل مافرضه الاحتلال من سياسات وقيود بعد السابع من اكتوبر، وصلنا لمرحلة صعبة وخطيرة في المربع التجاري، في كافة أرجاء محافظة جنين، فالمجتمع بأكمله تعرض لكارثة اقتصادية، وسياسات الاحتلال تكبد جنين خسارة تتجاوز الـ10 مليون شيكل يوميا".


وبحسب إحصائيات الغرفة التجارية، فإن أكثر من 25 ألف عامل في محافظة جنين، فقدوا عملهم في الداخل الفلسطيني بشكل رسمي، وهذا كما يرى أبو بكر خسارة كبيرة تتضاعف مع الحصار والاجراءات الأخرى وواقع الموظفين، وقال "تتعرض جنين لضربات واستهداف مستمر من الاحتلال نجم عنه خسائر تتزايد، في كافة المجالات، فقد خسرنا المدخولات التي يوفرها العمال في الداخل بقيمة 200 مليون شيكل شهرياً، أضف الى ذلك الخسائر الناجمة عن الاغلاق ومنع فلسطيني الداخل من الوصول الى جنين، والتي تتجاوز قيمتها الـ 15 مليون شيكل شهرياً، إضافة للمشاكل في رواتب الموظفين، وتوقف القطاع الخاص والزراعة والحجر، مما أثّر على رواتب العاملين في هذه القطاعات"، وتابع، "يجب أن نلاحظ تأثر المحلات والمراكز والمصانع المحلية بشكل كبير ومباشر، مما أدى لاغلاق أبواب بعضها، ومن بقيت قلصت رواتب الموطفين، مما نجم عنه خسائر بمعدل مليار شيكل شهرياً.


ومنذ فترة سعت مؤسسات وفعاليات جنين لمحابة أثار هذه الكوارث التي سببها الاحتلال لانقاذ مايمكن إنقاذه، لكن القيود والحصار والاغلاق والاقتحامات وعمليات التدمير انهكت المحافظة، وبشكل مباشر جنين ومخيمها، وألحقت دمارا كبيرا في القطاع الخاص وطال كافة المناحي، بما فيها الزراعة والإعمار وتجارة الأراضي والشريان الاقتصادي المحلي، ويؤكد رئيس الغرفة التجارية أبو بكر، أن الخسائر في زيادة وارتفاع ، وقال:"جنين أمام مرحلة صعبة وخطيرة ستقود الى نكبة حقيقة أكبر وأخطر من النكبة والنكسة، والكارثة الكبرى أنها مازالت وحيدة ".

دلالات

شارك برأيك

حصار وإغلاق وبطالة.. ضغوط اقتصادية لا تنتهي تعصف بمحافظة جنين

المزيد في اقتصاد

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 81)