Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

السّبت 17 فبراير 2024 9:34 صباحًا - بتوقيت القدس

المفوض العام للاونروا فيليب لازاريني – لا تهجر السفينة. لا تستقل ولا دولة تملك قرار اقالتك!

عملت معك ضمن فريق الإدارة العليا للاونروا لسنوات وأدرك تماما الضغط المهول الذي تتعرض له كونك مفوضا عاما لمؤسسة دولية تحاول أطراف عدة اضعافها وتجفيف مواردها وحتى إنهاءها، وادرك انه وضمن هذا الجهد الممنهج والمدروس تتعرض بشخصك وبصفتك الاعتبارية لحملة تشهير ومطالبات من أطراف تهاجم الوكالة وتفويضها لك بالاستقالة الشخصية.

كما هو معلوم للبعض فقد تعرض مفوضين عامين سابقين مميزين، وضمن ذات الحملة المتواصلة ضد الاونروا ووجودها لعقود خلت، لضغوط مباشرة وغير مباشرة صعبة ومضنية. وكان لى شرف العمل مع المفوض العام السابق بيتر هانسن وحتى بداية الالفية الثالثة والذي كانت مواقفه المبدئية سببا للإعلان عنه بلغة الديبلوماسية "شخصا غير مرغوب به". وكان لي الشرف كذلك بالعمل مع، ولسنوات طوال، مع المفوض العام الذي سبقك، بيير كرهنبول، والذي وقف بوجه القرار الأمريكي الجائر بإنهاء التبرعات الامريكية للاونروا وعملنا معه وعبر حملة عالمية مؤثرة تجنيب الوكالة الانهيار المالي وهو كذلك دفع ثمنا شخصيا ثقيلا عبر حملة تشهيرية بغيضة فرضت عليه الاستقاله مجبرا صونا للوكالة ودورها (وهنا نهنئه لقرب استلامه منصب المدير التنفيذي العام بعد شهرين لمنظمة الصليب الأحمر الدولي وننتظر منه مراجعة أخطاء وزلات الصليب الأحمر خلال الحرب على غزة).

والان جاء دورك! وأنت — كما الاونروا وكما اللاجئيين وكما أهل غزة نعيش ازمة وجودية ونتوجس من الهجمة المركزة على "حق العودة" عبر بوابة الاونروا.

لقد عملت مع زملاء اكفاء على مدى عقود ثلاث لدرء محاولات لم تكل للنيل من الاونروا ولكني اجزم بأن الهجمة الحالية هي الأشرس والأكثر تنظيما وبعدد الدول التي تتكالب على المؤسسة والطرق والأساليب الموظفة لإضعاف المؤسسة وطردها (من القدس)، ومحاولة انهاء وجودها (في غزة) او تبهيته على اقل تقدير ومن ثم تجفيف موارد الوكالة وإعادة صياغة ولايتها وتفويضها ودورها في أقاليم عملها خارج فلسطين (سوريا والأردن ولبنان).

وأمام مخاطر نفاذ التمويل والقدرة على تقديم الخدمات مع نهاية الشهر الجاري واحجام كبار المتبرعين عن إعادة تبرعاتهم حتى تتم عملية "تحقيقات"! واصلاحات لجسم الاونروا والذي سيستهلك اشهرا ونحن نرى سفينة الاونروا وهى تلاطم امواجا عاتية تقع عليك مسؤلية كبيرة — لا تهجر السفينة ولا تترك منصبك!

حسنا فعلت عندما صرحت مؤخرا بانك تقدم تقاريرك "الى الجمعية العمومية [للأمم المتحدة وهى مرجعية الاونروا قانونيا ومؤسساتيا] .. وانه تم تعييني من قبل الأمين العام .. (وان) إسرائيل مجرد دولة عضو .. (وانه ليس) من الحكمة ترك السفينة في مثل هذا الوقت". يدرك الفلسطيني إدراكا واعيا محورية ورمزية الاونروا وارتباطها بحق العودة وكما يدركها ويخشاها الطرف الأخر.

