فلسطين

الخميس 25 يناير 2024 8:48 صباحًا - بتوقيت القدس

السفير الصيني لـ"القدس": عملنا لوقف إطلاق النار وندعم جهود السلام في المنطقة

رام الله - "القدس" دوت كوم

أكد السفير الصيني لدى دولة فلسطين، تسنغ جيشن، لـ"القدس"، أن جمهورية الصين الشعبة عملت جاهدة خلال الأشهر الماضية، وتواصل جهودها من أجل إمكانية وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدًا أن الصين تدعم جهود السلام في المنطقة، وترفض تدخل الدول الخارجية في الشؤون الداخلية للدول العربية.


وقال جيشن، في رد على أسئلة "القدس"، خلال لقائه بمقر السفارة بمدينة رام الله امس، مع صحفيين يعملون بوسائل إعلام محلية، "إن الصراع المتصاعد في قطاع غزة يتسبب بخسائر فادحة في صفوف المدنيين الأبرياء، ويؤدي إلى كوارث إنسانية خطيرة واتساع نطاق الآثار السلبية على نحو سريع، لقد ظلت الصين تقف إلى جانب الإنصاف والعدالة، وعملت جاهدة لتحقيق وقف إطلاق النار وأعمال العنف واستعادة السلام وحماية المدنيين".


وخلال كلمته في بداية اللقاء وترحيبه بالصحفين، قال جيشن: "إن لدى الرئيس الصيني شي جينبينغ رؤية بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية قبل 11 عامًا، بغية دفع كافة الدول لبناء كوكب الأرض الذي نعيش فيه كعائلة كبيرة متناغمة، وهو ما لاقى استحساناً واسعاً وتجاوباً إيجابياً من دول الشرق الأوسط وغيرها من دول العالم".


وتابع جيشن، "في وجه الأوضاع الدولية والإقليمية المضطربة، تعاونت الصين مع دول الشرق الأوسط في التقدم إلى الأمام بكل شجاعة، والدفع بترسيخ مفهوم مجتمع المستقبل المشترك للبشرية في الشرق الأوسط بخطوات ملموسة، أهمها: التوافقات الصينية العربية واسعة نطاق حول بناء مجتمع المستقبل المشترك، وخلق نموذج ناجح لتنفيذ مبادرة الأمن العالم، والتزام الصين بالعدالة والإنصاف في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".


في حين، قال جيشن في رد على سؤال أحد الصحفيين، "نعتقد أنه فيما يتعلق بالحرب والسلام والحياة والموت، يجب على الدول ذات التأثير الكبير أن تلعب دوراً بناء في وقف إطلاق النار، وتبذل قصارى جهدها لوضع الحد من الخسائر في صفوف المدنيين، وتقف إلى جانب السلام والحياة، وهذا ما تفعله الصين".


ووفق جيشن،"أصبحت الدعوة واسعة النطاق في المجتمع الدولي للوقف الفوري لإطلاق النار، ومع ذلك، تستخدم الولايات المتحدة الأعذار المختلفة لمنع التوصل إلى توافق بشأن هذه القضية في مجلس الأمن عن طريق استخدام حق الفيتو الذي تتمتع به، هذا ازدراء صارخ للعدالة والإنصاف الدوليين وسلطة مجلس الأمن".


وتابع، "من ناحية، تروج الولايات المتحدة والدول الغربية أكاذيب القرن تتعلق بشينجيانغ الصينية، وتتهم الصين بأنها تمارس ما يسمى بـ (الإبادة الجماعية) و(العمل القسري) في شينجيانغ، بدعوى الحرص على حماية حقوق الإنسان، وتسعى من خلالها لاحتواء الصين وحرف الحقائق. وراحت من ناحية أخرى تتجاهل الأوضاع المروعة في قطاع غزة، ما يؤكد التمسك بالمعايير المزدوجة جملة وتفصيلاً".


وأكد جيشن أن الصين عملت كدولة كبيرة ومسؤولة لإقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، عبر تطبيق مبادرة الأمن العالمي والدفع بحل الخلافات عبر الحوار والتشاور، كما حدث في "مصالحة القرن" بين السعودية وإيران، ودعم سورية للعودة إلى جامعة الدول العربية، ودعم قضية الشعب الفلسطيني العادلة لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة، وبذل الجهود لإحلال السلام في غزة.


وشدد جيشن على أن الصين تعتقد أن شعوب الشرق الأوسط هم سادة المنطقة، وظلت تدعم دول الشرق الأوسط لحل الخلافات عبر الحوار والتشاور والحفاظ على أمن المنطقة عبر التضامن والتعاون.


من جانب آخر، أكد جيشن، في سؤال لـ"القدس"، أن الصين بقيت تتضامن مع الدول العربية والإسلامية، وتدعم بثبات القضية العادلة للشعب الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وهو موقفها التاريخي الثابت ولن تغيره، مشيرًا إلى أنه في نوفمبر\ تشرين الثاني عام 2023، اختار الوفد المشترك لوزراء خارجية الدول العربية والإسلامية الصين كمحطة أولى لجولته الدولية للوساطة، وذلك يعكس التقليد الحميد من التفاهم والدعم المتبادلة بين الجانبين.


