لن أنزل عن جبل المبادئ: فلسطين أولاً ووحدة الكلمة أساس النضال
الخميس 26 ديسمبر 2024 7:06 مساءً - بتوقيت القدس
لن أنزل عن جبل المبادئ: فلسطين أولاً ووحدة الكلمة أساس النضال
جواد العقَّاد - شاعر وكاتب فلسطيني من غزة
حين يتعلق الأمر بفلسطين، فإنني أؤكد، وبكل صراحة، أنني لن أنزل عن جبل المبادئ مهما كانت الظروف، فإن الانتماء إلى فلسطين ليس انتماء إلى أرض أو جغرافيا، بل هو انتماء إلى شعب، إلى تاريخ، إلى حضارة، إلى مشروع وطني لا يتحقق إلا من خلال وحدة الكلمة والسلاح، تحت ظل علم واحد، وفي إطار مسيرة نضالية واحدة.. إنها فلسطين التي كانت وستظل سماءنا الواسعة، وبدونها سنجد أنفسنا في العراء، في صحراء موحشة من الخذلان والتخلي الإنساني والسياسي، فإن وحدة الكلمة تحت ظل منظمة التحرير الفلسطينية هي حبل النجاة، لا بديل لها. فبدون المنظمة، سنغرق في بحر دم من الشعارات الزائفة، ولن يكون لنا وجود أو كيان، وستسقط أحلامنا كلها، الفردية والعامة، في وحل الخيمة.
أنا أنتمي إلى فلسطين، فكرة حرة وجسد كامل. لا أعز من الوطن ولا أغلى من النضال لأجله. هذا الوطن الذي لا يمكن أن نعيش دون أن نراه يحقق حلمه في الاستقلال والحرية. فلا تقتلوا الوطن بالشعارات الرنانة، ولا تقامروا بمستقبلنا وأحلامنا. دم الفلسطيني على الفلسطيني حرام، حرام، حرام. لا تقزموا فلسطين، ولا تبيعوا آمالنا بثمن بخس.
نراهن على وعي الشعب الفلسطيني، وعلى تجاربه النضالية العميقة، لإفشال كل محاولات إنهاء وجودنا. اتفقنا أو اختلفنا مع السلطة الوطنية الفلسطينية، فإنها في نهاية المطاف خلاصة مسيرة طويلة من الكفاح الوطني، عادت إلى المتاح من الوطن في سبيل استكمال الحلم. والأهم من ذلك، أن السلطة تستند إلى مرجعية واضحة، وهي منظمة التحرير الفلسطينية، التي تمثل الرؤية الوطنية الجامعة لكل الفلسطينيين.
حين تقرر منظمة التحرير برنامجاً سياسياً كفاحياً موحداً، علينا جميعاً أن نوحد السلاح، وأن نكون في صف واحد، ونعود إلى الصورة الواضحة التي رسمها شعبنا في الانتفاضة الأولى، التي سماها الشاعر المتوكل طه في كتابه "سيرة تحت الاحتلال" بـ "الانفجار العبقري". تلك الانتفاضة التي أظهرت أن فلسطين أولاً، وأنه من أجلها يجب أن نقاتل، وأن نُحْدِث التغيير الذي نطمح إليه وصولاً إلى الوطن المكتمل.
فلسطين أولاً، ولها نقاتل، ومن إيماننا بها نستمد عزمنا وقوتنا. هذه هي فلسطين التي تجمعنا، وهي التي تبقينا صامدين في وجه كل المحاولات الرامية إلى تصفيتها. في النهاية، لا بد أن نكون يداً واحدة، قلباً واحداً، في مواجهة العدو. أما الخلافات والتجزئة ولغة التخوين فستظل دائمًا سكيناً مصلتاً على رقابنا، ولن تفضي إلا إلى مزيد من الضياع والتبعية.
فلسطين بحاجة إلى جيل جديد من الشباب القادر نشر الوعي الوطني وتثبيت المبادئ الوطنية الأصيلة في مواجهة محاولات التصفية والتهميش والإلغاء التي تتعرض لها القضية الفلسطينية.
في نهاية المطاف، لا بد أن نكون جميعاً على قلب واحد، وأن نعي أن فلسطين الأرض والتاريخ والنضال هي جوهر وجودنا. لا يمكننا أن نحقق حياة كريمة دونها، ولا يمكننا أن نسمح لأي قوة كانت أن تفرّق بيننا وتجعل الأخ يقتل أخاه في الوطن والنضال.
إقرأ المزيد لـ الكاتب والشاعر جواد العقَّاد ...
الأكثر تعليقاً
دروس "الطوفان" وارتداداته (1)... قول في النصر والهزيمة
حجب قناة الجزيرة في فلسطين.. محللون يعتبرونها خطوة متسرعة ويطالبون السلطة بالتراجع عنها
رجب : الجزيرة تمعن بمعاداة الشعب الفلسطيني وتنشر وتزور اخبار كاذبة
وزيرة خارجية ألمانيا من دمشق: أوروبا لن تمول "هياكل إسلامية"
مقتل عنصر من الأجهزة الأمنية بحادث عرضي في مخيم جنين
إدارة بايدن تحث حماس على القبول بصفقة وقف إطلاق نار
لنمتلك شجاعة الاعتذار حتى نَجِد لأنفسنا مكاناً تحت الشمس
الأكثر قراءة
حماس توافق على قائمة من 34 محتجزا قدمتها إسرائيل ونتنياهو ينفي... بحث "اتفاق شامل مرحليّ"
الشرطة تباشر إجراءات البحث والتحري في ملابسات وفاة فتاة بنابلس
إعلان "حماس" تسليم القاهرة تشكيلة لجنة الإسناد.. كُتّاب ومحللون يُحذرون من غياب التوافق بين الفصائل
القبض على "عزرائيل" سجن صيدنايا في سوريا
رجب : الجزيرة تمعن بمعاداة الشعب الفلسطيني وتنشر وتزور اخبار كاذبة
وزيرة خارجية ألمانيا من دمشق: أوروبا لن تمول "هياكل إسلامية"
دروس "الطوفان" وارتداداته (1)... قول في النصر والهزيمة
أسعار العملات
الإثنين 06 يناير 2025 10:17 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.64
شراء 3.63
دينار / شيكل
بيع 5.14
شراء 5.12
يورو / شيكل
بيع 3.77
شراء 3.75
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%60
%40
(مجموع المصوتين 359)