ركز المخرج جوناثان جليزر على الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة في خطاب قبوله حفل توزيع جوائز "الأوسكار" لأفضل الأفلام يوم الأحد، قائلاً إنه دحض "اختطاف اليهود والمحرقة من قبل الاحتلال (الإسرائيلي للفلسطينيين)".

وفاز فيلم " ذي زون أوف إنترست Zone of Interest عن محرقة "أوشفيتز " النازية لليهود (منطقة الاهتمام ) بجائزة أفضل فيلم دولي.

وقال جليزر، وهو يهودي بريطاني، إن الذين قتلوا في كل من إسرائيل وغزة كانوا ضحايا "التجريد من الإنسانية".

كما ارتدى المشاهير، ومن بينهم بيلي إيليش، دبابيس تدعو إلى وقف إطلاق النار.

وبدأت ليلة توزيع الجوائز في وقت متأخر قليلا عن الموعد المقرر يوم الأحد، بعد أن قام المتظاهرون، الذين يطالبون أيضا بوقف إطلاق النار، بعرقلة حركة المرور خارج المكان.

وذكرت وسائل إعلام أمريكية أن نحو 1000 شخص شاركوا في المظاهرة خارج مسرح "دولبي"، وقام المتظاهرون بمنع سلسلة من سيارات الليموزين المتجهة نحو المكان، مع إجبار بعض النجوم بالنزول والتخلي عن سياراتهم.

وقال جليزر إنه "تشرف" بالفوز بالجائزة، وهي أول فوز للمملكة المتحدة في هذه الفئة. ويركز الفيلم الناطق باللغة الألمانية، والذي حصل على ما مجموعه خمسة ترشيحات لجوائز الأوسكار، على عائلة رودولف هوس، القائد الأطول خدمة في معسكر أوشفيتز.

وأدار هوس معسكر الاعتقال في أوشفيتز بين عامي 1940 و1943. وقُتل ما يقدر بنحو 1.1 مليون شخص هناك - مليون منهم من اليهود.

وبعد أن شكر أولئك الذين عملوا معه في الفيلم، قال جليزر -وهو يقرأ من كلمة مكتوبة مسبقًا-: "كل اختياراتنا اتخذت لتعكسنا وتواجهنا في الوقت الحاضر، لا أقول انظروا إلى ما فعلوه آنذاك، بل إلى ما نفعله الآن".

وأضاف "يُظهر فيلمنا إلى أين يؤدي التجريد من الإنسانية إلى أسوأ حالاته. لقد شكل ماضينا وحاضرنا".

وأضاف المخرج، وهو يهودي: "في الوقت الحالي، نقف هنا كرجال يدحضون يهوديتهم والمحرقة التي اختطفها الاحتلال (الإسرائيلي) الذي أدى إلى إبادة العديد من الأبرياء.

"سواء كان ضحايا السابع من أكتوبر في إسرائيل، أو الهجوم المستمر على غزة، كل ضحايا هذا التجريد من الإنسانية، كيف نقاوم؟"

ويعيش الفلسطينيون في الضفة الغربية والقدس الشرقية تحت الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967.

وسبق للمخرج أن قال لبي بي سي إن فيلمه "ينظر إلى الزوايا المظلمة للقدرة البشرية"، وهو ذو أهمية اليوم.

وقال: "أعتقد أن ما يوجد داخل هذا الفيلم هو ما نفعله ببعضنا البعض كبشر". "نحن نرى الآخرين أقل منا، ومختلفين عنا. وبطريقة ما، خطوة بخطوة، يؤدي ذلك إلى الفظائع."

وكانت المغنية بيلي إيليش والممثل مارك روفالو ونجم فيلم Poor Things رامي يوسف (مصري الأصل) من بين المشاهير الذين ارتدوا دبوسًا على السجادة الحمراء مطالبين بوقف فوري لإطلاق النار في غزة.

وجاء ارتداء الدبوس بعد توجيه رسالة مفتوحة إلى الرئيس الأميركي جو بايدن وقعها ما يقرب من 400 فنان.

ومن بين الموقعين برادلي كوبر وأمريكا فيريرا، الذين تم ترشيحهما لجوائز هذا العام.

وتقوم إسرائيل بقصف واسع النطاق واجتياح غزة، وهو ما قالت "إنه سيدمر حماس" بما تسبب بمقتل أكثر  من 30900 ، معظمهم من الأطفال والنساء

حذرت الأمم المتحدة من أن المجاعة في قطاع غزة "تكاد تكون حتمية" وأن الأطفال يتضورون جوعا حتى الموت.