Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

ما أجمل شمس بلادي فلسطين

الثّلاثاء 29 أكتوبر 2024 1:28 مساءً - بتوقيت القدس

الأب سيمون بيترو حرّو

ما أجمل شمس بلادي، وهي تضيء الأفق بألوان الحياة والعزيمة والاصرار، وترسم في أعالي السماء لوحةً من الأمل والنضال نحو الحرية والاستقلال، هذه اللوحة معطرة بالكرامة والعزة والإباء والخضوع فقط للباري تعالي ومشيئته السماوية. الشمس التي تشرق على فلسطين ليست كأي شمس، بل هي شمسٌ تشهد على صمود شعبٍ وعشقه لأرضه، وأمله بغد أفضل. إن هذه الأرض، رغم الدماء والدمار، ستظل دائمًا مشعة بحب أبنائها وإصرارهم في البقاء على قيد الحياة، وستبقى شمس فلسطين رمزا للتحدي والحياة، تذكرنا في كل يوم جديد بأن الأمل لا يموت ما دامت الشمس تشرق في سماء الوطن.

تعد فلسطين من أقدم الحضارات على وجه الأرض، لطالما أبهرت العالم بجمالها وسحرها. شمسها الذهبية التي تطل من بين الجبال وتنعكس على بحرها كانت ولا تزال رمزًا للأمل والإصرار. بالرغم من الحروب والدمار الذي لا ينقطع عبر التاريخ، تظل الشمس تشرق كل صباح، تملأ سماء فلسطين بنور الحياة وتنير درب أبنائها في تحدٍّ للظروف الصعبة، وكأنها تُعلن بصوت عالٍ أن هذا الوطن سيظل حيًّا مفعمًا بالحب والحياة. فهي أرض الأنبياء وقلب سلام المسيح الذي باركها بميلاده فيها، وموطن الثقافات المتنوعة، والشعب الذي يصارع للبقاء رغم كل التحديات.
عندما تشرق الشمس على فلسطين، لا تنعكس أشعتها على الأرض وحسب؛ بل تحمل معها رسائل الأمل والصمود والعزم على الاستمرار وحب البقاء. هذه الشمس تشرق كل صباح على شعب مرّ بالكثير من الأزمات، وقد ظلوا متشبثين بأرضهم، يعملون ليل نهار ليصونوا هوية وطنهم وكرامته على مدى الأزمان. الشمس في فلسطين ليست مجرد ضوء يسري عبر الأفق، بل هي رمزٌ حقيقيٌ للحياة والكرامة التي يتمسك بها أهل هذا الوطن. إن شمس فلسطين ليست كأي شمس أخرى، فهي شمس تشرق على أمل ينبعث من ركام الدمار، وتضيء قلوب الفلسطينيين بالشجاعة، وتعيدهم إلى جذورهم العميقة، وتذكرهم بوحدة أرضهم وحقهم الشرعي والتاريخي في هذا المكان المقدس.
على مدار الأيام والسنين، كانت فلسطين دائمًا ساحةً للأحداث السياسية المتسارعة، ولم يتوقف شعبها يومًا عن النضال والصمود في مواجهة شتى أنواع المصاعب والاحتلال تلو الاحتلال. إن الشمس التي تشرق كل صباح على هذا الوطن تشبه بشعاعها الشديد قلوب الفلسطينيين المفعمة بالقوة والأمل والعزيمة. ترى الناس يستيقظون مبكرًا للذهاب إلى أعمالهم، والفلاحين يتجهون إلى حقولهم، والعائلات تتجمع لتقاسم فطور بسيط تحت ظل شجرة الزيتون، كل ذلك يحدث رغم الدمار وقطعان المستوطنين وصوت الرصاص الذي يحاول أن يمحو لحظات الحياة البسيطة هذه.
ولعل أحد أهم الجوانب الرمزية لشمس فلسطين هو أنها تبرز جمال الطبيعة الخلابة وتعدد مشاهدها؛ فمع أول ضوء للشمس، تنكشف الحقول الخضراء التي تزهر بأنواعٍ من الزهور والنباتات، وكأنها تتحدى كل محاولات محو الهوية الفلسطينية. الشمس في فلسطين تشرق على جبال الجليل، تلامس جبال الضفة الغربية، وتغمر سهولها ووديانها، ثم تعكس ضوئها على صفحات البحر الأبيض المتوسط، لتضفي مشهدًا من الجمال الخالد. هذه اللوحة الطبيعية الفريدة تحافظ على بريقها برغم الحرب والقصف والدمار، وكأنها تجدد عهدها مع الأرض كل يوم على البقاء والاستمرار.
في ساعات الفجر الأولى، على أصوات أجراس الكنائس وآذان الجوامع، حين يبدأ النهار ببطء، يكون الفلسطينيون قد اعتادوا على بدء يومهم تحت نور الشمس، يمارسون حياتهم اليومية بكل عزمٍ وقوة. تجد المزارعين يزرعون الأرض بكل إصرار، يتحدثون بحب وفخر عن الزيتون والتين والعنب، ويتغنون بجمال الطبيعة، فهم يعرفون أن الأرض الفلسطينية أرضا خصبة، وليست مجرد مساحة جغرافية؛ إنها تاريخ ومستقبل وذكريات، والأجيال تتوارث هذه الأرض جيلاً بعد جيل. رغم صعوبات الحياة والظروف الاقتصادية الصعبة، يستمر الفلسطينيون في حبهم لأرضهم، ينحتون في صخورها تفاصيل حياتهم وذكرياتهم، ويشعلون الأمل في نفوس أبنائهم لكي يظلوا متمسكين بهويتهم وأرضهم وكرامتهم.
لا يقتصر دور شمس فلسطين على إضاءة الأرض فحسب، بل يمتد إلى إضاءة النفوس والعقول واستعادة الأمل في ظل المعاناة اليومية. في المدن الكبيرة مثل القدس وبيت لحم والناصرة وغزة ورام الله ونابلس وعكا وحيفا وطبريا ويافا والخليل، وعند استيقاظ الأطفال كل صباح ليروا هذا النور، يجدون دافعًا لمواصلة تعليمهم ولتحقيق أحلامهم رغم قسوة الظروف وطبول الحروب. يكبرون وهم يدركون بالحقيقة معنى التضحية وحب الأرض، ويتعلمون أن هذه الشمس هي رمز لاستمرارهم، فهي شاهدة على تاريخ آبائهم وأجدادهم، وتحمل في طياتها وعدًا لهم بأن الأمل لا يمكن أن يُهزم، بل إنه باقٍ ومتجذر كالصخر الذي لا يتزعزع.

