أقلام وأراء
الثّلاثاء 11 يوليو 2023 10:11 صباحًا - بتوقيت القدس
جنين ومخيمها قالتا لا بيت ولا حديقة لكم عندنا
اسم العملية العدوانية التي شنتها دولة الكيان في الثاني من تموز/2023 على جنين ومخيمها معقل المقاومة الفلسطينية،هو " بيت وحديقة" ..هذا الإسم الذي جرى اختياره بدقة وليس بصورة عبثية ، وفق نظرية العدوان الجديدة التي تطبقها دولة الكيان "أيام قتالية محدودة" بدل المعركة بين حربين،...الإسم يعني بأن كل الأراضي الفلسطينية،هي ارض تلمودية توراتية يحق لمواطني دولة الكيان التجول والتنزه والرقص والغناء فيها بحرية " سداح مداح"، وكانها لا تخص شعب صاحب هذه الأرض براً وبحراً وجواً .....الغزاة اختاروا هذا الإسم وقالوا بان قواتهم تخرج في ايام قتالية الى أي ساحة تشكل تهديداً لوجودها ولجيشها ومستوطنيها ...أيام يحددون هم سقفها زمنياً ومكانياً،بحيث تكون الأمور تحت السيطرة،بمنع تمدد المعركة الى خارج المكان المحدد وعدم التمادي في الزمن لمدة أطول،لكي لا تنفجر الأمور على نحو اوسع يستجلب تدخل ساحات أخرى ...وفي ظل المتغيرات الإقليمية والداخلية المجافية ،كانت حكومة وجيش الكيان يبحثون عن نصر ميداني يعوض فشلهم الإستراتيجي، متوهمين بأن مخيم جنين الذي لم يركع لا في عملية ما عرف بالسور الواقي /2002 ولا عملية ما عرف بكاسر الأمواج،شباط /2022 ، يمكن هذه المرة في ظل حالة فلسطينية ضعيفة ومشتتة وغير موحدة وانهيار النظام الرسمي العربي والدعم الأمريكي والبريطاني وانشغال العالم في الحرب الأوكرانية، قد يوفر لها فرصة هزيمة المقاومة في جنين ومخيمها ..مستخدمة قوة عسكرية ضخمة جداً في عرض عضلات غير مسبوق ....حيث مخيم لا تتجاوز مساحته نصف كليومتر مربع ،حشد له اكثر من الف جندي ومئة وخمسين عربة مدرعة وآلية وقوات النخبة من مجلان وايغوز والدفدفان واليسام واليمام وغيرها ،ناهيك عن الطيران المسير والمروحي والحربي واحدث وسائل التكنولوجيا والتجسس .....
هذا العرض الواسع للعضلات ،كان الهدف منه الإيحاء للمستوطنين ولجمهور دولة الكيان، بأن المقاومة الفلسطينية موجودة في مدينة واحدة ومخيم واحد ويمكن تصفيتها بضربة واحدة ...ونحن ندرك بأنه غير هذا الهدف الإعلامي لرفع معنويات المستوطنين،والأهداف الأمنية والسياسية والإستيطانية من هذه العملية العسكرية،بأن لها اهدافاً لإنقاذ نتنياهو وحكومته من الورطة الداخلية في ظل مظاهرات تتواصل وتتسع للإسبوع السابع والعشرين،على خلفية تفجير تعديل التشريعات القضائية لأزمة دولة الكيان العميقة والممتدة الى تشرين الثاني/1995 مقتل رابين على يد فاشية دولته التي حملت شارون ونتنياهو للحكم، صراع عميق تشهده دولة الكيان حول هوية الدولة، يأخذ الجوانب الأيدولوجية والثقافية ..
هذه "الغزوة" بهذه القوات الضخمة ،..لم تستطع ان تقتحم 1/3 المخيم، وقابلتها المقاومة الفلسطينية في كل زقة وشارع في المخيم بمقاومة شديدة وكثيفة،مستخدمة الكمائن والعبوات الجانبية والقوة النارية الكبيرة، في تعبير عن مدة تطور وتوسع قدرات المقاومة الفلسطينية العسكرية والتسليحية والتصنيعية، رغم كل الحصار، وقدراتها على المناورة والتكتيكات .... مقاومة قالت بأن مخيم الشهداء والأسرى والجرحى والمجال لا يتسع لذكر الأسماء ،مخيم ومدينة ابطال عملية " نفق الحرية" ايلول 2021 ،لن يسقط ولن يرفع الراية البيضاء، فهناك رجال رضعت حليب السباع،ولديها عزم وإرادة وهي ليست مرتجفة ولا مرعوبة ولا تستجدي حماية من هم اعداء شعبنا وشركاء دولة الكيان في العدوان على شعبنا وعلى مقاومته، ولا تبحث عن مصالح خاصة، تبحث عن وطن وعودة لأرض شردت وطردت منها ...
