صرح سفير الصين في فلسطين تسنغ جيشين ان القضية الفلسطينية بالنسبة للصين تمثل عدالة دولية لابد من تحقيقها. وقال إن الصين من موقعها المتقدم وشعورها بالمسؤولية ستواصل دعمها الثابت للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، على أساس حل الدولتين والإنصاف للشعب الفلسطيني ورفع المعانة عنه.

وقال السفير جيشين خلال زيارته لمقر جريدة القدس ولقاءه مع مدير التحرير الأستاذ محمد أبو لبدة ومسؤول المراسلين محمد أبو خضير والمدير الإداري والمالي الأستاذ هاني العباسي ومسؤول منصات التواصل الاجتماعي وموقع الجريدة خليل عباسي انه زار السبت مدينة جنين ومخيمها واطلع على حجم الدمار والخسائر التي خلفها العدوان الإسرائيلية وأصيب بحالة من الذهول ولا يرى بهذه الهجمات مدخلاً يقرب للسلام وتعزيز الامن مؤكداً ان السبيل لحل وانهاء النزاع بالمفاوضات والحوار الذي يودي الى انهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية.

وأكد السفير الصيني موقف بلاده الداعم والمؤيد لحقوق الشعب الفلسطيني، ودعم بلاده لمبدأ حل الدولتين. كما أكد على استمرار بلاده بتقديم الدعم لدولة فلسطين في مختلف المجالات التي تخدم فلسطين وشعبها.

وقال انه منذ توليت منصبي قبل ثلاثة أشهر زرت بيت لحم واريحا وجنين وانوي زيارة باقي المدن الفلسطينية وزيارتي لجنين كانت مؤثرة حيث لا نريد ان تصل الأمور الى نقطة الحرب الدامية.

واكد السفير الصيني حرص الصين على المصالحة الفلسطينية الداخلية بين فتح وحماس وبين الضفة وغزة وقال:" ان المصالحة الداخلية تعزز الموقف الوطني الفلسطيني في حال كانت هناك مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي".

ورداً على سؤال حول أهمية تعزيز الدور الصيني وكسر احتكار الإدارة الامريكية عملية رعاية المفاوضات وإمكانية لعب الصين دور الوسيط في المفاوضات ضمن مجموعة دولية أكثر حيادية ونزاهة من الإدارة الامريكية التي تتبنى وترعى الاحتلال وتبرر انتهاكاته، قال السفير جيشين إن الرئيس الصيني طرح مبادرة جديدة من ثلاث نقاط، تشكل استمرارا للجهود الصينية لتحقيق السلام في المنطقة، وتبني على مبادرتيه في 2013 و2017، وجميع المبادرات تحمل رؤية عادلة لحل القضية الفلسطينية.

وأوضح: "تتكون مبادرة الزعيم الصيني الأخيرة من ثلاث نقاط: إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وضمان الاحتياجات الاقتصادية والتنموية للشعب الفلسطيني، والسعي باتجاه استئناف المفاوضات باعتبارها الطريق والخيار الصحيح لجميع الأطراف. مضيفاً أن هذه رؤية الصين الخاصة بالقضية الفلسطينية، وهي تتماشى مع ما طرحه الرئيس جينبينغ سابقا، لكنها تأخذ بعين الاعتبار المستجدات".

وقال: " أن القضية الفلسطينية مسألة معقدة بذلت الصين جهودا مستمرة ومكثفة لحلها بما يضمن استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه الوطنية الثابتة، وهي باعتبارها عضوا دائما في مجلس الأمن، تعمل على دفع عملية السلام في الشرق الأوسط، وتلعب دورا نزيها هدفه تحقيق الأمن والاستقرار لجميع دول المنطقة.

واكد السفير جيشين على أهمية مخرجات زيارة الرئيس عباس للصين، في منتصف حزيران الماضي، وأبعادها التاريخية، والملامح التي رسمتها للعلاقة بين البلدين في المرحلة المقبلة، بعد مرور 35 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين فلسطين والصين. وقال جيشين إن "الزيارة كانت مثمرة وناجحة، وكان أبرز مخرجاتها اعلان الرئيسين عباس وشي جينبنغ شراكة استراتيجية يمكن تلخيصها بثلاث كلمات: صداقة، تعاون، سلام".

وأضاف: أن الرئيس عباس أول زعيم عربي تستقبله الصين هذا العام بعد جائحة كورونا، تلبية لدعوة من الرئيس الصيني شي جينبنغ، وفي هذا دلالة كبيرة على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، والتي بنيت على أساس متين. مؤكداً ان الصين ستواصل دعمها الثابت للقضية الفلسطينية وصولا إلى استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه الثابتة.

