فلسطين

الجمعة 18 أغسطس 2023 11:52 صباحًا - بتوقيت القدس

إعدام ميداني لمجرد الشعور بالملل.. هكذا اغتال الاحتلال الشاب فوزي مخالفة!

ترجمة خاصة بـ "القدس" دوت كوم

نشرت صحيفة هآرتس العبريةـ، الجمعة، تقريرًا عن استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي لمركبة قرب سبسطية في نابلس بالثاني والعشرين يوليو/ تموز الماضي، ما أدى لاستشهاد الشاب فوزي هاني مخالفة (19 عامًا)، وإصابة واعتقال صديقه محمد مخيمر قبل الإفراج عنه بعد أيام.


تقول الصحيفة في تقريرها، واصفةً الحال الذي كان عليه الشاب مخيمر الذي روى للصحيفة ما جرى في ليلة الجريمة، "الطالب ابن ال 19 عامًا، كان يقف في الشارع ويبكي، وجسمه يرتجف وصوته يختنق إلى حد قام به أحد أقاربه باحتضانه وهو في مكان الجريمة الإسرائيلية، وعلامات الصدمة لم تفارقه، ولا يمكن أن يكون الأمر مختلفًا عن ذلك، خاصة وأنه كان في مكان كاد أن يفقد فيه حياته، وفقد فيه صديقه المقرب أمام عينيه".


تضيف الصحيفة: "في شارع ضيق بمركز قرية سبسطية، لا زالت دماء صديقه على الشارع، قبل أن يعتقل هو (محمد مخيمر)، ويتعرض للضرب من قبل الجنود الذين نكلوا به لفترة طويلة .. في هذا المكان فقد صديقه (فوزي مخالفة) السيطرة على المركبة التي كان على متنها، بعد إطلاق النار على رأسه وجسده، فاصطدمت بالجدار على الشارع".



ادعى الجيش الإسرائيلي أن جنوده تعرضوا لمحاولة دهس،لكن حقيقة أن إطلاق سراح مخيمر بعد 9 أيام فقط من قبل المحكمة العسكرية تدحض هذا الإدعاء، لم تكن هناك عملية ولم يكن هناك دهس، وهي حادثة مشابهة لما جرى قبل شهر في يعبد قرب جنين بعد إطلاق نار على مركبة وإصابة اثنين من ركابها لنفس الإدعاء. كما تذكر الصحيفة.


تضيف الصحيفة ساخرةً: "فقط الشعور بالقوة والانفعال الزائد للجنود الشباب الذين أصيبوا بالملل وكانوا متعطشين لأعمال الإثارة بدرجة كبيرة من أجل إطلاق أكبر قدر ممكن من الرصاص، هو من دفعهم لارتكاب فعلتهم".


محمد مخيمر وفوزي مخالفة كانا صديقين منذ الصغر، ويعيشان كجيران في سبسطية، وتعودا على فعل كل شي سويًا، وهذا ما جرى في يوم الجمعة 21 يوليو/ تموز، حين طلب في مساء ذاك اليوم والد فوزي منه أن يذهب إلى مصنع أكياس النايلون الذي يملكه والموجود في قرية دير شرف، وأن يقوم بتشغيله، تجهيزًا للعمل فيه، وهو ما يفعله كل أسبوع، واتصل فوزي بصديقه واقترح أن يذهبا سويًا، وتوجها بمركبة الوالد هاني مخالفة.



يتذكر مخيمر ما جرى في تلك الليلة، وما فعله الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا أفضل أصدقاءه أمام عينيه دون أي ذنب، قبل أن يقوموا بالتنكيل به.


يقول مخيمر، أنه خلال مرورهما بمنحدر الشارع الضيق الذي وقعت فيه الجريمة،ظهر الجنود فجأة من وسط الظلام، وكانت حينها الساعة نحو 23:50 11:50 مساءً) بتوقيت القدس المحتلة، مقدرًا أن عدد الجنود كان نحو 15ـ، ويسيرون على الشارع المتعرج قليلاً في تلك المنطقة، وتعرضا لإطلاق نار كثيف بعشرات الرصاصات، وبدون أي تحذير.


يضيف مخيمر: سقط رأس فوزي على ركبتي، لكن لم أفكر للحظة أنه استشهد.


محمد مخيمر أصيب في تلك اللحظة بيده اليمني وبشظايا في بعض أجزاء جسده، وعند رؤية صور المركبة المثقوبة بالرصاص، يصعب معرفة كيف نجا. كما تقول الصحيفة.


