Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

لماذا احتفل الشعب البنغلاديشي بسقوط الشيخة حسينة؟ كما يراه شاب..

الخميس 08 أغسطس 2024 9:30 صباحًا - بتوقيت القدس

أنس شودهري

في اليوم الخامس من أغسطس انتشر في العالم مقاطع وصور كثيرة لاحتفال البنغال بسقوط الشيخة حسينة، جماهير الشعب خرجت في الشوارع إظهارا لفرحها البالغ بهروب حسينة وسقوط حكومتها، ظهر في المقاطع كيف دخل الناس في مقرها ومسكنها، وكيف أسقطوا تماثيل والدها الشيخ مجيب الرحمن، ومزقوا اللوحات في المباني الحكومية، وكيف أظهروا غضبهم على كل ما يتصل بحسينة وحزبها وحكومتها، فأحرق بعض الناس مكاتب حزبها (رابطة عوامي) في العاصمة وفي أرجاء البلاد، وكذلك هجم الآخرون على مساكن أعضاء البرلمان وأحرقوها، وأحرقوا أيضا محطات الشرطة التي كانت الباع الأقوى لحكومة حسينة، وفعلوا وفعلوا... وهنا سؤال كبير، أليس عدد كبير من الناس كانوا رحبوا بحسينة وحكومتها في 2009م، لما تولت سلطة بنغلاديش؟ فكيف انقلب الناس رأسا عن عقب؟ ولماذا هذه المبالغة في إظهار الفرح والسرور والاحتفال بسقوط رئيسة الوزراء السابقة؟ وكيف لم يبق لحسينة إلا عدد قليل من الناس، من أعضاء حزبها؟ وهنا نشير إلى النقاط الأهم، يتبين من خلالها الأسباب والعوامل التي عملت في نفور الناس عن حسينة وحكومتها.
1. كانت حسينة وعدت الشعب بأنها إذا تتولى السلطة تعاقب المتورطين في جرائم الحرب عام 1971م، ولما تولت السلطة عقدت محكمة جنائية عالمية، وحكمت المحكمة على المتهمين بالجرائم بالإعدام والسجن المؤبد، لكن هذه الأحكام القضائية لم تكن نزيهة، كانت تفتقر إلى عدل وإنصاف وتوثيق أكثر، وكانت هناك أحكام مسبقة، ظهرت من التسريبات لبعض القضاة، وكانت هذه الأحكام تنفذ في الأغلب على المعارضين لحسينة وحزبها، من أعضاء والجماعة الإسلامية الحزب القومي بنغلاديش ، تحقيقا لرغبات حسينة وحزبها، وهذا التزوير في القضاء جعلها وحكومتها محل شك واتهام لدى أغلب الشعب، كان هذه الأحكام القضائية محل نظر وشك، وكان هناك مظاهرات عارمة ضدها، لكن الحكومة أصرت على تنفيذها بأي ثمن، فاعتقلت المتظاهرين وأطلقت النار عليهم، وبذلك قتلت كثيرين.
2. ولم تكتف حسينة بالقضاء المزور في جرائم الحرب عام 1971م، بل اتخذت حرب الاستقلال ك"رأس مالها"، وجعلت الشعب منقسما إلى قسمين، قسم موافق ل"رؤية حرب الاستقلال"، وقسم مخالف لها، فصار ذلك سلاحا فتاكا بيد حسينة وحكومتها، فكانت تصف كل من خالف قرارها أو لم يرض بما يفعل حكومتها أو حزبها، من الخير أو الشر، فهو مخالف لرؤية حرب الاستقلال، فهو عدو للوطن، فهو عميل لباكستان، فهو جدير بإسقاط جنسيتها في بنغلاديش، وهذه اللافتة –لافتة حرب الاستقلال- صارت تستخدم في صغير وكبير.
3. ومن الأمور التي جعلت الناس –والإسلاميين خصوصا- يبغضون حسينة وحكومتها أنها خضعت لرغبات الغرب خضوعا شديدا، فوقعت على اتفاقية سيداو، وعملت وفق قرارات الأمم المتحدة وغيرها من المؤسسات العالمية، وكان ذلك سمة بارزة في سائر عهدها، وكان آخر ظهور هذه السمة ما كان من نشر المواد التي تؤيد "الشذوذ الجنسي والتحول الجنسي" في المقررات الدراسية الحكومية، وكان ردة الفعل من قبل الشعب قوية للغاية.
