قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الجمعة، أن الولايات المتحدة تعمل على وضع أسس لبناء دولتين منفصلتين لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على المدى الطويل، مشيرا إلى أن "أحداث 7 تشرين الأول عززت اعتقادنا بضرورة وجود سلام شامل (بين الإسرائيليين والفلسطينيين) وهذا لن يتحقق إلا بحل الدولتين".

وأضاف بلينكن أن واشنطن تعمل من أجل "منع توسيع المستوطنات في الضفة الغربية وطرد الفلسطينيين، والحفاظ على الوضع الراهن في المناطق المقدسة، بالإضافة إلى وقف عنف المستوطنين، علاوة على الالتزام بتحقيق إدارة يقودها الفلسطينيون في الضفة والقطاع بشكل موحد، وهي الأسس التي من شأنها أن تضع سلاما شاملا بين الجانبين"، مؤكدا أنه عرض تلك المحاور على مختلف الأطراف خلال زيارته لإسرائيل، والأراضي الفلسطينية، والأردن.

وجاءت تصريحات بلينكن هذه في مؤتمر صحفي من العاصمة الهندية نيودلهي في ختام زيارة بلينكن لمنطقة الشرق الأوسط والمحيط الهندي، وهي الرحلة الثانية للمنطقة منذ اندلاع الحرب في غزة.

وقال بلينكن: "أمامنا الكثير من العمل لوضع أسس ملموسة لبناء دولتين منفصلتين، وفي الوقت عينة نعمل في مسار آخر بإيجاد حماية للمدنيين في غزة وزيادة المساعدات الإنسانية لهم" مؤكدا على "الحاجة إلى بذل المزيد" لحماية المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، مرحبا في الوقت نفسه بموافقة إسرائيل على "هدن" يومية في حربها مع حركة حماس في القطاع، للسماح بخروج السكان من شماله.

وتابع بلينكن: "أعتبر أنه تم إحراز بعض التقدم، لكن من الواضح جدا أن هناك حاجة لبذل المزيد على صعيد حماية المدنيين وإيصال المساعدة الإنسانية إليهم" مشيرا إلى أن  "جولة الشرق الأوسط والمحيط الهندي جاءت لعدة أهداف، بما في ذلك تخفيف المعاناة التي تطال الفلسطينيين، والعمل من أجل منع تطور النزاع لدول أخرى، بالإضافة إلى إعادة الرهائن الأميركيين والأجانب من غزة".

وجدد وزير الخارجية الأميركي رفضه "التهجير القسري لسكان غزة"، وضرورة "عدم استخدام القطاع أيضا كمنصة لإطلاق الهجمات الإرهابية ضد إسرائيل".

كما أقر بلينكن بأن "عددا كبيرا جدا من الفلسطينيين قُتلوا، وعانى الكثير منهم جدا خلال الأسابيع الماضية"- في واحدة من أكثر إداناته المباشرة للخسائر في صفوف المدنيين بسبب الحرب بين إسرائيل وغزة.

وجاءت تصريحات بلينكن بعد يومين من تأكيد مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، (الأربعاء)، إن عدد القتلى بسبب الهجمات الإسرائيلية "قد يكون أعلى بكثير مما هو معلن"، وفق ما أكدته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

وأوضحت في شهادتها أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب: “عدد القتلى الفلسطينيين، رغم صعوبة تقييمه بدقة، كان مرتفعا جدا. بصراحة من الممكن أن يكون أعلى مما يتم الإعلان عنه”.

وبحسب آخر أرقام وزارة الصحة في غزة قتل أكثر من 10812 فلسطينيا أغلبهم مدنيون من النساء والأطفال.