من زمن الصحابة إلى حاضر غزّة
الأحد 18 أغسطس 2024 6:05 مساءً - بتوقيت القدس
ما أجملَ التاريخَ حينما يُعيدُ نفسَه!
فها هي تستحضرُ غزَّةُ في ذاكرتِنا مشاهد التاريخ العظيمة، فتأخذنا إلى أزمنةٍ سطَّرَ فيها الصحابةُ أروعَ أمثلة الصمود والتحدي
فكم أنتِ عظيمةٌ يا غزَّة، حينما جعلتنا نعودُ للوراء كثيرًا، وجعلتنا نعيشُ مشاهد الماضي ونتذكر زمن الصحابة الأبطال الذين كتبوا لنا تاريخًا من الصمود
فها أنتم اليوم تحملون إرثهم، وتعيدون مواقفهم البطولية في الثبات والتحدي.
فإنّ لكم من الأثرِ حكايات ومن الصحابة أفعالًا مثيلاتٍ وبذلك كنتم من رجال الثبات والتحديات
ولقد صدق محمود درويش حين قال:
"وليست غزة أغنى المدن
وليست أرقى المدن
وليست أكبر المدن
ولكنها تعادل تاريخ أمة".
فها هي غزَّةُ يترك أهلها ديارهم وينزحون ويسكنون الخيام بسبب القصف والتدمير ورائحة الموت التي تفوح في كلِّ مكانٍ تعيد لنا مشاهد هجرة الصحابة إلى الحبشة، حينما اشتدَّ العذاب عليهم فاضطروا للهجرة والنزوح كما تهجَّرت ونزحت غزَّةُ اليوم مضطرةً للبحث عن ملاذٍ آمن.
وكما أمر النبيُّ الصحابة بالذهاب إلى ملك الحبشة الذي كان نصرانيًا في ذلك الوقت، فرفض إغراءات قريش وهداياها وصمد في قراره بحماية المسلمين وعدم طردهم،
فيتكرر المشهد اليوم فلا تزال غزَّةُ تُقتل وتُقصف وتُدمّر وتُباد أمام أنظار العالم كلِّه، ولا نجد دعمًا كافيًا من الدول العربية بينما نجد جنوب إفريقيا من بين الدول الإفريقية تقف معنا وتؤكد على استقلال وطننا.
فما أشبه الأمس باليوم!
الحبشة التي أصبحت أثيوبيا اليوم كانت من بين الدول الإفريقية التي نصرت صحابة النبي حينما عُذِّبوا واضُطهدوا.
واليوم تقف جنوب إفريقيا وهي أيضًا من الدول الإفريقية لنصرة الوطن المكلوم الحزين الذي ينزف منذ طوال السنين ومَن هناك في غزَّة الحزينة المكلومة الكاشفة الفاضحة لكلِّ المنافقين.
وما زلتم تموتون من الجوع وتأكلون العشب الأخضر فلا طعام يوجد ليُشبع ولا ماء ليروي ولقد مضى أكثر من ثلاثمئة يوم وأنتم محاصرون تماماً كما حُوصِرَ النبيُّ وصحابته ثلاث سنوات في شِعْب بني أبي طالب حيث أكلوا أوراقَ الأشجار وسمعوا أصوات نسائهم وأطفالهم يصرخون من الجوع وبعضهم كان يحرقُ الجلدَ ويأكله، ومنهم من مات جوعًا وذلك خلال فترة المقاطعة التي فرضتها قريش عليهم ووضعت صحيفةً لمقاطعتهم.
لله درك يا غزة وعلى الله أجرك
أرجعتنا للوراء كثيرًا كثيرًا
أعدتِنا إلى زمن الصحابة والنبيِّ العدنان
فنِعْمَ الجهاد جهادكم
ونِعْمَ الصبر صبركم
ونِعْمَ العزيمة عزيمتكم
ونِعْمَ الإصرار إصراركم
فما بين الماضي والحاضر، تبقى غزَّةُ مدينة الأمل والصمود، تحمل في ذاكرتها إرث الصحابة وفي حاضرها روح النضال.
والمدينة التي شهدت على مرِّ التاريخ العديد من المحن والابتلاءات، تبقى رمزًا للثبات والتضحية حاملةً معها روح الصحابة الذين نشروا الإسلام في أرجاء الأرض.
إقرأ المزيد لـ يزن مجاهد قاسم ...
الأكثر تعليقاً
محدث:: إحراق منزلين و3 مركبات ومحلاً تجارياً وهدم منشأتين في نابلس
استشهاد مسن بعد اعتداء قوات الاحتلال عليه جنوب نابلس
ترمب يهدد "حماس" في حال لم تطلق سراح المحتجزين الإسرائيليين
اختتام فعالية تحكيم المرحلة الثالثة من مسابقة "ماراثون القراءة الفلسطيني الأول" في الخليل
مصطفى: يجب تنفيذ قرارات الأمم المتحدة بوقف العدوان وتأمين المساعدات
هل أتاك حديث الجنود؟
يرجى الانتباه.. "الإعصار" يقترب!
الأكثر قراءة
وزير الخارجية الإسرائيلي: مؤشرات على تقدم صفقة الأسرى ومرونة من حماس
حماس تعلن مقتل 33 أسيرا إسرائيليا وتوجه رسالة لنتنياهو
قصف مكثف للاحتلال على غزة وخان يونس يوقع 7 شهداء وعدد من الجرحى
بدء اجتماع حماس ومسؤولين مصريين في القاهرة
الاحتلال الإسرائيلي يغتال 4 شبان قرب جنين
المرسوم الرئاسي.. حاجة دستورية أم مناكفة سياسية؟
هجوم هيئة تحرير الشام على حلب نسقته إدارة بايدن مع إسرائيل وتركيا
أسعار العملات
الإثنين 02 ديسمبر 2024 9:21 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.64
شراء 3.63
دينار / شيكل
بيع 5.13
شراء 5.11
يورو / شيكل
بيع 3.83
شراء 3.8
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%55
%45
(مجموع المصوتين 177)