Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

السّبت 27 يناير 2024 11:46 صباحًا - بتوقيت القدس

والدة الشهيد وسام خشان لـ"لقدس": "تعرض للمطاردة وقاوم طلباً للشهادة وأُعدم بدم بارد"

جنين - "القدس" دوت كوم - علي سمودي

صبيحة يوم الخميس، اليوم المقرر لإتمام مراسم خطوبته، ارتقى المقاوم وسام وليد خشان "28 عاماً"، في عملية إعدام ارتكبتها الوحدات الخاصة أمام منزله في قرية بير الباشا جنوب جنين، أصيب خلالها شقيقه محمد برصاص الاحتلال، كما اعتقل شقيقه الطفل أحمد الذي تحرر قبل شهر، خلال صفقة تبادل الأسرى التي أبرمت ضمن عملية "طوفان الأقصى".

خلال دقائق، تغير المشهد والصور في حياة عائلة الوالدة الخمسينية شكرية خشان، التي كانت تنتظر حلول المساء لتتوجه مع الجاهة لاتمام مراسم الخطوبة لبكرها وسام، لكن رصاص الاحتلال كان أسرع، وتقول والدته "سرقوا فرحتنا، وحكموا على حبيب قلبي بالاعدام رغم أنه كان بامكانهم اعتقاله، لكنهم قتلوه بدم بارد، ورغم حزني ووجعي لفقدانه، أشعر بفخر واعتزاز، ورفعت رأسي فيه والحمد الله ربنا اصطفاه شهيداً".

وتضيف وهي تقاوم دموعها، "امبارح كان كثير مبسوط عشان كان رح يخطب، لكن اليوم زففناه عريساً لفلسطين والقدس، والحمد لله رب العالمين".

في قرية بير الباشا، نشأ وترعرع وسام الذي تميز كما تفيد والدته بروح الوطنية والجهادية ومنذ صغره عشق وطنه والجهاد، واختلفت حياته عن أقرانه من جيله، إذ أنه متمرد ومقاوم، وصاحب مواقف جريئة، شجاع وبطل، وقبل استشهاده أمضى ليلته في المشاركة بمقاومة الاحتلال قرب مثلث الشهداء وفي جنين.

تقول والدته "لدوره النضالي ومقاومته للاحتلال، اعتقل وصمد في أقبية التحقيق وحكم عليه بالسجن 7 سنوات، لكنه لم يستريح يوماً، التحق بصفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام، وقضى الفترة في مقاومة الاحتلال"، وتضيف "منذ تحرره وعلى مدار الشهور الستة الماضية لم نره، فقد أدرج الاحتلال اسمه ضمن قائمة المطلوبين، واشتدت مطاردته وبصعوبة بالغة، اقنعته بالخطوبة والزواج وحددنا موعدا لخطبته مساء يوم الخميس، لكن الاحتلال كان له بالمرصاد".

يروي رفاق وسام لمراسل "القدس"، أنه كان يقود المقاومين من كتيبة بير الباشا والقسام ويهاجم دوريات الاحتلال في كل مرة تمر فيها من وسط القرية في الطريق لاقتحامها مدينة جنين، وخلال العملية الأخيرة على جنين ومخيمها، نصب وسام كمينا للاحتلال وأطلق النار عليهم ووصفوه بالبطل المقدام والشجاع الجريء الذي كان يتمنى الشهادة دوما.

آخر اللحظات ..

بعد اشتباكه مع الاحتلال وانسحابه من جنين ومخيمها، عاد وسام لمنزل أسرته في سهل بير الباشا، وتقول والدته "على غير عادته، حضر للمنزل للاطمئنان علينا، ووجد أن كل العائلة تعاني من المرض خاصة أنا، فقد كنت طريحة الفراش بسبب الحرارة، جلس لجانبي وأشربني الماء، وقال لي: سنذهب للطبيب صباحاً، وحاول الاستراحة حتى يحل النهار"، وتضيف "فجأة سمعنا صوت إنفجار شديد قرب بوابة المنزل وصوت اطلاق الرصاص بكثافة نحو المنزل، فأدرك وسام أن هناك هجوما علينا، ووجود كمين حول منزلنا يستهدفه"، وتكمل "سمعنا صوت جنود الاحتلال يطالبوننا عبر مكبرات الصوت بالخروج من المنزل، فرفض وسام تسليم نفسه فأطلق النار عليهم واشتبك معهم".

