طبول الحرب مستمرة
الخميس 24 أكتوبر 2024 10:51 مساءً - بتوقيت القدس
طُبولُ الحَربِ
إنتهى الردُ الإيرانيُّ، والحرسُ الثوري قد قال إن عدتم عُدنا، ومازالتْ مشاهد السماء الإسرائيلية المشتعلةُ بالهجومِ ليلة قيامة إسرائيل تُتَداولُ في إيران والشرق الأوسط وحول العالم وتُشفي صُدور المتابعين والضحايا والملتحمين في المعركة، والآن هناكَ حمولة من الأسئلة عن الأيام المقبلة وعن طبيعة الرد الإسرائيلي او ممارسة الضغط على إيران وتحصيل اثمان عدم الرد، كيف سيكون شكل الرد ونوعه وحجمه وبأي ساحة ؟ هذا ما سنعرفه في الساعات أو الايام القادمة، لأن الاحتمالات كبيرة ومُعقّدة وقد تكون صادمة او غير متوقعة، وفي آخر المتغيرات، نرى تحّول العقيدة الإيرانية بالرد قد إنتقلت إلى إسرائيل وبدلاً من أن نسمع هذه التصريحات من طهران، سمعناها من تل أبيب؛ الجيشُ الإسرائيلي يَتَوعَدُ بالرد في الوقت والمكان المناسبين،
الصمتُ الذي يَلفُ نتنياهو المتفاخر بالقتل والتدمير، الصَمت الغيرُ معهود لهذه الشخصية الدموية يشي بإحتمالين إثنين؛ إما تجميع الدعم الداخلي والدولي للتخطيط لنوعية ثقيلة من الرد؛ أو الاكتفاء بما حققه من عمليات ضد إيران وحزب الله والحصول مقابل ذلك على رِشا عالمية في ملف غزة وحزب الله لإنهاء دوامةُ التصعيد. وهنا تتحدث صحيفتا التلغراف والغارديان، بأن إيران التي أطلقت بالهجوم يوم امس، هو مجرد عدد قليل من الصواريخ المتطورة، قد جعلت إسرائيل تُدرِك الخطورة في حال تصاعدت حدةُ الصراع، وبالتالي قد يكون الهجوم الإيراني سبباً لعدم تصعيد الأمر إلى صراع كامل مع إيران، لكن هذه القراءة مبنيٍة في حال رَدَّ نتنياهو وحيداً دون تأييد اميركي وغربي لتوسيع الحرب.
وهنا؛ نرى نتنياهو يسير بإتجاه تجميع رأي دولي لتبنّي رد على إيران، ولن يكتفي بالتأييد الداخلي الذي وصل لذروته بقرار مجلس الوزراء الأمن الإسرائيلي بتنفيذ رد قاسي على إيران،
وبالداخل الإسرائيلي ايضاً تتَحدثُ صحافة حكومة الحرب بأنه الرد المتوقع على الهجوم الإيراني قد يُشكل نقطة تحوّل خطيرة، لأنه لن يقتصر على مجردِ خطوةٍ رمزية، بل سيأخذ وقتاً ودعماً دولياً، وقد يمتد ليشمل مواجهة أوسع مدعومة من الولايات المتحدة.
وبهذه الأثناء؛ أعلن البيتُ الأبيض رسمياً الانخراط بمحادثاتٍ مع الإسرائيليين حول طبيعة ردهم على الهجوم الإيراني، فهيئة البحث الإسرائيلية تتحدث عن رد قاسي ولكنه لن يؤدي إلى حرب إقليمية.
وهنا يَتوقع مركز ستراتفو الأمريكي، أنه من المُرجّح أن تُهاجم إسرائيل عدداً صغيراً من الأهداف الإيرانية، ولكن التطورات العسكرية المتواصلة في لبنان وفشل المناورات البرية وتكبد إسرائيل خسائر بعد مجرد ٤٠٠ متر داخل لبنان، وهي ثمان جنود قتلى وتسعة وثلاثون جريح، والذي من المتوقع ان يُزيد اشتدادُ الضرب من قوى المحور في اليمن والعراق بعدَ نشوةِ الضربة الإيرانية ووعيد إيران بِرَدٍ أعظم،
إن كل هذه التطورات قد تأخذ نتنياهو إلى مرحلة ردٍ سريعةٍ ورمزية في هذه الحرب التي تهتاج فيها إسرائيل وتقرع الطبول في كل بيت، وايران بلا صبر منذ اربع وعشرين ساعة
اذ جَرّدت إيرانُ السيوفَ من اغمادها لأن السيوف ابلغُ لمن ليس يردعه عن القتلِ وعيدٌ وتهديدُ. فَسُكّانُ حكوماتِ الشرق الأوسط والعالم قد شاهدو هبوط الصواريخ الإيرانية على إسرائيل.
امتلأت السماء بالنيران وكأنَ قيامةَ إسرائيل قد قامت، والحرس الثوري يؤكد ان عملية ضرب إسرائيل تأتي بعد مرحلة من الالتزام بضبط النفس.
