أكد وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني أمين سلام اليوم (السبت) أن بلاده تكون الاحترام والتقدير للكويت موضحا "النوايا الايجابية" لتصريح كان أدلى به حول طلب مساعدة الكويت لإعادة بناء صوامع القمح التي دمرها انفجار مرفأ بيروت.

وشدد سلام في مؤتمر صحفي على حرص لبنان على العلاقات التاريخية والأخوة العميقة بين لبنان الكويت، مؤكدا "الاحترام المتبادل بين البلدين الذي لن يؤثر عليه ولن يزعزعه شيء".

وكان سلام قد ناشد، في تصريح في مطلع الشهر الجاري، أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح بإعادة بناء صوامع القمح في مرفأ بيروت حفاظا على الأمن الغذائي، آملا بتلقي الجواب قريباً من الكويت، ولافتا إلى أن "الأموال موجودة في صندوق التنمية الكويتي، وبـ(شخطة قلم) يمكن أن يتخذ القرار بإعادة بناء الصوامع".

وقال سلام "تلافيا للوقوع بأي سوء فهم حول تصريحنا بإعادة بناء صوامع مرفأ بيروت، فقد حصل التباس كبير باستعمال عبارة (شخطة قلم) باللهجة العامية اللبنانية".

وأشار إلى أنه لم يكن القصد من استعماله للعبارة المذكورة تجاوز الأصول والآليات الدستورية والقانونية من قبل الكويت أو لبنان.

وأوضح سلام أنه بناء على الالتزام الذي قامت به دولة الكويت منذ 3 سنوات في موضوع بناء الاهراءات، قصدنا استعمال العبارة (شخطة قلم) التي تستعمل باللهجة المحلية للدلالة على أن الأمر قابل للتنفيذ بسرعة.

وشدد على ادراكه بطبيعة الأمور في دولة الكويت التي لا تتم الا من خلال عمل مؤسساتي ودستوري وإداري دقيق ولم نقصد تجاوز المسار الدستوري والطبيعي في التعامل بين الدولتين.

بدوره، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي في بيان لمكتبه الإعلامي أن "الكويت لم تتوان ضمن الأصول عن مد يد العون لإخوانها في لبنان على مر العقود".

وشدد على "احترام لبنان مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول كافة، فكيف إذا تعلق الأمر بدولة الكويت التي تخضع آلية اتخاذ القرار فيها لضوابط دستورية وقانونية ومؤسساتية تعكس حضارة سياسية عميقة ومتجذرة في المجتمع الكويتي".

وكان وزير الخارجية الكويتي الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح أعرب في وقت سابق اليوم، بحسب وكالة الأنباء الكويتية (كونا) عن "استنكار واستغراب دولة الكويت الشديدين لتصريح وزير الاقتصاد والتجارة في الجمهورية اللبنانية أمين سلام".

وقال الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح في بيان إن "هذا التصريح يتنافى مع أبسط الأعراف السياسية ويعكس فهما قاصرا لطبيعة اتخاذ القرارات في دولة الكويت والمبنية على الأسس الدستورية والمؤسساتية بما في ذلك المنح والقروض الإنسانية التي تقدمها حكومة دولة الكويت للدول الشقيقة والصديقة".

وحث وزير الخارجية الكويتي، وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني "على سحب هذا التصريح حرصا على العلاقات الثنائية الطيبة القائمة بين البلدين الشقيقين".

وسبق أن مولت الكويت في العام 1969 بناء صوامع القمح في مرفأ بيروت البالغة سعتها 120 ألف طن عبر قرض مقدم من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية.

وكان شهد مرفأ بيروت في 4 أغسطس 2020 وقوع انفجار في عنبر كان يحوي بحسب السلطات اللبنانية نحو 2750 طنا من مادة (نترات الأمونيوم) كانت مصادرة من سفينة مخزنة منذ العام 2014.

وقد أودى الانفجار بحياة أكثر من 220 شخصا وأصاب نحو 6500 آخرين، فضلا عن أضرار مادية هائلة في أحياء سكنية وتجارية، حيث دمرت كليا أو جزئيا حوالي 50 ألف وحدة سكنية، فيما قدرت الخسائر المادية بقرابة 15 مليار دولار.