أقلام وأراء
الخميس 06 يوليو 2023 10:20 صباحًا - بتوقيت القدس
انتصار مخيم جنين.. المخيم اصل الحكاية وأمل المستقبل
الشعب الفلسطيني تعلم الدرس جيدا منذ العام 1965 عندما تحول المخيم من مخيم اللجوء والمهانة لمخيم المقاتلين. (أم سعد) قالتها في رواية غسان كنفاني التي تحمل اسمها، (خيمة عن خيمة تفرق) فخيمة المهانة وذل التشرد غير خيمة تفريخ الثوار والمقاومة. مخيم جنين اليوم يعيد تأكيد ذات الدرس، فلا يرضى المخيم الركوع والاستسلام لفاشية الصهاينة وآلتهم العسكرية المهولة، بل الصمود والمقاومة والانتصار وحفْر اسمه في سجل بطولات التاريخ الوطني والعالمي، بالضبط كما في العام 2002. مخيم جنين اعتاد البطولة ويورثها لإبنائه جيلاً بعد جيل، فأية رهانات صهيونية غبية على وعي منصهر تندثر لدى جيل جديد يمتشق الإرادة سلاحاً والمقاومة نهجاً، فالكبار يرحلون والصغار يتابعون ليكفهر وجه عجوزتهم غولدامئير في قبرها. لذلك مخيم جنين ينتصر لأن وعي المقاومة تجذر في صفوف ابنائه.
منذ العام 1965 والمخيم أصل الحكاية، حكاية المقاومة والعودة. منه انطلقت الثورة المعاصرة فأعادت وضع فلسطين على خارطة العالم بقوة سلاحها، فلم يعد المخيم بطاقة الإعاشة وزيت السمك وحفنة طحين، بل طوابير تلتحق بقواعد الفدائيين. وفيه وبين أزقته في النصيرات والمغازي والشجاعية والشاطيء فرض المقاتلون بقيادة جيفارا غزة إرادتهم نهاية الستينيات ومطلع السبعينيات، فكان الليل لسيادتهم وقرارهم، والالتحاق بالمقاتلين مطلب شعبي. اما عين الحلوة ونهر البارد وضبية والمية مية وصبرا وشاتيلا وبرج البراجنة فصنعوا في العام 1982 ملحمة اسطورية في المقاومة والالتحام والتصدي رغم الإنكسار العسكري أمام آلة حرب ضخمة ومهولة، ومن جباليا انطلقت شرارة انتفاضة العام 1987 لتحتضنها مخيمات الضفة ولاحقاً أريافها ومدنها فتعم كل الجغرافيا، فكانت مأثرة سجلها تاريخ الشعوب كأبرز حركة شعبية كفاحية ضد الاستعمار. أما في العام 2002 يحول مخيم جنين أزقته وبيوته لساحات مقاومة وإرادة وكمائن فيسجل التاريخ أسماء لا تُنسى، ابو جندل القائد الميداني، طوالبة قائد السرايا، النوباني صاحب الكمين المشهور، ومريم وشاحي معدة الطعام للمقاتلين وغيرهم الكثير. واليوم يعيد مخيم جنين تأكيد اصل الحكاية وكأنه مرسوم له هذا الدور الطليعي في تاريخ رواية المقاومة التي تتحول لجزء أصيل من الرواية الوطنية. اليوم المخيم يضيف انتصاراً لسلسة انتصارات على طريق الانتصار الأعظم.
هو المخيم اصل الحكاية في كل مرحلة من مراحل القضية الوطنية وتاريخ النضال الفلسطيني حتى جاز مرحلة التاريخ الوطني الفلسطيني بتاريخ بطولات المخيم حصراً. يُعلي المخيم خطاب المقاومة أمام خطاب التسوية المذلة، خطاب روح الجماعة الوطنية المقاومة والملتحمة بالقضية، أمام خطاب الفردانية والانجاز الاقتصادي الفردي أيديولوجيا راس المال وعالم المنظمات غير الحكومية، خطاب يُعلي من صيحة الشهداء: المقاومة جدوى مستمرة،ـ أمام خطاب الضعف والعجز والتباكي على عتبات المؤسسات الدولية.
خطاب المخيم ومقاومته هو خطاب العمال والمستخدمين الفقراء الذين يعيشون شظف العيش يومياً فينحفر على جلودهم، العمال والمستخدمين الفقراء الذين انتزعوا من أرضهم كفلاحين في العام 48 وألقي بهم في مخيمات اللجوء ليصنعوا منها حكاية مقاومة وإصرار وإرادة. خطاب المخيم خطاب هؤلاء العمال والمستخدمين، مقاومة المخيم مقاومة هؤلاء العمال والمستخدمين، تاريح النضال الوطني هو بالضبط تاريخهم. هم اصل الحكاية اصلاً. خطابهم هو ذاته خطاب (أم سعد) وكأن مخيم جنين يكرّم كنفاني في ذكرى استشهاده.
وكما في انتفاضة العام 87 عندما التحقت المدن والأرياف بانطلاقة مخيم جباليا، مطلوب اليوم أن تعلن المدينة والأرياف عن حكايتها، وقطعاً ليس من باب (التضامن) فالفلسطيني لا يتضامن مع الفلسطيني، بل يكون ظهره لظهره وكتفه لكتفه، وما اتساع الاشتباك مع المحتلين منذ ليلة الأثنين الفائت لتشمل المدن والمخيمات والأرياف إلا مؤشر على الطريق الصحيح. وما دخول قطاع غزة على جبهة المعركة إلا تاكيد على أن كل فلسطين تعلن عن حكايتها.
قالت اليونان قديما في مثلها: هنا الوردة فلترقص، وهنا القلعة فلتقفز. مخيم جنين يعرف الرقص أمام الوردة حين يجب الرقص، والقفز من فوق القلعة حين يتوجب القفز، وفي الحالتين المخيم ماض لا يلوي على شيء حتى يحقق حلمه وحلم كل اللاجئين بالتحرير والعودة، لأنه بالضبط أصل الحكاية وأمل المستقبل.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
استهداف الصحفيين بالقتل والاعتقال.. محاولة للتعمية على الجريمة الـمُدوّية
أ.د. أبو كشك يشارك في المؤتمر العالمي للغة الصينية في بكين ويوقع اتفاقية تعاون مع جامعة جيان شي
مستعمرون بينهم بن غفير يقتحمون الحرم الإبراهيمي
الأكثر قراءة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 82)
شارك برأيك
انتصار مخيم جنين.. المخيم اصل الحكاية وأمل المستقبل