Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

السّبت 08 يوليو 2023 9:45 صباحًا - بتوقيت القدس

معادلة "نتنياهو" والدولة الفلسطينية

لم يكن الفلسطينيون والعرب المناصرون لفلسطين والعالم الحر بحاجة لتصريح عنصري كالذي جاء به رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني "نتنياهو" مؤخرًا حين قال:"ينبغي قطع تطلعاتهم لدولة"، يقصد الفلسطينيين.


ولم تكن مثل هذه التصريحات العنيفة والواضحة، إثر ما عبر عنه من ضرورة الحفاظ على السلطة فقط عندما تكون خادمة لأهدافه، إلا تكريسًا لمفهوم العنصرية والخدمية الاستعلائي الذي يداعب خيال الرجل حين ينظر للآخرين فقط من موقع تنفيذهم صاغرين لأهدافه.


إن الخدمة لأهدافه، عبّر عنها قبل ذلك في كتابه "مكان تحت الشمس" أي مكان له ولعنصريته واحتلاله، حين افترض ضرورة خدمة العرب لأهدافه وعبر ما أصبح "اتفاقيات ابراهامه".


في كتابه الفظيع بلور نظريته العنصرية إزاء العرب عامة في كل الوطن العربي، لأنه اعتبرهم كما رأى ومارس بالفعل: أمة لا نفع منها، ولا تستقيم في نهج الحضارة إلا من خلال قوة الردع والحسم.


وما عبر عنه أيضًا فيما أسماه قانون القومية اليهودية حين قطع وبتر أهم حق للشعوب في تحقيق مصيرها وهويتها، لذا فالشعب الفلسطيني الذي لا يعترف فيه أصلًا مقطوع الصلة بأن يكون شعبًا، فكيف له أن يتحصّل على دولة، في أفظع فهم عنصري بالعصر الحديث.


بل وسبقه بما سمّي قبل عهده الكئيب بقانون "العودة الإسرائيلي" الذي يتيح قبول أي يهودي مواطنًا إسرائيليًا على خلفية خرافة "أرض الميعاد"، والوطن القومي الإستعماري البريطاني الغربي، فيما لا حقّ للفلسطيني الذي هُجّر وطُرد بالنكبة العودة لوطنه وموطن أجداده من آلاف السنين.


لم يكن الفلسطينيون يتوقعون من نتنياهو وحكومته اليمينية أقل من ذلك وهي الحكومة التي خيّرت الفلسطينيين عبر أنبياء الإرهاب فيها "سموتريش" و"بن غفير" أما الخضوع والخنوع، وإما القتل أو التهجير.


الربط الذي عقده نتنياهو بين مصير الرئيس "أبومازن"، وخدمة أهدافه عبر السلطة، وإسقاط الدولة الفلسطينية هي ثلاثية تعبّر عن فعل عدواني على الأرض يتم تكريسه لإنهاء عهد وخدمة مخطط. وبهدف أصبح واضحًا هو كسر شوكة الفلسطينيين وتطلعاتهم العادلة باتجاهاتها المختلفة.


حيث يتم بشكل متكرر وعبر تصريحاته وحكومته وفعل جيشه وعصابات مستوطنيه، الإشارة للفلسطينيين سواء في الشمال أو الجنوب بمنطق الإرهاب تارة أو خدمة أغراضه، فليس لهم إلا أحد الجمرتين فإما يتم اتهامهم بالإرهاب، أويقوموا شاءوا أم أبوا بخدمة الاحتلال! لينعموا بحق تنفس الهواء!


عندما يقرن "نتنياهو" الاحتلال بخدمة أهدافه الاستعمارية والعنصرية، فهو يتحدث عما لا يقل عن نصف مليون انسان من العاملين وعائلاتهم بالسلطة الوطنية ليصمهم بالعمالة لمخططاته كما الحال حين يصرح بأن حقائب المال القادمة من قطر الى قطاع غزة لا تمر الا عبر موافقته ما يعني اتهام "حماس" أيضًا بخدمة مخططاته. وهو في الحالتين يرسل رسالة لمجتمعه المتطرف وناخبيه أنه يمسك بأطراف المعادلة، كما يرسل رسالة للفلسطيني أن كل قياداتكم في الشمال والجنوب في جيبي!
المسار الذي يسير فيه "نتنياهو" وزمرته بالحكومة المتطرفة والذي يُرهب الفلسطينيين فيما بعد "أبومازن" بإشارة للفلتان والاقتتال والصراع على الكرسي وفي معادلة إما إرهابي أو خادم، هو مسار فاشل ولن يمرّره لا القيادة الفلسطينية-على اختلافاتها- ولا الشعب الفلسطيني.


الدولة الفلسطينية التي يفترض أنها معلقة على ما تقوله شفتاه هي قائمة بالحق الطبيعي والتاريخي والطبيعي والقانوني بعد أن دخلت الأمم المتحدة كمراقب عام 2012 وبانتظار تحقيق الاستقلال، للدولة القائمة، تحت الاحتلال.


إن عدوان الجيش الاسرائيلي وعمليات سلب الأرض المتواصلة وهجمات عصابات المستعمرين وتوحش الحكومة المتطرفة في القدس وكامل الوطن لن تهزم إرادة العربي الفلسطيني أبدًا حتى لو كان عدد من الساسة العرب قد خضعوا لقوته وردعه وحسمه.


إن هذا الوطن يعرف أهله وأصحابه ولن يكون الا محتفيًا بهم ، والنصر قادم.

دلالات

شارك برأيك

معادلة "نتنياهو" والدولة الفلسطينية

المزيد في أقلام وأراء

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 82)