يشير مخيمر، إلى أن الجنود صرخوا عليه وطالبوه بالنزول من المركبة، وصوبوا البنادق نحوه وصرخ وقال لهم لا تطلقوا النار، ونزل من المركبة وقاموا بدفعه وألقوا به على رصيف الشارع، وقام أحد الجنود بوضع قدمه على عنقه، وبعد 3 دقائق جروه ووضعوه بجانب جدار الأسمنت الذي يوجد في طرف الشارع، وأحدهم سأله باللغة العربية، ماذا حدث لكما؟، فرد محمد بأنهما كانا في الطريق إلى دير شرف وتفاجآ بإطلاق النار بدون سبب أو تحذير.


يقول محمد أن الجندي الذي سأله حينها، نظر بشكل مستغرب للجنود وكأنه يقول لهم لماذا أطلقتم النار على المركبة.


وفي تلك اللحظة وصلت مركبة اسعاف للهلال الأحمر ونقلت الشهيد فوزي مخالفة، وحاول محمد الاقتراب لرؤية صديقه، ولم يكن يعرف أنه قد استشهد، لكن الجنود منعوه وهددوا بأنهم سيطلقون النار عليه مرةً أخرى، قبل أن يقوموا بتكبيله، وحينها أبلغه المسعف الفلسطيني باستشهاد فوزي، فانفجر بالبكاء الشديد.


وأشار مخيمر إلى أنه تعرض للضرب خلال نقله من قبل الجنود إلى موقع شافي شمرون البعيد كيلو متر عن المكان، رغم أن الدماء كانت تسيل من ذراعه في ذلك الوقت، وعند وصوله للحاجز، أدخلوه للمستوطنة وعصبوا عينيه بقطعة قماش وأجلسوه على حجر، وكان يتعرض في بعض الأحيان إلى الضرب والركل من جديد، وقامأحد الجنود برفعه وأسقطه على الأرض بضربة واحدة، والدوس والدعس عليه وخاصة رقبته ومكان إصابته في ذراعه، قبل أن ينقل للعلاج من قبل ممرض عسكري إسرائيلي، قبل أن ينقل إلى مستشفى بسيارة اسعاف، حتى شعر بفقدان الوعي.


بعد أن قضى مخيمر في مستشفى مئير بكفار سابا، ليلة واحد، نقل للتحقيق في مركز شرطة أرئيل، واتصل ضابط إسرائيلي بوالده وأبلغه عن وضعه، وسمح لمحمد أن يبلغ والده أنه سيعرض على محكمة سالم بعد يومين.



يقول هاني مخالفة والد الشهيد فوزي، إنه في تلك الليلة سمع إطلاق النار وحينها بدأ بالاتصال بابنه وبصديقه محمد، لكنهما لم يجيبا، وصعد على سطح منزله وشاهد مركبة وجنود حولها، ولم يكن في تلك اللحظة يعرف أن ابنه تم إطلاق النار عليه، واتصل بالجيران القريبين من مكان الحدث وسألهم عن نوع المركبة التي تقف وأبلغوه، فعرف أنها مركبته وسارع بالذهاب إلى مستشفى رفيديا وهناك أبلغوه باستشهاد نجله.


لا زال الحزن يخيم على عائلة مخالفة، ولا تكاد الدموع تفارق والدة وجدة الشهيد.


رغم ذلك، لا زال الجيش الإسرائيلي يدعي أنه كانت هناك محاولة دهس، وأن ظروف الحادثة قيد الفحص، ولا يوجد أي شكوى عن أي حادث عنف من قبل الجنود تجاه الشابين.


وجه مراسل صحيفة "هآرتس" سؤالاً للشاب مخيمرـ، حول شعوره لحظة الإفراج عنه بعد 9 أيام من الاعتقال، قال: كل ما أردته هو رؤية فوزي، ولكنه دفن تحت التراب".


فور الإفراج عنه ذهب محمد مخيمر إلى منزل صديقه فوزي، وهناك توجه مع والد الشهيد إلى قبره، وكان في حالة نفسية صعبة، ولا زالت هذه الصدمة آثارها تظهر عليه حتى الآن.


يقول مخيمر: "كان فوزي بمثابة أخ له منذ أن كانا بعمر السادسة".


يشار إلى أن مخيمر طالب في السنة الأولى في كلية المحاسبة، وفوزي مخالفة كان طالب في السنة الأولى في الإدارة، وهما كانا يدرسان في جامعة القدس المفتوحة في نابلس.

دلالات

شارك برأيك

إعدام ميداني لمجرد الشعور بالملل.. هكذا اغتال الاحتلال الشاب فوزي مخالفة!

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الجمعة 17 مايو 2024 12:34 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.71

شراء 3.7

يورو / شيكل

بيع 4.02

شراء 4.0

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.2

بعد سبعة أشهر، هل اقتربت إسرائيل من القضاء على حماس؟

%7

%93

(مجموع المصوتين 72)

القدس حالة الطقس