تأثر الاقتصاد عموما وقطاع النقل خصوصا نتيجة حواجز جيش الاحتلال واعتداءات المستوطنين التي تضاعفت بعد بدء الحرب. حيث ترك جيش الاحتلال لكل منطقة منفذا واحدا فقط تجري فيه عمليات تفتيش وتأخير متعمد وتنكيل أحيانا. وعلى الطرق التي يسلكها المستوطنون يعطي الاولوية للمرور لهم اولا مما يعيق حركة الفلسطينيين المتوجهين لأعمالهم او مدارسهم وجامعاتهم في المتوسط ساعتين صباحا وساعتين مساء. كما يؤدي ذلك لعرقلة حركة نقل البضائع وزيادة تكلفتها وتأخر وصولها واحيانا الى تكدسها ومبيتها على الطريق و تلفها.

ويتأثر تنقل موظفي المؤسسات العامة والخاصة والعمال والطلاب بشكل كبير، مما يضطر نحو نصفهم للسكن حول اماكن عملهم حتى يتمكنوا من الانتظام في دوامهم، لكن نحو نصف الموظفين الذين يسكنون في مدن اخرى لا يتمكنون من الحضور للدوام، اما الموظفون من القرى المجاورة فيحضرون ولكن مع تأخير غالبا.

كما ان ازمة المقاصة وعدم دفع الرواتب لموظفي القطاع العام وتوقف الرواتب او تخفيضه في القطاع الخاص تؤثر سلبا على قدرة الموظفين على تحمل تكاليف السفر الاضافية حيث يتأثر دوام الموظفين الحكوميين بدفع الراتب مما يؤدي الى لجوء قسم منهم للخروج بإجازات او التنقل بسيارات زملائهم او التناوب مع زملائهم وخصوصا مع ضعف المراجعات في المؤسسات الحكومية. و كحل امام صعوبة تنقل الموظفين تلجأ بعض المؤسسات التي لها فروع في مدن مختلفة لتنظيم دوام الموظفين وفق اماكن سكناهم.

و يؤدي انخفاض الدخل نتيجة توقف العمالة في اسرائيل وعدم دفع الرواتب والاجور او تخفيضها في المؤسسات المحلية والاضرابات الى تخفيض الانفاق وهبوط معدلات الاستهلاك مما يضطر بعض مؤسسات القطاع الخاص التي انخفض انتاجها نتيجة انخفاض الطلب الى تنزيل دوام الموظفين والعمال و رواتبهم الى النصف او ربما تسريح بعضهم فبعض المنشآت اضطرت لإغلاق ابوابها ولو مؤقتا فمثلا هناك نحو 150 الى 200 مطعم في رام الله اغلقت ابوابها طوال الحرب.

و كمثال على تأثير الحواجز على الدورة الاقتصادية والحركة التجارية نتناول قطاع النقل وبالتحديد نقل الركاب فنتيجة ضعف الحركة الناجم عن عراقيل السفر وتوقف الجامعات والعمالة جزئيا او كليا يعاني قطاع النقل بشكل كبير فمثلا من بين 110 سيارات تعمل يوميا على خط نابلس رام الله كانت في الوضع الطبيعي ترمي حملين ذهابا ايابا لم يتمكن من الحضور لرام الله سوى 17 وكانوا ينتظرون الركاب اما من سيارات خط جنين رام الله ال50 فلم يحضر سوى 10 وكانوا بانتظار التحميل ونتيجة لذلك يجمع سائقي التكسيات والحافلات على انخفاض دخلهم الى الثلث.

كما تؤدي صعوبة التنقل نتيجة الحواجز واعتداءات المستوطنين الى مضاعفة وقت السفر الى 200%كحد ادنى نتيجة الحواجز وصعوبات الطرق ورفع الاجرة نحو الثلث بين المدن يدفعها الركاب للسائقين بدل سولار و صيانة نتيجة اضطرارهم لسلوك طرق التفافية وعرة.

بالطبع لم تتناول هنا كل ادوات واجراءات الاحتلال للحرب على اقتصاد الضفة لكنا ركزنا على تداعيات الحواجز واعتداءات المستوطنين على حركة السير ولم نتناول مثلا اثار اجتياحاتهم او اعتداءاتهم على اشجار الزيتون وقطف ثمارها لهذا الموسم مما كبد المزارعين خسائر كبيرة .

وبالطبع فان تأثر اقتصاد الضفة لا يقارن بالدمار الكبير الذي لحق باقتصاد غزة ومع ذلك فان استمرار الحرب وعدم معرفة مالاتها يفرض علينا العمل على شد الاحزمة والاستعداد لظروف اسوء والاقتصاد بالمصروف والعودة الى الثقافة التي سادت ايام الانتفاضة الاولى حول الاقتصاد المنزلي والتعاضد المناطقي والاسري والعودة للأرض.