بعد 470 يومًا على بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تم التوصل إلى هدنة بين المقاومة وإسرائيل والاتفاق على تبادل الأسرى بين الطرفين. وتم تسمية هذا الحدث نصرًا للشعب الفلسطيني. فأي نصر هذا؟ وأين هو النصر؟

هل يكون النصر على حساب 50 ألف شهيد وأكثر من 100 ألف جريح، و10 آلاف أسير، وتدمير أكثر من 80% من قطاع غزة؟ هل تُحرر الأسرى من السجون عن طريق دماء شعبنا؟ وهل النصر يكون بإخراج مئات الأسرى من السجون فقط؟

لماذا نصرُّ على تجميل الهزيمة وتسميتها نصرًا، كما غيّرنا الواقع في 1948 و1967؟ الانتصار الذي تحقق هنا هو ركام وذل ودماء وإهانة ودمار. هل عادت القدس بعد هذا "النصر العظيم"؟

الانتصارات لا تُبنى على حساب 50 ألف شهيد ودمار غزة بالكامل. فهل نصركم الوهمي يُجيب عن كم من عفيفة اغتُصبت؟

إذا أردت تحرير الوطن، كن صادقًا مع شعبك، وسمِّ الأشياء بمسمياتها. لا تبع الوهم لأطفال كبروا خمسين عامًا باسم الوطن الذبيح. فالمسلم لا يكذب، وإن كذب فهو منافق.

تقرير مصير الشعب الفلسطيني لا يأتي من طهران. عليك أن تعلم أسباب النصر وأسباب الهزيمة. كن صادقًا ليصدقك الشعب. قاتلْ كما قاتلَ النبي (ﷺ)، وخالد بن الوليد، وصلاح الدين الأيوبي. واذكر دائمًا أن "وأمرهم شورى بينهم"، وليس شورى مع خنجر مسموم في ظهر المسلمين.

هل يكون النصر بجعل الشعب فريسة للاحتلال لينهب عظمه ولحمه؟ هل هذا النصر سيمحو من الذاكرة كل الأحداث والدمار والترهيب والتنكيل والتعذيب؟ وهل يكون النصر بتدمير أجيال من الأطفال؟

هل النصر يكون بجعل باقي أراضي الوطن قفصًا وسجنًا؟