ونوه جيشن بأن الصين شاركت بمشاريع القرارات التي قدمتها الدول العربية في الأمم المتحدة، ونجحت في دفع مجلس الأمن الدولي لتمرير أول قرار منذ اندلاع الصراع خلال فترة رئاستها الدورية للمجلس.


كما أكد جيشن أن الصين ظلت تدعم دول الشرق الأوسط لتحقيق الاستقلال الاستراتيجي، وتعارض تدخل القوى الخارجية في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وتلعب دوراً بناءاً في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.


ونوه جيشن بأنه في مارس\ آذار من العام الماضي، وبفضل الوساطة الصينية، حققت السعودية وإيران المصالحة التاريخية، وتلتها موجة الصلح في الشرق الأوسط التي دفعت بعودة سورية إلى جامعة الدول العربية رسمياً، مما نصب نموذجاً لتسوية النزاعات والخلافات وتحقيق حسن الجوار بين دول المنطقة عبر الحوار والتشاور.
وقال جيشن:"تعد المصالحة بين السعودية وإيران نصراً هاماً للحوار والسلام، وجاءت بمثابة ممارسة مفيدة في حل القضايا الساخنة بالطرق ذات الخصائص الصينية، وظلت الصين وسيطاً إيجابياً موثوقاً به ذا نية صادقة، ولم تسعَ يوماً لاستخدام القوة أو تسع إلى المصالح الجيوسياسية الأنانية أو تفرض إرادتها على الآخرين، وظلت تدعم شعوب الشرق الأوسط لاستكشاف الطرق التنموية بإرادتها المستقلة، وتدعم دول الشرق الأوسط لتسوية الخلافات عبر الحوار والتشاور".
وتابع جيشن، "ستظل الصين تعزز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وتجري التعاون من أجل التنمية والازدهار، وتدعم التضامن والتقوية الذاتية، وتقدم مساهمة أكثر في تحقيق المصالحة والسلام والتناغم في المنطقة".


من جانب آخر، وفي رده على أسئة الصحفيين، قال جيشن: "إن الصين تعزز مساعداتها الإنسانية لمد يد العون إلى سكان قطاع غزة الذين يمرون بالمحن، وقدمت المساعدات النقدية العاجلة بقيمة مليوني دولار أمريكي إلى السلطة الوطنية الفلسطينية ووكالة الغوث الدولية"الأونروا"، إضافة إلى المواد الإنسانية العاجلة بقيمة 15 مليون يوان صيني تشمل الغذاء والدواء إلى قطاع غزة عبر مصر، وستقدم الصين دفعتين إضافيتين من المساعدات الإنسانية العاجلة إلى قطاع غزة" .


وأشار جيشن إلى الجهود والتعاون بين فلسطين والصين في عدة مجالات بينها دفع المفاوضات بشأن إقامة منطقة تجارة حرة، كما أن الصين ستواصل جهودها الإنسانية، وتقديم المساعدات الإنسانية وخاصة لقطاع غزة، منوهًا بزيارة الرئيس محمود عباس العام الماضي، إلى الصين وأنه جرى توقيع 6 اتفاقيات تعاون بين البلدين بحضور الرئيسين عباس وشي جين.


من جانب آخر، أكد جيشن أن القمة الصينية العربية الأولى عقدت في عام 2022، وتوصل الرئيس شي جينبينغ مع قادة الدول العربية إلى توافقات مهمة، مما قاد العلاقات الصينية العربية إلى أفضل فترة في التاريخ.


وتابع جيشن، أنه وعلى مدى العقد الماضي، حققت الصين والدول العربية نتائج مثمرة، حيث تجاوز حجم التبادل التجاري بينهما 430 مليار دولار في عام 2022، ما يعادل ضعفين مما كان عليه قبل 10 سنوات، كما تجاوز رصيد الاستثمارات المباشرة المتبادلة بين الصين والدول العربية 30 مليار دولار، بزيادة نحو أضعاف مما كان عليه قبل 10 سنوات، كما نفذ الجانبان أكثر من 200 مشروع كبير في إطار بناء "الحزام والطريق"، وقد استفاد من هذا التعاون ما يقرب من ملياري شخص.

دلالات

شارك برأيك

السفير الصيني لـ"القدس": عملنا لوقف إطلاق النار وندعم جهود السلام في المنطقة

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الجمعة 17 مايو 2024 12:34 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.71

شراء 3.7

يورو / شيكل

بيع 4.02

شراء 4.0

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.2

بعد سبعة أشهر، هل اقتربت إسرائيل من القضاء على حماس؟

%8

%92

(مجموع المصوتين 76)

القدس حالة الطقس