بعد الاعلان عن نتائج امتحان الثانوية العامة «التوجيهي»، نوجه أولاً تحية إجلال وإكبار للشهداء الستة من طلبة التوجيهي الذين قتلهم الاحتلال بدم بارد وحال دونهم ودون أهاليهم من الاحتفال بنجاحهم وتفوقهم، وكذلك نشد على أيادي ذويهم خاصة والدة الشهيد مجدي عرعراوي التي احتفت بتفوقه في مقبرة الشهداء بجنين حيث ووري جثمانه الطاهر هناك، وكذلك نشد على أيادي 28 أسيراً من طلبة التوجيهي حرمهم الاحتلال من تقديم الامتحان والاحتفال مع أقرانهم من الطلبة، ونؤكد على ضرورة اطلاق سراحهم وسراح جميع أسرى الحرية الذين ضحوا بحريتهم من اجل حرية شعبهم ويعانون أشد المعاناة على أيدي سلطات السجون وقوات ما يسمى بـ «النخشون» التي أنشئت خصيصاً لقمع الاسرى والحيلولة دون استقرارهم.

ورغم جرائم الاحتلال وقطعان المستوطنين اليومية، خاصة ما جرى ويجري في جنين ومخيمها وكذلك في نابلس ومخيماتها وطولكرم ومخيمها والعديد من القرى والبلدات وحتى المدن، إلا ان نتائج التوجيهي اكدت على تفوق واضح ونجاح باهر للقسم الاكبر من طلبة التوجيهي لهذا العام، الامر الذي يؤكد ان شعبنا رغم المعاناة اليومية من قبل هذا الاحتلال الغاشم وقطعان المستوطنين، إلا انه مصمم على مواصلة التعليم لأنه هو الأساس في بناء الأمم والشعوب والدول، وهذا ما يريده طلبتنا وهو المساهمة في بناء المجتمع الفلسطيني على أسس علمية، وصولاً الى دحر الاحتلال من الارض الفلسطينية واقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف.

وبهذه المناسبة فإننا نحيي جهود المعلمين والمعلمات والتربويين الذي قدموا كل ما يستطيعون من اجل نجاح طلبتهم لإكمال تعليمهم الجامعي والوصول الى أعلى المراتب والدرجات العلمية.

ونظراً للظروف التي يعيشها شعبنا وارتفاع نسبة الفقر خاصة في قطاع غزة، حيث بلغت نسبة الفقر من أعلى النسب في العالم، أي ان حوالي 80٪ من أهلنا في القطاع يعانون من فقر مدقع، وكذلك معاناة اهل القدس من جرائم الاحتلال ومحاولات أسرلة التعليم وكي وعي طلبتنا بحذف اجزاء من المنهاج الفلسطيني واستبداله بآخر اسرائيلي، وكذلك ما تعانيه القرى والبلدات وحتى المدن الفلسطينية من اوضاع اقتصادية صعبة، فإننا ندعو الجامعات الى اخذ ذلك بعين الاعتبار وتخفيض الاقساط على الطلبة والعمل على ازالة ما يمكن من معيقات تحول دون التحاق طلبة التوجيهي وغيرهم بالجامعات. فيقع على عاتق جامعاتنا مساعدة الطلبة والحاقهم بالجامعات وعدم تركهم عرضة للعمل في السوق الاسرائيلي الذي يمارس بحقهم كل اصناف التفرقة ويقدم لهم الحد الادنى من الاجور الى جانب ما يلاقونه من سوء معاملة على حواجز الاحتلال اثناء الذهاب والاياب من العمل الاسود.

كما انه من واجب رجال الاعمال والجهات المقتدرة دعم التعليم والمساهمة في اقساط الطلبة من خلال صناديق اقراض غير ربحية أو ذات فوائد.

فكل التحية لطلبة التوجيهي المتفوقين والناجحين، ونقول للذين لم يحالفهم الحظ، بأن ذلك لن يكون نهاية المطاف، وان بإمكانهم البدء من جديد والتغلب على الصعاب التي واجهتهم. ومبروك للجميع.