ومع كل صباح جديد، ترسل الشمس في فلسطين شعاعًا من التحدي يتخطى الحواجز والأسلاك الشائكة، ليصل إلى أعماق قلوب الفلسطينيين، ويبث فيهم القوة لمواصلة الطريق. هذه الأرض، التي شهدت على مدار عقود من الزمن أحداثًا مؤلمة، لا تزال تنبض بالحياة، وذلك لأن شمسها تنشر ضوء الأمل والنور لمستقبل أفضل. يلتف حول هذا الضوء بأصوات آلاف الأطفال والشباب وهم ينشدون أناشيد الوطن، ويتغذون من طاقته لمواجهة تحديات المستقبل، ولإكمال مسيرة الصمود والتطور، فهم يحملون في قلوبهم حب الوطن وعزيمة لن تذبل ولن تموت.

وختاما، تظل شمس بلادي فلسطين شاهدًا خالدًا على حياة شعبٍ لا يعرف اليائس ولا الاستسلام. تلك الشمس، التي تشرق كل صباح، تحمل رسالة غير معلنة من الأرض إلى السماء، وهي أن فلسطين ستبقى حية باقية برغم كل الصعوبات والمعوقات والاضطهادات. إنها شمس تعكس التضحيات اليومية للفلسطينيين، وشجاعتهم، وأحلامهم بمستقبل أفضل، مهما كانت التحديات كبيرة. في كل مرة تغيب الشمس، تعود في اليوم التالي لتؤكد أن الظلام لا يمكن أن يدوم، وأن النور سيستمر في طريقه.
إن شمس فلسطين ليست فقط مصدرًا للضوء والدفء؛ بل هي رمز للحياة والأمل والتحدي، ودرس في الإصرار على الاستمرار. هذا الشعب الذي يواجه يوميًا مشاق الحياة وصعوباتها يستمد من شمس فلسطين طاقته، ويستمر في زرع الأمل في أرضه، لكي يظل هذا الوطن ملاذًا للأجيال القادمة. وهكذا تظل شمس فلسطين رمزًا خالدًا يذكرنا دائمًا بأن الحلم الفلسطيني سيظل حيًّا، وأن الأرض ستبقى وفية لأبنائها، مهما مرّ عليها من صعاب أو دمار أو حروب.

إقرأ المزيد لـ الأب سيمون بيترو حرّو ...

أسعار العملات

الإثنين 04 نوفمبر 2024 8:29 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.72

دينار / شيكل

بيع 5.29

شراء 5.27

يورو / شيكل

بيع 4.07

شراء 4.05

من سيفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية؟

%55

%45

(مجموع المصوتين 51)