حذرت سندي ماكين ، مديرة برنامج الأغذية العالمي من أن شمال غزة يعاني من "مجاعة شاملة" تنتشر بسرعة في جميع أنحاء القطاع بعد ما يقرب من سبعة أشهر من الحرب، بينما يجتمع المفاوضون في القاهرة على أمل الاتفاق على وقف إطلاق النار في الصراع الدائر في القطاع.

وقد سلطت هذه التصريحات الضوء على حجم الكارثة الإنسانية التي تتكشف.

وقالت سيندي ماكين ، لقناة "إن بي سي" على برنامج "قابل الصحافة يوم الأحد: "كلما كانت هناك صراعات كهذه، واحتدمت المشاعر، وحدثت أشياء في الحرب، تحدث المجاعة".

وأضافت "ما يمكنني أن أشرحه لكم هو - أن هناك مجاعة - مجاعة كاملة - في الشمال، وهي تتجه نحو الجنوب." وفي حين أن تصريحات ماكين لا تشكل إعلانا رسميا عن المجاعة، إلا أنها قالت إنها تستند إلى ما شاهده موظفو برنامج الأغذية العالمي على الأرض.

وقالت عن الوضع في غزة: "إنه أمر مرعب". "من الصعب جدًا النظر إليه ومن الصعب جدًا سماعه".

وقالت ماكين إن برنامج الأغذية العالمي يطالب بوقف إطلاق النار و"الوصول غير المقيد" إلى غزة لأن إيصال المساعدات إلى القطاع أمر بالغ الصعوبة.

وواجهت إسرائيل ضغوطا متزايدة في الأسابيع الأخيرة للسماح بدخول المساعدات إلى غزة بعد أن أدت غاراتها العسكرية إلى مقتل سبعة من العاملين في منظمة World Central Kitchen، وهي مؤسسة خيرية مقرها العاصمة الأميركية واشنطن.

ولطالما حذرت وكالات حقوق الإنسان من تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة في ظل الهجوم العسكري الإسرائيلي، الذي بدأ ردا على هجمات 7 تشرين الأول التي قادتها حماس. وقتل أكثر من 34600 فلسطيني في الهجمات الإسرائيلية، معظمهم من الأطفال والنساء ،  حتى الأول من أيار، بحسب وزارة الصحة في غزة.

وعلى مدار الحرب، تم تهجير أكثر من 1.9 مليون فلسطيني قسراً، وفقاً للأمم المتحدة، حيث لجأ العديد منهم إلى مخيمات ضيقة لا توفر ما يكفي من الوصول إلى الصرف الصحي أو الغذاء. ويواجه جميع السكان البالغ عددهم أكثر من 2.2 مليون نسمة الآن خطر المجاعة، وقد توفي ما لا يقل عن 30 طفلاً بسبب سوء التغذية والجفاف في غزة، وفقاً لوزارة الصحة.

كما تتزايد المخاوف بشأن العملية العسكرية الإسرائيلية المتوقعة في رفح جنوب قطاع غزة، مما أدى إلى تجدد الدعوات لوقف إطلاق النار.

ومع استمرار المفاوضات في القاهرة، أصدر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، بيانا يوم الأحد قال فيه إن "حركة حماس لا تزال حريصة على التوصل إلى اتفاق شامل ومترابط ينهي العدوان، ويضمن انسحاب [الجيش الإسرائيلي من غزة]، ويحقق صفقة تبادل أسرى جدية".

وقال هنية إن الوفد حمل "مواقف إيجابية ومرنة” تهدف إلى وقف “العدوان على شعبنا، وهو موقف أساسي ومنطقي يضع الأساس لمستقبل أكثر استقرارا”. ووصل وفد من حماس إلى مصر يوم السبت لإجراء محادثات حول وقف إطلاق النار المحتمل واتفاق الرهائن.