لا يغيب ذكر واسم الأسير ساري خالد ذياب (22عاماً)، عن لسان والدته الخمسينية نعمة "أم سامح"، التي تعيش لحظات وجع ومعاناة كبيرة، لقلقها على صحة ابنها الذي يعاني عدة مشاكل صحية وخضع لعملية جراحية قبل اعتقاله بفترة قليلة، بينما لم تصل لعائلته أدنى معلومات وأخبار عن وضعه منذ زجه في زنازين سجن تحقيق الجلمة.

وتقول: "قلقنا كبير، بسبب معرفتنا بظروف السجن وما يتعرض له الأسرى من تعذيب وضغوط في مسلخ الجلمة، فابني مريض ويتناول عدة أدوية، ولا نملك سوى الدعاء لرب العالمين ليحميه من الاحتلال وسجونه".

وأضافت: "الاحتلال مدد توقيفه حتى 2-9-2023، بطلب من المخابرات، لاستمرار إخضاعه للتحقيق، ولم يتمكن محاميه من رؤيته ومعرفة أسباب هذا العقاب الظالم والتعسفي".

في مدينة جنين، تعيش عائلة ساري الخامس في اسرته المكونة من 7 أفراد، والذي لم يتدخل إطلاقاً كما يوضح والده في السياسة ولم يكن له انتماء حزبي، بل كان ورغم مرضه، يعمل لمساعدته في إعالة أسرته التي تخيم عليها أجواء من الحزن والتوتر المستمر على مصيره.

يروي والده الستيني أبا سامح لـ"القدس" دوت كوم، أن ساري لم يكمل تعليمه الدراسي، وترك مقاعد التعليم بعد الصف التاسع، وقرر تحمل المسؤولية وانخرط معه للعمل في مهنة القصارة، وأصبح سنده وعزوته بسبب معاناة والده من عدة أمراض.

فجر تاريخ 21/4/2023، أصبح يوماً محفوراً في ذاكرة عائلة ساري، ففيه انتزع من فراشه وتحول لأسير، ويقول الوالد: "فوجئنا حوالي الساعة الثانية فجراً، بقوات كبيرة من جنود الاحتلال تهاجم منزلنا دون سابق إنذار، بلمح البصر، دمروا وخلعوا البوابة الرئيسية، وحولوا منزلنا لثكنة عسكرية دون معرفة الأسباب".

ويضيف: "احتجزونا وعزلونا، وداهموا غرفة ساري، وأيقظوه وهم يحاصرونه بطريقة رهيبة، هاجموه بفراشه، وعاش صدمة كبيرة من وجود الجنود حوله".

ويكمل: "بسرعه صلبوه، وقيدوا يديه وعصبوا عينيه، واعتقلوه بملابس النوم ورفضوا السماح له بتغيير ملابسه وارتداء أشياء شتوية، واقتادوه وسط حراسة مشددة، ومنعونا من وداعه".

شكل اعتقال ساري، صدمة كبيرة لعائلته، وقال والده: "لم أصدق أن ولدي تحول لأسير، شعرنا بصدمة وعشنا كابوس رهيب، فابني غير مطلوب ويعيش حياة طبيعية، ويواظب على عمله وتلقي العلاج، وليس له انتماء ونشاط سياسي".

ويكمل: "المأساة الكبرى، أن لؤي يعاني من عدة أمراض، منها القلب والضغط والقولون والسكري ومشاكل صحية أخرى، وهو يحتاج إلى متابعة ورعاية طبية بحسب ما قاله لنا الطبيب خلال علاجه قبل اعتقاله".

ويتابع: "قبل فترة وجيزة من اعتقاله، خضع لعملية في القولون، ولازال يعاني من آثار العملية ومن مضاعفات فهو بحاجة إلى راحة تامة، ورغم ذلك نقلوه إلى مركز تحقيق الجلمة".

الوالدة أم سامح التي تعاني من عدة أمراض، عبرت عن قلقها على حياته، وقالت: "رغم توجهنا لكافة المؤسسات، لغاية اللحظة، لم نعرف سبب اعتقاله، وعقدت له جلسة محاكمة عديدة، جرى خلال تمديد توقيفه، ولا نعرف حقيقه وضعه والتهم الموجه إليه".

وتضيف: "نفتقده في كل لحظة حتى لم أعد قادرة على النوم، فهو مريض وبحاجة لتناول أدويته بشكل منتظم، ونسأل الله الفرج القريب له ولكافة الأسرى، ورغم كل المناشدات، ما زال خلف القضبان يعاني ويتألم ولا يوجد من يقلق ويهتم به وبالأسرى أمثاله، وما زلنا محرومين من رؤيته وزيارته".