4. ومن أسباب السخط على حسينة وحكومتها أنها كانت خاضعة لرغبات الحكومة الهندية، وكانت تؤثر مصالح الهند على مصالح بنغلاديش، في العقود الخارجية والتجارات الثنائية وغيرها، وبذلك كانت تحصل حكومة حسينة على تأييد لها من الحكومة الهندية في الداخل والخارج، فكان الهند سندا لها، فالحكومة الهندية كانت تأخذ من بنغلاديش ولا تعطيها شيئا يخدم البلاد، إلا مصالح حزبية لحسينة.
5. وانطلاقا من ذلك رأينا في عهد حسينة دورا جديدا في بنغلاديش، وهو عهد الهندوتفا، حيث مكنت فيه حسينة الهندوسيين ينشرون أفكار الهندوتفا، ووظفت الهندوسيين في أغلب أهم الوظائف الحكومية، وفرضت الثقافة والتقاليد الهندوسية في بلد، أغلب سكانه المسلمون، وأدخلت مواد تمجد الهندوسيين وتطعن في المسلمين وتاريخهم وشعائرهم الدينية، بل كانت تسعى لطمس هوية المسلمين، وفي هذا العهد أصبح أقلية الهندوسيين أغلبية بل حاكمة في سيطرتها وقوتها، فعلت حسينة وحكومتها ذلك كله إرضاء للهند، حتى صار بعض الهندوسيين يرون أن بنغلاديش ستضم يوما إلى الهند، وأن الحكومة الهندية هي التي تحكم ينغلاديش مباشرة، كما ظهر ذلك من تسريبات بعض القادة الهندوسيين.
6. ومنها العداء الظاهر للإسلام والتعاليم الدينية، والثقافة الإسلامية والمظاهر الدينية بشتى أنواعها، فحذفت حكومتها الكتابات التي لها علاقة بالإسلام والمسلمين من المقررات الدراسية، وكذلك نقصت مادة "تعليم الإسلام" من المقررات، كما أنها عرقلت الأعمال الدينية والدعوية، واعتقلت العلماء والدعاة لما لهم من التأثير والجهود الدينية التي لا ترضى بها الحكومة، اتخذت لتحقيق هذا الغرض البغيض وسيلة ماكرة، وهي مسرحية الإرهاب، فكانت تصف المدارس الأهلية، التي تقوم بالأعمال الدينية في البلاد بالأساس، كانت تصفها بمقر الإرهاب ومولده، وتصف العالم الداعية الذي لا ترضى عنه بأن له علاقة بالإرهاب، حتى كانت تصف في كثير من الأحيان بعض الكتب الدينية بأنها كتب إرهابية...ولا يخفى أن حزب حسينة (رابطة عوامي) من مبادئه الأساسية: العلمانية، وهذا المبدأ ساعدها في تنفيذ هذه الأعمال البلطجية. على أنها كانت تفعل ذلك أحيانا للفت أنظار الناس عن جرائمها وإلهاءهم عما هي عليه من الفساد والإفساد.
7. ومنها أنها اعتقلت الزعماء السياسيين المعارضين، ولم تفرق بين المجرمين والمتهمين والأبرياء، بل معارضة حكومتها كانت كافية لاعتقالها وتعذيبها أشد العذاب، وقد قامت باختطاف وتغييب أكثر من خمس مأة من الزعماء والأشخاص العاملين في مختلف المجالات، في مختلف الأحيان، فلم يدر أحي هم أم ميتون؟ وكذلك اعتقلت المدنيين الأبرياء لمواقف وأقوال لا يرضى بها الحكومة أو بعض أفراد حزبها، حتى إنها اعتقلت كثيرا من الطلاب والأساتذة لبعض المنشورات في الفيسبوك..
