أشار الرئيس الأميركي جو بايدن في نهاية الأسبوع الماضي إلى إن تكييف المساعدات المقدمة لإسرائيل هو "فكرة جديرة بالاهتمام" ، وذلك في معرض رده على أسئلة الصحفيين في منتجع نانتوكيت بولاية ماسشوستس.

وأضاف الرئيس قائلا : "لا أعتقد، لو بدأت بهذا، لكنا قد وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم" دون توضيح ما يعنيه، ما فتح مجالا أمام بعض المحللين ليفسروا قوله على أنه كان يشير إلى حجم الدمار والقتل الذي ألحقته الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة،

واعتبر البعض أن الرئيس بايدن كان يشير بقوله إلى تحول محتمل في موقف الإدارة تجاه حليفتها إسرائيل، علما بأن المسؤولين الأميركيين من البيت الأبيض ووزارة الدفاع ووزارة الخارجية ، كرروا مرارا منذ بداية الحرب يوم 7 تشرين الأول أن إسرائيل لن ترى أي قيود على المساعدات العسكرية التي تقدمها واشنطن لها بكميات غير معهودة أثناء حربها على غزة.

يذكر أن نائبة الرئيس الأميركي كاملا هاريس، قالت في مطلع الشهر الجاري إن البيت الأبيض طلن يخلق أي شروط على الدعم الذي نقدمه (الإدارة الأميركية) لإسرائيل للدفاع عن نفسها".

واعتبر البعض إن ملاحظة الرئيس (عن أن اشتراط المساعدات الإسرائيلية بأنها فكرة جديرة بالاهتمام)، على أنها الإشارة الأكثر دلالة على احتمال اتخاذ إجراءات معينة  للضمان تخفيف إسرائيل لحجم الدمار ومعدل قتل المدنيين الفلسطينيين ، "حتى وهي تحارب حماس"، ما فسر بأنه مؤشرا آخرا على أن الدفعة الأخيرة التي قام بها المشرعون التقدميون في الحزب الديمقراطي لفرض شروط على المساعدات - مثل اشتراط التزام إسرائيل بإجراء محادثات سلام حول حل الدولتين وإنهاء الحصار على غزة - يمكن أن تكتسب زخمًا في الولايات المتحدة.

يذكر أن مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي ، جيك سوليفان إلذي تنقل على محطات التلفزيون يوم الأحد، تهرب من الإجابة على سؤال حول ما إذا كانت الإدارة ستدعم تكييف واشتراط المساعدات لإسرائيل، ولكنه لم يستبعد سن حواجز حماية، لكنه قال إن نهج إدارة بايدن تجاه الحرب كان ناجحا.

وقال سوليفان لكريستين ويلكر من شبكة إن بي سي نيوز: "سيواصل التركيز على ما سيحقق النتائج". "يمكنك أن ترى من حقيقة أننا شهدنا إطلاق سراح الرهائن خلال الأيام القليلة الماضية، أن النهج الذي يتبعه - الدبلوماسية الرئاسية المباشرة خلف الأبواب المغلقة مع الإسرائيليين ومع شركائنا العرب - هو ما يولد هذا النوع من النتائج التي نحن نرى الآن."

يشار إلى أنه في الوقت الحالي، يواصل البيت الأبيض دعم إسرائيل ومساعدتها بشكل لا لبس فيه، ويبدو من غير المرجح أن يحول بايدن "الفكرة الجديرة بالاهتمام" إلى عمل ملموس. وفي طلب الميزانية التكميلية الذي قدمه في تشرين الأول، طلب البيت الأبيض إزالة القيود المفروضة على الأسلحة والذخيرة التي يمكن لإسرائيل الوصول إليها من المخزونات الأمريكية الموجودة في البلاد.

لكن العديد من المشرعين الآخرين يدعمون هذا الإجراء علنًا، الأمر الذي قد يزيد الضغط على الإدارة – خاصة إذا واصلت إسرائيل غاراتها الجوية واسعة النطاق وعملياتها البرية في قطاع غزة بعد فترة التوقف الحالية، والتي تم تمديدها الاثنين ليومين آخرين.

قال السيناتور كريس مورفي (ديمقراطي من ولاية كونيتيكت)، وهو عضو في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، على شبكة سي.إن.إن CNN يوم الأحد، إن الولايات المتحدة تفرض بانتظام شروطًا على المساعدات المقدمة إلى الحلفاء بناءً على الامتثال للقوانين المحلية والدولية.

وقال مورفي: "إنه أمر متسق للغاية مع الطرق التي قمنا بها بتوزيع المساعدات... بالنسبة لنا أن نتحدث عن التأكد من أن المساعدات التي نقدمها لأوكرانيا أو المساعدات التي نقدمها لإسرائيل تستخدم بما يتوافق مع قوانين حقوق الإنسان".

وقال النائب مايك تورنر (جمهوري من ولاية أوهايو)، رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب، إن هذا الإجراء منطقي نظرًا لتاريخ واشنطن في فرض قيود على المساعدات المقدمة لحلفائها:

وقال لبرنامج "لقاء مع الصحافة" على شبكة "إن بي سي": "لن أقترح ذلك، لكنني أعتقد أنه يعكس بدقة سياسة الولايات المتحدة"