لا يتوقف الاحتلال وبشتى الطرق والوسائل المختلفة، عن تدمير وهدم المباني العامة والمؤسسات الرسمية في كل المناطق والمواقع ، وبالتالي فإن اعادة اعمار ما يخربه الاحتلال يعتبر قضية اساسية هامة وواجبة وفيها خير رد على هذا الاحتلال البغيض.

ومن آخر الامثلة التي قامت بها الحكومة ، وليس اخيرها، اعتماد تقرير اعادة اعمار جنين ومخيمها وكذلك الاضرار الناتجة عن اقتحام نابلس وغيرها من المدن والبلدات، وكذلك نتيجة اعتداءات المستوطنين الذين لا يكتفون بمصادرة الاراضي وتشريد اهلها، وانما ايضا القيام بعمليات هدم واسعة وكلما امكنهم ذلك في مختلف المواقع وبصورة خاصة في المناطق التي يخططون لاقامة مستوطنات او توسع ما هو قائم منها.

وغطرسة المستوطنين واعتداءاتهم هذه ، تتم بصورة عامة بتأييد وتشجيع من حكومة الاحتلال التي تقوم هي وبالدرجة الاولى ، ببناء المستوطنات ومصادرة الارض وتهجير السكان في معظم انحاء الضفة.

واذا كانت الحكومة لا تستطيع منع الاحتلال من هذه الممارسات البشعة ، فانها تقوم بدور اخر مهم ومفيد وفيه رد على ممارسات هذا الاحتلال الذي لا يعرف قانونا ولا يحترم حقوقا ، حين تقرر اعادة اعمار ما دمره او يدمره الاحتلال.

وآخر الامثلة على هذا الموقف هو اعتماد الحكومة في جلستها الاخيرة تقرير اعادة اعمار جنين ومخيمها واصلاح الاضرار الناتجة عن اقتحام مدينة نابلس وبلدة ام صفا ، وكذلك توجيه التعليمات الى جهات الاختصاص بقيادة وزارة الحكم المحلي لتنسيق الجهود وضمان الاسراع باعادة الاعمار ، كما شكل لجنة اخرى لازالة العقبات والمعيقات التي يضعها الاحتلال امام مشاريع الاصلاح وانشاء الطرق وما يشبه ذلك من اجراءات.

الاحتلال بقوته العسكرية يستطيع بالتأكيد وضع العقبات والمعيقات المختلفة، ولكنه بالتأكيد لا يستطيع ولن يستطيع في اي يوم من الايام ، كسر ارادة شعبنا وتطلعه الى المستقبل وبناء الدولة التي ينادي بها ويعمل من اجلها، وان هم هدموا منزلا فاننا سوف نبني مائة منزل وان دمروا شارعا فاننا سنقيم عشرات الشوارع، وهم بالتالي وبالتأكيد ، لن يكسروا ارادة شعبنا ولا تمسكه بحقه في الحياة الكريمة والحرية التي يدعو اليها .. والمستقبل لنا مهما كانت قوتهم ومهما اشتدت غطرستهم..!!