عقدت كلية الشريعة في جامعة النجاح الوطنية المؤتمر الدولي الثاني لملتقى القرآن الكريم التابع لكلية الشريعة وعمادة شؤون الطلبة في الجامعة، بالشراكة مع أكاديمية الصفا للخدمات القرآنية- ماليزيا، بعنوان "قضايا معاصرة في ضوء المنهج الوسطي في القرآن الكريم"‏، بمشاركة نخبة من الباحثين، والعلماء والمختصين.

وعقدت فعاليات المؤتمر في مدرجات الشهيد ظافر المصري في الحرم الجامعي القديم، وشارك في الجلسة الافتتاحية التي ترأسها د. علاء مقبول، كل من أ.د. عبد الناصر زيد، رئيس الجامعة، وأ.د. جمال الكيلاني، عميد كلية الشريعة ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، والدكتور ذو الكفلي محمد البكري، رئيس جامعة العلوم الإسلاميّة في ماليزيا، والدكتور سامر سمارة، مدير أكاديمية الصفا للخدمات القرآنيّة في ماليزيا عبر تقنية زووم، وبحضور أعضاء من الهيئتين التدريسية والإدارية في الجامعة، وحشد واسع من ممثلي مختلف مؤسسات المجتمع والطلبة المهتمين.

ورحب أ.د. زيد بالحضور والباحثين، وأكد سعي الجامعة المتواصل في عقد المؤتمرات العلمية في كافة حقول المعرفة انطلاقاً من حرصها على تحقيق التميز والريادة.

وأضاف: "لا زالت الجامعة تسجل المراتب العالمية في شتّى المجلات، وأحدثها تفرّدها فلسطينياً في تصنيف التايمز للجامعات الشابة، وترتيبها ضمن أول 150 جامعة شابّة على مستوى العالم، وتصنيفها الأولى فلسطينياً ضمن تصنيف QS العالمي للجامعات، وحصولها على خمس نجوم في تقييم QS Ratings".

وأكد أهمية المؤتمر في معالجته قضية بالغة الأهمية، وهي الوسطية والاعتدال وعدم التطرف في الرأي، والتي تعد من المبادئ السامية التي أقرها القرآن، وجعلها منهجاً عاماً للإسلام، وسلوكاً قويماً للمسلمين، من أجل بناء المجتمع، وإقامته على أسس الخير والمحبة والسلام.

وأعلن عن حصول الجامعة مؤخراً على اعتماد عدة برامج دراسات عليا نوعية من شأنها ترسيخ مفاهيم التسامح والوسطيّة بين أبناء المجتمع وتعزيز التكامل مع الرسالة السامية للدين الإسلامي وهي ماجستير الفكر الإسلامي ومقارنة الأديان وماجستير الشريعة الإسلامية والقانون الدولي والإنساني.

وتمنى أ.د. زيد للمؤتمر أن يخرجَ بنتائج وتوصيات قابلة للتطبيق، مما يحقق الإفادة منها، ويكون لها الانعكاس الإيجابي على تطور المجتمع.

وافتتح أ.د. الكيلاني المؤتمر، ورحب بالحضور والمشاركين، وأكد أهمية انعقاد هذا المؤتمر الذي يأتي استكمالاً للأنشطة النوعية التي ينفذها ملتقى القرآن الكريم، حيث يهدف المؤتمر إلى رسم صورة واضحة المعالم حول التصور الوسطي في القرآن الكريم وأثره على الفرد والأسرة والمجتمع.

وأضاف: "نستعرض في المؤتمر مجموعة من الأوراق العلمية لباحثين من الوطن وخارجه، تشخص الواقع المعاصر وتضع الحلول للكثير من الإشكاليات والقضايا التي تحول دون الالتزام بالمنهج الوسطي في كافة المجالات".

ووجه شكره لإدارة الجامعة ولأكاديمية الصفا للخدمات القرآنية على رعايتها لهذا المؤتمر، آملاً أن يخرج المؤتمر بتوصيات علمية وعملية.

من جانبه، شكر د. البكري جامعة النجاح على استضافتها للمؤتمرات العلمية، وأعرب عن فخره بالتقدم الذي تحققه الجامعة على المستوى العربي والدولي، مؤكداً أهمية القضايا التي تتناولها محاور هذا المؤتمر والهادفة لتقديم نموذج قرآني وسطي في التعامل مع القضايا المعاصرة، وبيان أثر تفعيل المنهج القرآني الوسطي على الفرد والأسرة والمجتمع.

بدوره، أثنى د. سمارة على جهود كلية الشريعة في تنظيم هذا التجمع العلمي الحافل، وأشاد بالعلاقة التعاونية مع جامعة النجاح والهادفة لنشر رسالة القرآن الكريم، وأكد أن هذا المؤتمر يأتي في ظل العمل الدؤوب لتسليط الضوء على المنهج الوسطي في القرآن الكريم بما يخص الفرد والتكوين فكراً وسلوكاً للشخصية المسلمة.

هذا وجرى مناقشة محاور المؤتمر على ثلاث جلسات، فكانت الجلسة الأولى بعنوان المنهج الوسطي في القرآن الكريم ودور المؤسسات الدينية في ترسيخه وترأسها أ.د. ماهر خضير، رئيس المحكمة العليا الشرعية في فلسطين.

وترأس الجلسة الثانية "بناء الشخصية المسلمة وقضايا الأسرة في المنهج الوسطي" د. أحمد شوباش، في حين كانت الجلسة الثالثة بعنوان "المجتمع والسلم الأهلي في ضوء المنهج الوسطي في القرآن الكريم"، وترأسها د. رائد عاصي، رئيس كلية العلوم الإسلامية – كفر برا.

وفي نهاية المؤتمر، شكر رئيس المؤتمر أ.د. جمال زيد الكيلاني المشاركين، والباحثين ورعاة المؤتمر ثم تلا أهم النتائج والتوصيات.