وأوضح جيشين أن الشراكة والتعاون الصيني الفلسطيني سيتطور لتنفيذ مبادرات التنمية العالمية، والأمن العالمي، والحضارة العالمية، وستواصل الصين دفع التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق، وتقديم كل دعم ممكن لفلسطين في مختلف المجالات. كذلك، سيعمل الجانبان على دفع مخرجات القمة العربية الصينية الأخيرة التي عقدت في المملكة العربية السعودية في كانون الأول الماضي، كما سيعمل الجانبان على تعزيز التعاون في الشؤون الإقليمية والدولية، والعمل على إقامة نظام دولي متعدد الأطراف بعيدا عن الهيمنة.

وشدد جيشين على دعم الصين لمساعي فلسطين للحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة، "ونحن نشدد على هذه المواقف في كافة المحافل الدولية، بما في ذلك في الأمم المتحدة، وترى أنه يمكنها لعب دور مميز لتمتعها بعلاقات جيدة مع جميع دول المنطقة"..

ورداً على سؤال حول حقيقة تباين التقارير الإعلامية حول تلقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعوة لزيارة بجين او هو من طلب هذه الدعوة، قال السفير الصيني لدينا علاقات صداقة قوية مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي ونحن نطمح ان نسخر هذه العلاقات من اجل إحلال السلام دون تحيز او مصلحة خاصة لتحقيق العدل والسلام والاستقرار في المنطقة.

وأضاف ان العلاقات الصينية الإسرائيلية علاقة منفعة ومصالح مشتركة ونحن نعمل على تعزيز الجهود والرغبة والثقة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لتلعب الصين دوراً في إحلال السلام بين الطرفين، مشيراً الى انه لا يبدوا ان هناك طرف إسرائيلي يرغب في الجلوس الى طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين.

وعقد السفير مقارنة بالدور الصيني في المصالحة والاتفاق الذي تم توقيعه ما بين المملكة العربية السعودية وايران، وقال ان أساس هذا الاتفاق الصداقة القوية التي تجمع الصين مع السعودية ومع ايران ورغبة الطرفين في ان نلعب دور المصالحة هيئ أسباب النجاح للوساطة الصينية، لفت جيشين إلى نجاح الصين في تحسين العلاقات بين السعودية وإيران، حيث "بذلت جهودا حثيثة في هذا الاتجاه وصولا على فصل جديد في العلاقات بين البلدين، وفرت نموذجا جيدا لتعزيز العلاقات بين الدول على أساس الحوار، وتوفر أساسا للسلام في المنطقة، خلافا لدول وقوى أخرى تتحرك لاستغلال الصراعات لتحقيق مصالحها".

واضاف:" أن السعودية وإيران بلدان صديقان للصين، وتثقان بالمواقف الصينية، ولهذا تحققت المعجزة في العلاقات بينهما بجهود صينية.

وقال جيشين أن "تاريخ الصين الذي يعود لأكثر من ٥ الاف سنة مبني على المحبة والسلام ومواقف الصين من قضايا المنطقة نزيهة وعادلة وليس لدينا أطماع ولا نسعى لاستغلال الصراع القائم، بل نعمل على تعزيز الحوار والسلام في العالم، والدور الصيني يحظى بترحيب جميع دول المنطقة، وهي ستتمسك بهذا المبدأ، وعلى أساسه ستواصل جهودها لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط.

وأكد السفير جيشين الحرص على توسيع المجالات التعاونية الإعلامي وترسيخ مبادئ الحرية وتبادل المعلومات لما فيه مصلحة الشعبين الصيني والفلسطيني.

من جانبه قدم خليل العباسي مسؤول منصات التواصل الاجتماعي والموقع والفيس بوك وتوتر شرح عن حجم التفاعل الفلسطيني والعربي والدولي مع موقعنا وكيفية نشر الرواية الفلسطينية منذ تأسيس الموقع وهذه المنصات التي تحظى بشعبية وتفاعل كبير.

وقال ان الموقع الالكتروني الخاص بجريدة القدس متميز وهو الأول الذي ينشر الرواية الفلسطينية باللغات الثلاث العربية والانجليزية والعبرية عبر طاقم مختص في المنصات والمواقع الالكترونية وكذلك صفحة الفيس بوك يتابعها اكثر من ١٠ مليون في الداخل والخارج.

وفي ختام اللقاء قدم السفير جيشين هدية رمزية من التراث الصيني العريق، مؤكداً على دور الإعلام والصحافة الفلسطينية في الصراع القائم داعياً الى أهمية التعاون والتنسيق وتبادل الخبرات الفلسطينية الصينية .