يفيد الشهود أن وحدات خاصة تسللت لمحيط منزل وسام الواقع وسط سهل قرية الباشا في منطقة مفتوحة من كافة الاتجاهات لذلك تمكنت قوات الاحتلال التي اقتحمت المنطقة من فرض حصار على المنزل، واحتلت المنازل المجاورة، وتقول أم وسام "أصبحنا محاصرين والخطر يتهدد حياتنا، فالاحتلال أطلق النار على المنزل، واخترق الرصاص جميع النوافذ، فاستلقينا أرضنا، وطلب منا وسام الاحتماء وعدم التحرك حتى لا نتعرض للإصابة والأذى، خاصة مع استمرار اطلاق النار".

تتذكر أم وسام اللحظات الأخيرة، وتقول "عندما غادر وسام غرفتنا، تحركت معه ولازمته لخوفي عليه، لكنه أمام تهديده بقصف المنزل علينا، قرر الخروج ومواجهتهم وطلب مني عدم التحرك، وقال لي يجب أن تكوني قوية كما أعرفك دوما، وفتح نافذة غرفة شقيقه المطلة على المدخل الخلفي لمنزلنا وأطلق النار عليهم ثم قفز لانقاذنا، ولم نعرف بمصيره حتى انسحب الاحتلال ووجدناه شهيداً غارقاً ببركة من الدماء"، وتضيف "الاحتلال أعدمه بشكل متعمد، وكانوا معنيين بقتله واعدامه، فقد كان بامكانهم بعد تفجير بوابة المنزل، الدخول علينا واعتقاله، لكنهم قادوه للكمين المحكم".

يفيد الشهود لمراسلنا، أن وسام بعدما قفز من النافذة تعرض لاطلاق نار مباشر وكثيف من القوة المحاصرة والكامنة خلف منزله وفي منزل الجيران، وقال الشاهد أبو أحمد "لم يطلبوا منه الوقوف أو تسليم نفسه، أطلقوا النار عليه حتى وقع أرضا، ثم اقتربوا منه، وتابعوا اطلاق الرصاص على رأسه ووجهه وقدميه واكملوا جريمتهم، ثم اطلقوا كلب بوليسي عليه قام بنهشه"، وتضيف والدته "بعدما تأكد الجنود من اعدامه، ارغمونا على مغادرة المنزل، واحتجزونا تحت المطر، وتركوا ابني الجريح ينزف ثم اعتقلوا ابني الطفل أحمد الذي تحرر قبل شهر في صفقة حماس مع الاحتلال في عملية طوفان الاقصى ".

حتى تلك اللحظة، لم تكن تعلم العائلة باعدام وسام، وفور انسحاب الاحتلال سارع الشهود الذين تابعوا مشهد الاعدام للحضور للمنزل، ووجد وسام غارق بالدم وقد لفظ أنفاسه الأخيرة، وبعدما قامت طواقم الهلال الأحمر بنقله لمشفى جنين الحكومي، وقفت والدته في موقع اعدامه، وقالت لمراسل "القدس": "الحمد لله، تمنى الشهادة ونالها وحسبي الله ونعم الوكيل، وربنا ينتقم منهم حرمونا فرحة العمر بعدما جهزنا له شقة خاصة وكانت جاهزة لزواجه".

وتضيف "ابني شهيد فلسطين، وهو مش أحسن من أهل غزة والشهداء، ودمه بسعر دم أهل غزة، فداءاً للمقاومة والأقصى و تراب الوطن".

كتمت أم وسام أحزانها وقاومت الألم، واستقبلت وودعت نجلها القائد الميداني في كتائب القسام لدى القاء نظرة الوداع الأخيرة في منزلها بالزغاريد، وقالت "حتى خلال اعتقاله لم ينال السجن والتعذيب من عزيمته ومعنوياته وإرادته، وتمسك بالشهادة التي كان يتمناها ويطلبها دوماً، وهكذا قضى حياته، أسيراً، مطارداً وأخيراً شهيداً .. مبروك شهادة وسام ونسأل الله أن يتقبلها".

دلالات

شارك برأيك

والدة الشهيد وسام خشان لـ"لقدس": "تعرض للمطاردة وقاوم طلباً للشهادة وأُعدم بدم بارد"

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 82)