لقد إنتهى ضبطُ النفس الإيراني وصُفّارات الانذار دَوّت في جميع أنحاء إسرائيل ودفعت بالملايين إلى الملاجئ هرباً من مئات الصواريخ التي تهبط من السماء.
والآن الاسرائيليون يُقيّمونَ الضربة وحجمها والمنطقة تعيش بلا مبالغة وكأنها في علبة كبريت.
يجب ان ننتبه إن إسرائيل قد هدَّدت مراراً وتكراراً من الهجوم الإيراني في حال حصوله، فإسرائيل التي سعت منذ أشهر إلى جر إيران لحرب مفتوحة شاملة بسلسلة هجمات داخل إيران وخارجها على نشاط إيران العسكري وقياداتها بسوريا ولبنان، وفي سبيل هذا المسعى الذي يهدف لجر ايران لحرب شاملة بلا وكلاء او اغتيالات، فقد استباحت غزة وسكانها وهاجمت اليمن بدون توقف. وتمادت مع حزب الله ولبنان إلى لحظة اغتيال سيد المقاومة ثم التهديد بإجتياح بري.
إن المشاهد والتصريحات غير مسبوقة، فالايرانيين على المستويات العسكرية والسياسية وَسَموا ليلةِ قصفِ إسرائيل بليلةِ الثأر، وحذّروا من تمادي إسرائيل بالرد المباشر او ارتكابِ أعمال خبيثة داخل إيران، والتهديد يصل لمرحلة لا مجال لها للوساطات والمبادرات والتفاوض، لنشاهد الآثار النفسية والسياسية والعسكرية للثأر الإيراني، فإسرائيل ترى نفسها دولة عظمى وأكثر ما كان يستفزها هو اصرار سيد المقاومة حسن نصر الله على أنها اوهنُ من بيتِ العنكبوت، وقبل أن نُشاهد الأثر المادي للقصف الإيراني، فنحن على يقين بأن صاروخاً واحداً من حزب الله، أدخل مليوني إسرائيلي الملاجئ. وعند مشاهدة مئات الصواريخ وكل المساحة الإسرائيلية تعيش الرعب؛ نعرف اولاً الأثر النفسي داخل إسرائيل، حكومةً وجيشاً ومُستوطنين، ونعرفُ أيضا الأثر النفسي الأكبر وارتفاع المعنويات داخل كل المحور؛ محور المقاومة من اليمن إلى لبنان إلى العراق وصولاً إلى طهران.
إن إسرائيل التي تُسَوّقُ نفسها على أنها دولة عظمى قد خسرت في نصف ساعة كل الهالة الاعلامية حول العالم وظهرت اوهن من بيت العنكبوت ولن تسعفها القبةُ الحديديةُ ولا مقلاع داوود، إنَّ هذه القراءة تأتي من التعاطي المجرد الأولي مع الخبر الأول بالعالم الآن. إيران تقصف إسرائيل.
وتبقى ردةُ فعلِ إسرائيل التي وعدها الحرسُ الثوري بِرَدٍ أقسى هي التي ستُحددُ إن كانَ العالمُ بمحاوِرهِ واقطابه العُظمى قد سلكَ الطريق نحو الحرب الشاملة.
إقرأ المزيد لـ عقيل وساف ...
الأكثر تعليقاً
محدث:: إحراق منزلين و3 مركبات ومحلاً تجارياً وهدم منشأتين في نابلس
استشهاد مسن بعد اعتداء قوات الاحتلال عليه جنوب نابلس
ترمب يهدد "حماس" في حال لم تطلق سراح المحتجزين الإسرائيليين
اختتام فعالية تحكيم المرحلة الثالثة من مسابقة "ماراثون القراءة الفلسطيني الأول" في الخليل
مصطفى: يجب تنفيذ قرارات الأمم المتحدة بوقف العدوان وتأمين المساعدات
هل أتاك حديث الجنود؟
يرجى الانتباه.. "الإعصار" يقترب!
الأكثر قراءة
وزير الخارجية الإسرائيلي: مؤشرات على تقدم صفقة الأسرى ومرونة من حماس
حماس تعلن مقتل 33 أسيرا إسرائيليا وتوجه رسالة لنتنياهو
قصف مكثف للاحتلال على غزة وخان يونس يوقع 7 شهداء وعدد من الجرحى
بدء اجتماع حماس ومسؤولين مصريين في القاهرة
الاحتلال الإسرائيلي يغتال 4 شبان قرب جنين
المرسوم الرئاسي.. حاجة دستورية أم مناكفة سياسية؟
هجوم هيئة تحرير الشام على حلب نسقته إدارة بايدن مع إسرائيل وتركيا
أسعار العملات
الإثنين 02 ديسمبر 2024 9:21 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.64
شراء 3.63
دينار / شيكل
بيع 5.13
شراء 5.11
يورو / شيكل
بيع 3.83
شراء 3.8
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%55
%45
(مجموع المصوتين 177)