بدأت جامعة كولومبيا، يوم الاثنين، في تعليق الانتماء الطلابي في الجامعة للطلاب الذين رفضوا مغادرة مخيم مؤيد للفلسطينيين بعد فشل المفاوضات مع المتظاهرين وتجاهل الطلاب تحذيرا من أن البقاء في الحرم الجامعي سيعرض وضعهم في الحرم الجامعي للخطر.

وقالت الجامعة في تصريحات صحفية إن الاحتجاج الذي استمر لمدة أسبوعين تقريبًا ينتهك سياسات الجامعة، وخلق بيئة غير ترحيبية للطلاب اليهود ويمثل "إلهاءً صاخبًا" وإزعاجا لأولئك الذين يستعدون للامتحانات وبدء الدراسة.

ورد المتظاهرون بالتحدي، حيث طوقوا المخيم ورددوا شعارات مناهضة لإسرائيل، بما في ذلك "لا مزيد من الأموال لجرائم إسرائيل!" وبحلول بعد ظهر يوم الاثنين، كان العشرات من الطلاب لا يزالون في المخيم في وسط حرم الجامعة في مورنينجسايد، وكان بعضهم يرقص على الموسيقى الشرقية يتم تشغيلها على جهاز ستيريو. وتفرق معظم المتظاهرين الآخرين في وقت متأخر من بعد الظهر.

وأمر بمغادرة المعسكر بحلول الساعة الثانية بعد الظهر. يمثل يوم الاثنين أحدث تصعيد في المواجهة بين الإداريين والمتظاهرين التي بدأت في 18 نيسان عندما ألقت شرطة نيويورك القبض على 108 متظاهر. ومنذ ذلك الحين، تزايدت الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في حرم الجامعات في جميع أنحاء البلاد، مع اعتقالات يوم الاثنين في جامعة فرجينيا للتكنولوجيا وجامعة جنوب فلوريدا في تامبا. وقال متحدث باسم الجامعة في رسالة بالبريد الإلكتروني إن حوالي 20 متظاهرًا في جامعة كيس ويسترن ريزيرف في أوهايو تم اعتقالهم وإطلاق سراحهم ولكن لم توجه إليهم اتهامات.

وفي جامعة تكساس في أوستن، اعتقلت شرطة مكافحة الشغب 43 متظاهرًا مؤيدًا للفلسطينيين بعد ظهر الاثنين، وفقًا تصريح أدلة به لجورج لوب، المحامي في نقابة المحامين في أوستن الذي يمثل المتظاهرين لصحيفة واشنطن بوست. وأظهرت لقطات منشورة على الإنترنت من المركز التجاري بالحرم الجامعي الشرطة وهي ترش المتظاهرين بالفلفل وتحمل المتظاهرين في حافلات لنقلهم إلى السجن، وهو ما حاول آخرون بعد ذلك منعه. "لن يُسمح بأي معسكرات في الجامعات ، بدلاً من ذلك، تتم الاعتقالات " بحسب ما كتب حاكم ولاية تكساس، جريج أبوت (وهو يميني من الحزب الجمهوري) ، على منصة  X، المعروف سابقًا باسم تويتر

وتجاوز العدد الإجمالي للاعتقالات في الجامعات في جميع أنحاء البلاد خلال الأسبوعين الماضيين 1000 شخص، وفقًا لتتبع صحيفة واشنطن بوست.

لكن في جامعة نورث وسترن، بعد خمسة أيام من المظاهرات، وافق المسؤولون على السماح بتنظيم احتجاجات محدودة مؤيدة للفلسطينيين حتى الأول من حزيران، وهو اليوم الأخير من فصل الربيع. لكن التسوية التي تم التوصل إليها مع المحتجين لم تتضمن قطع العلاقات مع الشركات الإسرائيلية، كما طالبوا.

وفي البيت الأبيض، رفضت السكرتيرة الصحفية كارين جان بيير يوم الاثنين التعليق على الاحتجاجات المتصاعدة في جميع أنحاء البلاد، قائلة: "سنستمر في القول إن لجميع الأميركيين الحق في الاحتجاج السلمي. وفي الوقت نفسه، علينا أن ندين أي خطاب كراهية نسمعه. معاداة السامية أمر خاطئ".

وفي جامعة كولومبيا، بدأ يوم الاثنين بإعلان مينوش شفيق، رئيس جامعة كولومبيا، أن المفاوضات لإنهاء الاحتجاج وصلت إلى طريق مسدود وأن الجامعة لن تسحب استثماراتها من إسرائيل كما طالب المتظاهرون. وعرضت قدرًا أكبر من الشفافية في الاستثمار وعملية أسرع للجامعة للنظر في عمليات سحب الاستثمارات في المستقبل.

وكتبت: "إن حقوق مجموعة واحدة في التعبير عن آرائها لا يمكن أن تأتي على حساب حق مجموعة أخرى في التحدث والتدريس والتعلم".

ثم وزعت الجامعة إشعارًا على المتظاهرين قائلة إنهم ينتهكون سبع سياسات جامعية، بما في ذلك تلك المتعلقة بالسلوك التخريبي والإضرار بالممتلكات. وقال المسؤولون إن أولئك الذين بقوا في المخيم أو الذين لم يوقعوا على تعهد بالالتزام بقواعد الجامعة سيتم تعليقهم ومنعهم من دخول الحرم الجامعي، بما في ذلك الأماكن الأكاديمية والترفيهية والسكنية.

ووصف قادة الاحتجاج خطة الجامعة بأنها “مثيرة للاشمئزاز”، وحذرت رسالة بالبريد الإلكتروني من جامعة كولومبيا لنزع الفصل العنصري من أنهم “سيصعدون من حدة الاحتجاج في الحرم الجامعي”.

قال محمد حميدة، أحد منظمي الاحتجاج وطالب في السنة الأولى يدرس التاريخ والعلوم السياسية  لصحيفة واشنطن بوست : “أعتقد أن الجميع قلقون إلى حد ما بشأن مستقبلهم”. ولكننا "نشعر أن هذه الحركة لديها الفرصة لجذب انتباه العالم أجمع" إلى الحرب في غزة.

وكان العشرات من ضباط الشرطة خارج الحرم الجامعي مباشرة، لكن لم يكن هناك ما يشير إلى أن الجامعة طلبت منهم التحرك ضد المتظاهرين في الحديقة، وقال مسؤول في جامعة كولومبيا إن الجامعة لم تطلب من الشرطة الحضور. وقالت المتحدثة باسم شرطة نيويورك، إينا لويس، إن الضباط “كانوا هنا للتواجد فقط”. وردا على سؤال عما إذا كان بإمكانهم الذهاب إلى الحرم الجامعي، قال لويس: "نحن لسنا في الحرم الجامعي في هذا الوقت."

ومع مرور الموعد النهائي بعد ظهر الاثنين، قام أعضاء هيئة التدريس الذين يرتدون سترات برتقالية زاهية بدور السيطرة على الحشود وقاموا بتوزيع جالونات من الماء.

وجاء في إشعار الجامعة، الذي تم توزيعه في اليوم الأخير من الدراسة، أنه يجب على الطلاب تعريف أنفسهم لمسؤول الجامعة عند المغادرة والتوقيع على بيان يتعهدون فيه بالالتزام بسياسات الجامعة حتى حزيران 2025. كما ذكر أن أولئك الذين يفعلون ذلك سيكونون مؤهلين لإنهاء الدراسة فصل دراسي في وضع جيد. أولئك الذين لا يستطيعون الوصول إلى المباني الأكاديمية وقاعات السكن.