Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الجمعة 29 مارس 2024 10:02 صباحًا - بتوقيت القدس

شرخ واشنطن

تلخيص

تتصاعد وتيرة الموسم الانتخابي مع قرب الحسم الرسمي لتسمية المرشحين الجمهوري والديمقراطي، التي يبدو من اليوم الأول أنها إعادة لجولة موسم 2020 حينما تواجه ترمب مع بايدن.


رئيس يثير حنق الكثيرين، بما فيهم الموالون لحزبه، مقابل مرشحٍ سبق له المرور بالبيت الأبيض ويرى فيه أعضاء حزبه أنه الخيار الوحيد لإزاحة الحزب الآخر من البيت الأبيض. سيناريو معاد لا جديد فيه سوى تبادل الأدوار بين الرجلين.


رغم أن مشهد تبادل التهم والفضائح أمر اعتيادي في الانتخابات الأميركية، فإن ما حصل بدءاً بانتخابات 2016 يعدُّ تحولاً خطيراً في تاريخ الانتخابات في بلد يولي «الموسم الانتخابي» عناية خاصة. فقد كانت المنافسة المحتدمة بين المرشح الجمهوري دونالد ترمب والمرشحة الديموقراطية هيلاري كلنتون مستندة على فضح كل طرف للآخر كمرتكز رئيسي للدعوة للترشيح. المختلف هنا أن المرشحين لم يركزا على ما سيقدمانه للشعب بنفس مستوى تركيزهما على تنزيه الذات مقارنة بالآخر. ما جرى في ذلك الموسم يفسّر المظاهرات التي قامت احتجاجاً على فوز ترمب، والتي مهد لها تأخير اعتراف كلينتون بالخسارة لليوم التالي، وذلك على عكس الأعراف المعتادة في حال خسارة مرشح أمام الآخر.


لعل ما حصل في أعقاب فوز ترمب من احتجاجات مناوئيه يفسّرُ ما فعله أنصاره عندما خسر بعدها بأربع سنوات. إنه التشكيك في جدوى العملية الانتخابية التي تجلبُ رئيساً مرفوضاً من قبل ملايين الأميركيين، بغض النظر عن كونه مرغوباً من قبل ملايين آخرين.


بالرغم من كل ما حفلت به فترة رئاسة ترمب من سلبيات، فإنه قد عُومل من قبل الإعلام معاملةً لم يُعامل بها رئيس أميركي قبله. لقد واجه ترمب حملة إعلامية مفعمة بالسخرية والانتقادات بشكل غير مسبوق، وقد ألقت تلك الحملة الإعلامية بظلالها على الفضاء العام، فأصبحت شيطنته أمراً مقبولاً حتى في بعض المؤسسات الرسمية والمدارس.


بغض النظر عن شخص ترمب، فالشخص المستهدف بالشيطنة هو رئيس الولايات المتحدة الذي يدير حكومتها. والمسألة هنا تتعدى فكرة حرية التعبير التي يفصّلها المستفيدون منها على مقاس أجندتهم. لذلك كان الدعم غير المحدود لجو بايدن الذي لم يكن الأفضل بين مرشحي الحزب الديمقراطي، لكنه قد دُعم بناء على كونه نائباً آخر لرئيس ديمقراطي قبله (باراك أوباما)، الذي يحظى بشعبية كبيرة بين جماهير الحزب.


في انتخابات 2020 تم تحميل إدارة ترمب كامل المسؤولية حول تداعيات انتشار فيروس «كوفيد - 19»، وحتى عندما واجه بايدن في المناظرات وسأله عن الإخفاقات التي واجهتها إدارة أوباما - الذي كان نائبه - في مواجهة إنفلونزا الخنازير، لم يكترث الإعلام لتلك المقارنة واستمر في لوم ترمب على ازدياد الوفيات جراء الجائحة.


انتخب بايدن، وثبت خلال فترة رئاسته أنه لم يكن خيراً من سلفه، غير أن الأهم هو ما حصل بعد ذلك. بالرغم من محاولة الإعلام المتحالف مع الحزب الديمقراطي أن يلمّع الرئيس المسن، فإن كثرة زلاته - على الهواء - جعلته مادة للسخرية في البرامج السياسية والكوميدية بشكل يذكرنا بما كان يحصل لترمب. الفارق أن ترمب قُدّم بصورة مشيطنة، بينما قُدّم بايدن بصورة الرجل المسن المسكين. في المحصلة، فإن صورة الرئيس الأميركي التي طالما ظلت محترمة عند الشعب الأميركي اهتزت بشكل أحدث شرخاً تاريخياً في صورة رمز البلاد.


كثيرة هي السيناريوهات التي يمكن تخيلها في الأشهر المقبلة، من انسحاب بايدن لأسباب صحية، إلى انسحاب ترمب لأسباب قانونية، وما إلى ذلك، أو دخولهما السباق الانتخابي وفوز أيٍّ منهما. لكن الأمر المؤكد أن صورة الرئيس الأميركي عند شعبه - وبقية العالم - لم تعد كما كانت، إنه الشرخ الذي أصاب صورة ساكن البيت الأبيض، والذي يتوجب على من سيأتي بعد ترمب وبايدن أن يعالجه.


سيحتاج الشخص القادم لمدة طويلة حتى يستعيد هيبة المكتب البيضاوي، وقد لا يسعفه الوقت بعد أن تمرّس الإعلام الأميركي على السخرية من الرئيس وجعله مادة للفكاهة بالدرجة الأولى.

دلالات

شارك برأيك

شرخ واشنطن

المزيد في أقلام وأراء

إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين

حديث القدس

توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين

سري القدوة

حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال

د. دلال صائب عريقات

سموتريتش

بهاء رحال

مبادرة حمساوية

حمادة فراعنة

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 93)