8. ومنها أن الفساد كان قد عم في جميع المجالات الحكومية في أبشع صورها، ولم يخل مكتب من المكاتب الحكومية من الرشوة وأكل أموال الناس بالباطل، وقد بلغ الفساد ذروته في المشاريع التعميرية والتطويرية، فكان أعضاء حزب حسينة المقاولون يأخذون أضعاف مضاعفة من الأموال، بل أموالا لا تتخيل العقول البشرية، ونتيجة لذلك أصبح كثير من أصحاب المناصب والوظائف الحكومية أصحاب ملايين الدولارات، وقد قاموا بتهريب أموال البلاد والعباد إلى خارج البلاد، فصارت الدولة وبنوكها ونظمها الاقتصادية ضعيفة للغاية، بل كادت أن تنهار.
9. ومنها أن لحزب حسينة (رابطة عوامي) جناحات شتى، من رابطة الطلبة، ورابطة الشباب، ورابطة العمال، ورابطات أخرى، وأعضاء هذه الرابطات كانوا فوق قوانين البلاد كلها، فكانوا يسعون في البلاد فسادا، يبطشون هذا ويضربون ذاك، ويطلقون النار على من يشاؤون، وينتهبون أموال من شاؤوا، وهكذا جعلوا بنغلاديش دولة مافية، ولم يكن للناس إلا أن ينظروا ما يجري حولهم، ساكتين منقادين، وإن اعترض عليهم وعلى أفاعليهم أحد نزل عليه الويل والوبال الأليم، فعاش الناس حياة تشبه "حياة العبودية والذل".
10. ومنها أن حسينة وحكومتها سيطرت على محاكم الدولة كلها، وظفت القضاة الخاضعين لرغباتها ولمن له علاقة طيبة بها وبحزبها، فكان القرارات القضائية في الأغلب لا تصدر إلا بإشارة من حسينة أو الوزراء أو أعضاء البرلمان أو أعضاء حزبها، خصوصا في كبرى القضايا والتي لها أهمية في سياسية البلاد.
11. ونتيجة لهذا الفساد العام في قطاعات الحكومة كلها غلت الأسعار، بل صارت ضعفين أو أكثر في أغلب المنتجات والمستهلكات اليومية، وتدهورت قيمة العملة البنغلاديشية، فعم الفقر واشتدت حياة الناس اليومية...
12. ومن أهم أسباب الاحتفال بسقوط حسينة أنها دمرت النظام الديمقراطي في البلاد، فسلبت من الناس حق التصويب والانتخاب، كانت تعقد الانتخابات البرلمانية، لكنها كانت تعتقل المعارضين قبل الانتخاب، وكانت تمنع بشرطتها الأعمال الحزبية للأحزاب الأخرى، وبما أنها أفسدت نظم الدولة كلها، كان التزوير في التصويت شيئا سائغا ومنتشرا في الانتخابات، وفي بعض الأحيان كان المنظمون يصوتون في الليل، قبل بدء خروج الناس إلى مقر التصويت! فكان الانتخابات في عصرها انتخابات صورية فقط، لم تكن حقيقية!
هذه هي أهم الأسباب التي لأجلها خرج الناس من مختلف الطبقات، من الطلاب والمدرسين والعلماء والتجار والموظفين والجنود وطائفة من الشرطة وغيرها، ليحتفلوا بسقوط الفاشية الشيخة حسينة وهروبها من بنغلاديش، وبسقوط حكومتها!
الشعب البنغالي في انتظار مستقبل زاهر، والله الموفق.

إقرأ المزيد لـ أنس شودهري ...

أسعار العملات

الإثنين 02 ديسمبر 2024 9:21 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.64

شراء 3.63

دينار / شيكل

بيع 5.13

شراء 5.11

يورو / شيكل

بيع 3.83

شراء 3.8

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%55

%45

(مجموع المصوتين 177)