أقلام وأراء
الجمعة 18 أغسطس 2023 10:13 صباحًا - بتوقيت القدس
المخيمات والقرى في “خارطة المقاومة الفلسطينية”
لطالما كانت المخيمات في اقطار اللجوء وفي فلسطين وقود الثورة والمقاومة الفلسطينية. ومع أننا نسجل بأحرف من نور وبأوضح واقوى العبارات انخراط جميع المدن والبلدات والقرى في فلسطين في خانة المقاومة ، سواء الشعبية أو المسلحة ، فان فلاحي القرى الصناديد يأتون في الصدارة مع أهل المخيمات الأبطال في حركة النضال والكفاح الفلسطينية ولأسباب موضوعية . طبعا، لا خلاف على أن القواعد الجماهيرية للكفاح، كما في كل المناطق والعصور، تتشكل من الطبقات الكادحة والعمال الذين يعانون أكثر من غيرهم و”ليس لديهم ما يخسرونه سوى قيودهم “كما قال منذ زمن طويل (كارل ماركس) . واليوم في فلسطين ، يضاف البؤس إلى القيد، بالإضافة إلى أن لدى هؤلاء المواطنين وعي ناجم عن قيم المجتمع العربي المحافظ والمتدين بما يفرزه من النزعة الوطنية والطاقة المجتمعية الإيجابية، مما يحفزهم للنضال والمقاومة، وخاصة اذا اقتربت منهم وشجعتهم قوى لصيقة او قريبة من الثقافة المحافظة والدينية تملك الخبرة والسلاح ولديها المال.
ومع تأكيدنا على أهمية ودور مدينة (جنين) المتميزة في كفاحها، فأن المستهدف الأول كان هذه المرة (مخيم جنين) الذي لطالما كان، رغم مساحته الصغيرة وعدد سكانه المحدود، محطة مهمة ومحورية، منه تنشط المقاومة الفلسطينية المسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي، ما جعله موقعا مستهدفا تحاول سلطات الاحتلال إخماده ومحو أثره بشتى الطرق. وهناك سبب آخر رئيس وراء تحول مخيم جنين بالأخص لساحة مواجهة مسلحة مع الاحتلال، وهو عامل الاحتلال نفسه واستمرار اقتحاماته للمخيم، الذي يؤمن شبابه أن الاشتباكات المسلحة مع جيش الاحتلال حالة حتمية للنضال الفلسطيني. وعند أهل هذا المخيم ، وغيره من المخيمات والقرى والبلدات والمدن الفلسطينية بعامة ، ثمة استخلاص مركزي قوامه أنه في أي صراع، لا بد من حلول: إما أفق سياسي أو مقاومة. وفي ظل حكومات إسرائيلية متتالية يهيمن عليها اليمين المتزمت، ومع غياب الحل السياسي، يصبح العمل العسكري المقاوم وصفة حتمية.
طبعا هذا لا يعني أن فقراء المدن (وشرائح والطبقات الوسطى في فلسطين وغيرها) لا يؤدون دورهم، لكن الملاحظ أن انخراط العائلات المعروفة بثرائها ووضعها الطبقي المرتاح لطالما كان انخراطاً محدوداً. وتكاد تكون القوى الكادحة هي الاكثر مشاركة على امتداد الوطن وفي الطليعة منهم المخيمات، تليها القرى المستهدف مواطنوها من عصابات المستعمرين الصهاينة، والتي تواجه لوحدها “المستوطنين” الذين يصادرون اراضيها و يطوقونها ويحرقون أشجارها ويدمرون زيتونها ويمنعون قطافها….الخ. أضف إلى ذلك، عدم استناد التنظيمات المختلفة الحديثة التي شكلها المقاومون في المخيمات (والقرى والبلدات ) إلى هرمية منظمة وعلاقة أيديولوجية، وإنما هي تجمع شبان مسلحين من فصائل مختلفة لم يمنعهم الانقسام الفلسطيني/ الفلسطيني من المقاومة المشتركة و الموحدة.
في الضفة الغربية، حيث تم فتح جبهة جديدة ضد الاحتلال ، تتزايد المقاومة في مدنها وبلداتها وقراها وخاصة مخيماتها. وفي كل هذه الارجاء ، تتعمق إرادة المقاومة على شكل مواجهات وعمليات فردية وإطلاق النار على الحواجز العسكرية وعمليات دهس واستخدام السلاح الابيض ، حتى بات جيش الاحتلال يتحسب قبل اجتياح أصغر الأحياء في مختلف المناطق ، وهو الامر الذي شهدناه واضحاً في مخيم جنين الذي جدد إصرار الشباب الفلسطيني على الاشتباك والاستعداد للتضحية رغم استمرار المقارفات الإجرامية المعهودة والمعروفة و على رأسها مختلف انواع الاغتيالات.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام
بهاء رحال
المقاومة موجودة
حمادة فراعنة
وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي
سري القدوة
هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!
محمد النوباني
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
حديث القدس
مآلات موافقة حزب الله على ورقة أمريكا الخبيثة
حمدي فراج
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
الأكثر قراءة
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأونروا: فقدان 98 شاحنة في عملية نهب عنيفة في غزة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 79)
شارك برأيك
المخيمات والقرى في “خارطة المقاومة الفلسطينية”