Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأحد 22 أكتوبر 2023 9:30 صباحًا - بتوقيت القدس

ما فرص الدخول البرّيّ إلى غزّة؟

الجولة الجديدة من الصراع الّتي نشهدها هذه الأيّام خطيرة جدًّا، وهي تحظى بدعم أميركيّ بريطانيّ أوروبّيّ، ولكنّها في الوقت ذاته قد تكون نافذة على فتحة أمل، إذ أنّها شكّلت صدمة إقليميّة، وأعادت القضيّة إلى صدارة الاهتمام العربيّ وحتّى العالميّ، وخصوصًا مع بدء الحديث عن طرد الفلسطينيّين إلى سيناء.

تعتقد الحكومة الحاليّة برئاسة بيبي نتنياهو أنّه من الممكن تكرار ما حدث عام النكبة الأولى وأنّ الفرصة قد لاحت.

إلّا أنّه لا توجد دولة عربيّة تقبل استقبال مئات آلاف اللاجئين، لأنّها بهذا تسهم في نكبة الفلسطينيّين، وموقف مصر في إغلاق الحدود ومنع دخول نازحين هو موقف صحيح، ولكن يجب تطويره من خلال قيادة عمل عربيّ ودوليّ، والوقوف بحزم أمام جرائم الحرب الّتي ترتكبها إسرائيل وفضحها وإدانتها بقوّة، ولدى مصر والدول العربيّة أوراق كثيرة ضاغطة ممكن استخدامها إذا صدّقت النوايا في وقف العدوان.

استغلّت الحكومة الفاشيّة في إسرائيل بعض المشاهد الّتي عابت العمليّة العسكريّة، وشوّشت على نجاحها، وهي أسر أطفال ومسنّين وقتل مدنيّين غير مسلّحين ومقتل عدد من الأطفال، فبثّت أكاذيب تبنّتها أميركا والغرب، مثل بقر بطون حوامل واغتصاب نساء وقطع رؤوس أطفال، في محاولة لدعشنة حماس، وتشبيه ما حصل بأحداث 11 سبتمبر 2001، وقد صدق الرواية حتّى بعض العرب الّذين أعادوا الكذبة، وصدّقها الشعب في إسرائيل الّذي صدم من هول ما حدث، فاستغلّت بغطاء دوليّ لارتكاب أبشع المجازر ضدّ المدنيّين، الّتي فاقت مجازر نكبة عام 1948، فقد قتل خلال أيّام ما يقارب الألف طفل فلسطينيّ، ومئات النساء وآلاف المدنيّين بين قتيل وجريح، وإلقاء قنابل أكثر ممّا ألقته أميركا على أفغانستان خلال عام، وتدمير عشرات آلاف المنازل ومنع الماء والكهرباء والوقود وكلّها جرائم حرب.

بدأت الحقائق تتكشّف، أوّلًا لدى الشعوب العربيّة الّتي بدأت تتململ وتتظاهر ضدّ الحرب على غزّة، وتدعو لإنقاذ المدنيّين، ثمّ في أوروبا وأميركا وفي إسرائيل نفسها، وإن كانت هذه الأصوات ما زالت ضعيفة، ولكنّها سوف تتصاعد في العالم، وفي إسرائيل بقيادة أهالي الأسرى القلقين على أبنائهم.

لا أظنّ أنّ حالة الطقس هي الّتي تعرقل الدخول البرّيّ إلى قطاع غزّة، بل على الأرجح هو الأخذ بعين الاعتبار وضوح جدّيّة تهديد حزب اللّه بأنّه لن يبقى متفرّجًا، وخصوصًا أنّه حصل على الضوء الأخضر من إيران للتدخّل في حالة الدخول البرّيّ، بحسب تقارير، وهذا واضح من التسخين اليوميّ المتصاعد على الجبهة الشماليّة.

التدخّل من قبل حزب اللّه سوف يلقى ترحيبًا عربيًّا شعبيًّا وإسلاميًّا، وسيعيد مكانة حزب اللّه إلى الواجهة كما كان الأمر بعد حرب تمّوز عام 2006، وهذا ما لا يريده حلفاء أميركا والمطبّعين في المنطقة بعدما تراجعت شعبيّته في السنوات الأخيرة بعد تورّطه في الحرب السوريّة الداخليّة.

في هذه الحالة فإنّ الطيران الأميركيّ لن يجدي كثيرًا، لأنّ شمال إسرائيل سيتحوّل إلى منطقة مشتعلة وميدان للحرب والقصف لمدّة قد تطول لأشهر، وهذا سيرغم عشرات آلاف الجنود على الخروج من قطاع غزّة، وسيرفع كثيرًا من معنويّات مقاومة غزّة، كذلك عدم وجود حكومة وحدة وطنيّة شاملة تتحمّل المسؤوليّة، وهناك أصوات قويّة وجريئة ترفض أن يأخذ نتنياهو الشعب إلى حرب شاملة غير مستعدّين ومخطّطين لها بصورة كافية، وترى أنّه يحاول التهرّب من المسؤوليّة عن الضربة الموجعة حتّى على المدى الاستراتيجيّ وذلك من خلال الاندفاع إلى الأمام نحو الحرب الشاملة. كذلك يبدو أنّ الجنرال بيني جانتس الّذي دخل حكومة الطوارئ، لن يكون متحمّسًا إلى الحرب على جبهتين، وبصفته مرشّحًا بديلًا لرئاسة الحكومة القادمة بعد إسقاط نتنياهو ومحاسبته، لا بدّ أن يأخذ بعين الاعتبار ماذا بعد حماس في غزّة! وهناك حسابات أخرى يأخذها بعين الاعتبار، الخسائر الكبيرة المتوقّعة على جبهتين، والوضع الداخليّ في الدول العربيّة الّذي سيتأثّر كثيرًا، خصوصًا في مصر والأردنّ ودول تسعى للتطبيع.

هناك من يدرك أنّ الدخول البرّيّ سيتحوّل إلى مجزرة مضاعفة مرّات ومرّات عن ما سبق من إراقة للدماء للطرفين وعلى جبهتين، دون أن يكلّف إيران شيئًا، لأنّها لن تتدخّل مباشرة، ولن تكون ذريعة لأميركا أو غيرها في ضربها.

لهذا فإنّ استراتيجيّة الدخول البرّيّ قد تتوقّف أو تلغى أو تؤجّل إلى فترة طويلة، ويستعاض عنها بطرق أخرى تحتاج إلى نفس طويل، مثل محاصرة المقاومة وقضم الأرض ببطء بعد حرثها بأسلحة أميركيّة خارقة للأنفاق والتحصينات، وبأقلّ ما يمكن من خسائر في صفوف الجيش، وكلّما تأخّر الهجوم البرّيّ يومًا فإنّ احتمال الامتناع عنه يصبح أكثر. عن "عرب ٤٨"

دلالات

شارك برأيك

ما فرص الدخول البرّيّ إلى غزّة؟

المزيد في أقلام وأراء

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 83)