للدول التي أبقت على تبرعاتها نقول شكرا. للدول التي زادت من تبرعاتها كاسبانيا والبرتغال نقول شكرا وشكرا كبيرة لايرلندا العظيمة بتبرع عشرين مليون دولار والدفاع عن الاونروا وتذكير وزير خارجيتها للجميع بان ١٥٧دولة صوتت لتجديد ولاية الاونروا في العام الماضي وانه " لا ينبغي لدولة واحدة أن يسمح لها بتقويض عمل الاونروا". ونقول للدول التي لا محالة ستعيد تبرعاتها للاونروا (وليس لسواد عيون اللاجئين ولا الاونروا ولكن لاعتبارات سياسية ومصلحية) ندرك اسباب تعليق الخدمات وأهداف ارجاعها!!

ولجهودك المبذولة ومع فريق الإدارة العليا والذي كان لي الشرف ان اعمل بمعيتهم أقول لك ولهم ،وانتم تجهزون لتنويع وتوسيع رقعة المتبرعين والاستجابة لتداعيات الحرب على غزة، شكرا.

الان ليس الوقت لا لمعاتبة ولا لمحاسبة الاونروا. في الماضي كان للوكالة تقصيرات كما نجاحات واخفاقات كما إنجازات ووقفت أمامها بمسؤولية وشفافية وأقول أيضا بأنها تعلمت منها. هناك تساؤلات مشروعة من اللاجئين وممثليهم وهيئات رسمية وشعبية حول أداء الاونروا خلال الحرب - الأداء العملياتي والمنصاراتي والإعلامي والديبلوماسي وهى قضايا تشمل قضية الخروج غير المدروس من شمال غزة مع بداية الحرب وتداعياته الصعبة وغيرها من القضايا التي أثارت النفوس والتساؤلات، ولعلى على ثقة بانه وعندما يحين الوقت المناسب لها ستجيب عليها الوكالة وستنظر وتحقق بها وتستخلص الدروس وأيضا تحاسب من يجب ان تتم محاسبتهم. ولكن هذا ليس الوقت لذلك. الوقت الان هو وقت الالتفاف حول الاونروا ونعم الوقوف معك ودعم موقفك امام مخطط انهاء الوكالة.

بقاء الاونروا بالقدس يجب ان يتم حمايته وعلى الأمين العام ان يتحرك بقوة في هذا المجال فهناك معاهدات واتفاقيات تحدد وجود الاونروا بالقدس وان قرار هذه الدولة او تلك يقف امامه ١٥٧ تدعم الاونروا. والحال كذلك لدور الوكالة بغزة وكافة أقاليم عملها.

سفينة الاونروا يجب ان تعبر بر الأمان وبدون جهد فلسطيني شعبي ورسمي ومؤسساتي ودولي وبدون هيئات تفند المزاعم المكالة وارتكاز الجهد فقط على الوكالة لوحدها لدرء الهجمة فقط عندها سيكون من الصعوبة بمكان إيصال سفينة الاونروا لبرها الآمن .

سامي مشعشع
الناطق الرسمي للاونروا ومدير الاعلام والاتصالات سابقا

دلالات

شارك برأيك

المفوض العام للاونروا فيليب لازاريني – لا تهجر السفينة. لا تستقل ولا دولة تملك قرار اقالتك!

المزيد في أقلام وأراء

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام

بهاء رحال

المقاومة موجودة

حمادة فراعنة

وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي

سري القدوة

هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!

محمد النوباني

ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟

حديث القدس

مآلات موافقة حزب الله على ورقة أمريكا الخبيثة

حمدي فراج

مصير الضفة الغربية إلى أين؟

عقل صلاح

كيف نحبط الضم القادم؟

هاني المصري

هل من فرصة للنجاة؟!

جمال زقوت

تحية لمن يستحقها

حمادة فراعنة

قل لي: ما هو شعورك عندما ترى أحداً يحترق؟!

عيسى قراقع

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 78)