تعرّض مسلسل "لانش بوكس" الكوميدي المصري لهجوم واسع وسط مطالبات بمقاطعته، بسبب مشهد اعتبره عدد كبير من المشاهدين استهزاء باستشهاد الطفل الغزّي "يوسف" المعروف بوصف أمه "أبيضاني وشعره كيرلي وحلو"، أثناء بحثها عنه في المستشفيات خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

ففي الحلقة السادسة من المسلسل الذي يُعرض حاليًا في شهر رمضان الكريم، تسأل جميلة عوض إحدى بطلات العمل في أحد المتاجر عن شخص وتصفه: "اسمه يوسف أو ياسين، أشقر وشعره كيرلي (مجعد) وحليوة". وترافقت هذه العبارة مع ضحكات خفيفة من سيدات موجودات في المتجر.

وقالت نورهان فكري: "كيف يُمكن لسيناريست بلا قلب وإنسانية أن يحوّل جملة وجعت قلوب الملايين إلى مشهد ساخر؟".

بينما كتب أسامة دامور: "أوجاع ومعاناة الشعب الفلسطيني ليست سيناريو في الدراما العربية. اخجلوا واستحوا".

أما دعاء فكتبت: "عندما تستغل قضية بلد وأرواح بشر كترند بمسلسل، تبقى قمة الوقاحة".

بدوره، كتب خالد صافي: "كاتب المسلسل نفى أن هذا النص كان مكتوب في السيناريو، هل كان المقصود ركوب الموجة أم الاستهتار بأحزان الفلسطينيين؟".

فيما قالت إسراء الحكيم: "أقلّ ما يمكن فعله تجاه انحطاط فريق عمل مسلسل لانش بوكس، هو مقاطعة العمل وكل أعمالهم القادمة.. لا تهاون مع آلام غزة".

اعتذار المخرج

وبعد الضجة الكبيرة التي رافقت المشهد، شارك كاتب المسلسل السيناريست عمرو مدحت على منصّة "فيسبوك" صورة من السيناريو الأصلي الذي قام بكتابته، تُظهر عدم وجود هذا المقطع.

من جهته، قدّم مخرج العمل هشام الرشيدي اعتذاره لـ"من تشابه عليه نص المشهد المؤلم لأخواتنا، مع نص مشهد المسلسل غير المقصود بالمرة، لم ولن تكون القضية في يوم مجالا لأي شيء غير كل الدعم والاحترام، الله يصبر أهلنا في فلسطين ويعينهم".

كما حاولت جميلة عوض تبرير ما حصل بالقول عبر حسابها على منصة إكس: " إنّ النص كان يتضمّن عبارة أسمر، لكنّ الممثل كان أشقرًا، فبدلنا كلمة واحدة"، مضيفة: "من المفترض أن تدركوا أنّ ما حصل لا يُمكن أن يكون بقصد إثارة الفتن، والجميع يعرف موقفي من القضية الفلسطينية".

ومسلسل "لانش بوكس" هو النسخة المصرية من المسلسل الأميركي "Good Girls"، الذي عُرض منه 50 حلقة بين عامي 2018 و2021.

والنسخة المصرية من بطولة غادة عادل وجميلة عوض وأحمد وفيق وهشام إسماعيل، أما السيناريو فلعمرو مدحت والإخراج لهشام الرشيدي.

ويتألف المسلسل من 30 حلقة، ويروي في قالب كوميدي اجتماعي قصة شقيقتان وصديقتهما، تضطرهن الظروف للتورط في جريمة سرقة، يظنّون بعدها أنّ الأمور ستتحسن لكن المفاجآت السيئة تتوالى.