جيش الكيان استخدم كل وحشيته وهمجيته في تدمير شوارع المخيم وتجريف أرضه وطرد وشرد وهجر في اوسع عملية تطهير عرقي 3000 مواطن من سكان المخيم في "بروفا" لما هو قادم في معارك جديدة ستشن على شعبنا،حيث يكون الطرد والإقتلاع والتهجير فيها على نحو اوسع واشمل...هؤلاء المشردين والمطرودين من المخيم قسراً،والذي أراد العدو ان يفك العلاقة بينهم،هم وبقية سكان المخيم مع المقاومة الفلسطينية كبيئة حاضنة لها ...قالوا بصوت واحد بيوتنا فداء المقاومة ...ولعل الرسالة التي تركها اصحاب وسكان احد البيوت التي اضطر سكانه لإخلائه، الى ابطال المقاومة، بأننا تركنا لكم مونة كافية ومبلغ نقدي والبيت تحت تصرفكم وفداكم ولا اسف على طوبه وحجارته ،تعبر عن عمق الإرتباط والعلاقة بين الحاضنة الشعبية والمقاومة.
الكيان كعادته قال وسيقول بأنه حقق الأهداف المرجوة من هذه العملية،كما هو الحال في العمليات السابقة في غزة ونابلس وجنين وغيرها من مدن ومحافظات الوطن ...هذه الأهداف لا تتعدى بنايات سكنية وبنى تحتية ومراكز صحية وطبية ومشافي ومدارس ومدنيين عزل يفترض توفير الأمن والحماية لهم في القانون الدولي والإنساني،لو وجد مثل هذا القانون ،ولكن هناك من يتعمد ويقف الى جانب دولة الكيان ويحميها من أي قرار او عقوبة دولية قد تتخذ او تفرض عليها لخرقها الفظ والوقح للقانون الدولي،ويبقيها دولة فوق القانون،ويصف قتلها للمواطنين الأبرياء والتدمير والتخريب، بأنه " الحق في الدفاع عن النفس" ..ورغم كل هذه الإنكشاف للشراكة ما بين هذه الدولة الإستعمارية وفي المقدمة منها أمريكا والنظام الرسمي العربي المنهار وبريطانيا الإستعمارية، إلا ان هناك فلسطينياً ما زال يراهن على الغرب والتمسك بوهم ما يسمى بحل الدولتين والعيش في غيبوبة سياسة وانفصال عن الواقع غير مسبوقين .
نعم جنين وكتيبة جنين ومعها كل كتائب وفصائل المقاومة والحاضنة الشعبية ومعها كل جماهير واحرار شعبنا على طول وعرض ومساحات الوطن انتصرت على هذا العدوان وأفشلت كل مخططات تركيع جنين ومخيمها ومقاومتها ...والكيان اعاد انتاج فشل استعادته لقوة الردع على نحو اشمل واسع،وجنين ومخيمها ستنتج معادلة ردعها،كما انتجتها غزة مجتمعة بفصائلها ،وحركة الجهاد الإسلامي منفردة ...جنين ومخيمها توجه الرسالة لكل المهزومين والمتخاذلين، بأن من يمتلك الإرادة والتحدي قادر ان يصنع صموداً ونصراً ...دولة الكيان في قادم الأيام ستعمل وفق نظريتي "أعمال أمنية خلف الخطوط للعدو ،وأيام قتالية على الخطوط لتعويض الفشل في الظروف الإقليمية والداخلية المجافية ،وعلى كل محور المقاومة ان يمنعها من تحقيق اهدافها ...وحتماً،هي ستختار الساحات التي ستتحرش بها ،والضفة بمدنها وغزة وربما لبنان ستكون ساحة لعمليات التحرش تلك،ولكن يبدو بان عصر انتصاراتها السريعة ونقل المعركة الى ارض " العدو" قد ولى،وهي تدخل مرحلة الهزائم والتهديد الوجودي.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
سيادة العراق ولبنان في خندق واحد
كريستين حنا نصر
إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين
حديث القدس
توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين
سري القدوة
حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال
د. دلال صائب عريقات
سموتريتش
بهاء رحال
مبادرة حمساوية
حمادة فراعنة
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
"الجنائية" تتحرك أخيراً ضد الجُناة.. قِيَم العدالة في "ميزان العدالة"
اللواء محمد الدعاجنة قائداً للحرس الرئاسي
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
زعيمة حركة استيطانية تدخل غزة بدون علم الجيش لإعادة الاستيطان
هولندا: سنعتقل نتنياهو تنفيذا لقرار المحكمة الجنائية الدولية
ترمب يرشح طبيبة من أصل عربي لمنصب جراح عام الولايات المتحدة
الأكثر قراءة
نتنياهو و"الليكود" يتربصان بغالانت لفصله من الحزب وإجباره على التقاعد
لائحة اتهام إسرائيلية ضد 3 فلسطينيين بزعم التخطيط لاغتيال بن غفير ونجله
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 93)
شارك برأيك
جنين ومخيمها قالتا لا بيت ولا حديقة لكم عندنا