أقلام وأراء
الإثنين 31 يوليو 2023 10:05 صباحًا - بتوقيت القدس
يهودية أم ديمقراطية
عملت الصهيونية على جعل مشروع مستعمرتها على أرض فلسطين يحمل الازدواجية والتوافق بين يهودية المشروع وديمقراطيته، معتمدة على أن يكون نظامها السياسي وإدارتها للسلطة قائم على: 1- التعددية الحزبية، 2- نتائج صناديق الاقتراع، وبما يتفق لحد كبير مع القيم الرأسمالية الأوروبية الأميركية، وهي مخلصة في ذلك، فقد حافظت على وراثتها لتوجهات الاستعمار التقليدي مع نفحة عصرية ليبرالية، وعداء عنصري مفرط للشعوب الاصلية أصحاب الأوطان التي تعرضت للاستعمار الاوروبي: 1- أميركا، 2- كندا، 3- استراليا، 4- جنوب إفريقيا، 5- الجزائر، 6- روديسيا، 7- فلسطين وغيرها من شعوب أميركا اللاتينية.
فقد تمكنت الموجات الاستعمارية الأوروبية من إبادة شعوب أميركا وكندا وأستراليا الاصلية، وفشلت في الجزائر وجنوب إفريقيا، وأخفقت نسبياً في فلسطين، إذ تمكنت من طرد وتشريد نصف الشعب الفلسطيني، مقرونة مع عمليات تطهير عرقي شملت العديد من القرى والأحياء، ولكنها لم تتمكن من إنهاء الشعب العربي الفلسطيني وتصفيته : نصفه بقي متشبثاً في وطنه، ونصفه الآخر في مخيمات اللجوء، صنع الثورة الفلسطينية المعاصرة مجسدة في منظمة التحرير وفصائلها ومؤسساتها القائمة على التعددية، وسلطتها الوطنية المحدودة داخل وطنها فلسطين.
سلطة المستعمرة منذ عام 1948 واصلت نهجها وفق التراث الأوروبي الاستعماري، والتعددية، والاحتكام إلى صناديق الاقتراع في إدارة السلطة التنفيذية، مدعية تمسكها بازدواجية المعايير بين اليهودية والديمقراطية، حتى فاز اليمين عام 1977 وتولي الليكود ومناحيم بيغن للسلطة، وأعقبه شامير وشارون وأولمرت ونتنياهو، الذي تمكن من فرض وانتزاع التشريع في 19/7/2018 بقانون يهودية الدولة من البرلمان، انتقالاً لنتائج الانقلاب السياسي الثاني في انتخابات 1/11/2022، وفوز تحالف اليمين السياسي المتطرف مع الأحزاب اليهودية الدينية المتشددة، والتي أفرزت فرض تغيير النظام القضائي في 24/7/2023، وما يستتبع ذلك من قوانين وإجراءات وسياسات يراها المحتجون أنها انقلاب على الديمقراطية، وفرض القيم والتوجهات الدينية اليهودية.
في تعاملها مع المكونات الفلسطينية: 1- أبناء مناطق الاحتلال الأولى عام 1948، أبناء الكرمل والجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة، 2- أبناء مناطق الاحتلال الثانية عام 1967، أبناء الضفة الفلسطينية والقدس والقطاع، 3- أبناء المخيمات الذين تشردوا وطردوا وتم ترحيلهم خارج فلسطين، يتم التعامل معهم بعناوين ووسائل مختلفة، ولكنها تقوم على الكره والعداء والتصفية ونكران الحق ومصادرة الهوية والممتلكات وطمس الحقوق، بعنوان واحد أجمعت على وصفه مؤسسات ومنظمات حقوق الإنسان: 1- بتسيليم الإسرائيلية، 2- آمنستي البريطانية، 3- هيومن رايتس ووتش الأميركية، 4- لجان حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة أنها تتعامل مع الفلسطينيين بعنصرية مفرطة: الأبرتهايد.
ما تشهده المدن الفلسطينية ذات الأغلبية الإسرائيلية من مظاهرات احتجاجية من سكانها ضد حكومة نتنياهو وتوجهاتها السياسية المتطرفة والدينية اليهودية المتشددة هو التعبير السائد عن تفاقم العلاقة بين الإسرائيليين، وعمق الفجوة بين المتدينين وغير المتدينين، بين الاتجاهات السياسية المتطرفة والأكثر تطرفاً، بين اليهود الشرقيين حاملي الإرث اليهودي التقليدي، وبين اليهود الغربيين حاملي الإرث الأوروبي الاستعماري الممزوج بالنكهة الليبرالية التعددية.
صراع له تداعيات يكشف مضمون المستعمرة ويعمل على تعريتها كمشروع استعماري، غير أخلاقي، غير ديمقراطي ويهودي ديني متطرف كما هي الأحزاب السياسية الإسلامية المتطرفة المعادية للتعددية، الرافضة للديمقراطية في كل الأحوال.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
سيادة العراق ولبنان في خندق واحد
كريستين حنا نصر
إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين
حديث القدس
توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين
سري القدوة
حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال
د. دلال صائب عريقات
سموتريتش
بهاء رحال
مبادرة حمساوية
حمادة فراعنة
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
"الجنائية" تتحرك أخيراً ضد الجُناة.. قِيَم العدالة في "ميزان العدالة"
اللواء محمد الدعاجنة قائداً للحرس الرئاسي
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
زعيمة حركة استيطانية تدخل غزة بدون علم الجيش لإعادة الاستيطان
مستعمرون بينهم بن غفير يقتحمون الحرم الإبراهيمي
7 مجازر و120 شهيدًا بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
الأكثر قراءة
نتنياهو و"الليكود" يتربصان بغالانت لفصله من الحزب وإجباره على التقاعد
لائحة اتهام إسرائيلية ضد 3 فلسطينيين بزعم التخطيط لاغتيال بن غفير ونجله
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 95)
شارك برأيك
يهودية أم ديمقراطية