أقلام وأراء
الثّلاثاء 04 يوليو 2023 10:21 صباحًا - بتوقيت القدس
المقاطعة بحجم الفاتيكان
على الرغم من إجازة العيد، وهي أسرية عائلية على الأغلب، أمضيتها على البحر الأسود، ولكنني لم أتمكن من هروب متابعة الحدث الفلسطيني الإسرائيلي، فالتداخل بات أكثر قوة بين المشروعين حيث لم يكتملا بعد:
اولا : لا المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي استكمل أهدافه ومخططاته على كامل أرض فلسطين رغم احتلالها بالكامل، وتفوقه وقدرته على توجيه ضربات موجعة لكل ما هو فلسطيني، ولكنه فشل استراتيجياً ، نحو طرد كل الشعب الفلسطيني وتشريده خارج وطنه، الذي لا وطن له غيره، كما لم يتمكن من إخضاع الشعب الفلسطيني لرغباته وإرادته وبرنامجه العنصري التوسعي، فالرفض و النضال الفلسطيني المتقطع متواصل بوتائر مختلفة، وأدوات متنوعة حسب الظروف والمعطيات.
ثانيا : ولا المشروع الوطني الديمقراطي الفلسطيني، حقق برنامجه المرحلي الانتقالي نحو تطلعات الشعب الفلسطيني المتمثلة مرحلياً بالعناوين الثلاثة: 1- المساواة في مناطق 48، 2- الاستقلال لمناطق 67، 3- العودة للاجئين، واسترداد حقوقهم وممتلكاتهم في اللد والرملة ويافا وحيفا وعكا وصفد وبيسان وبئر السبع.
وبسبب عوامل عديدة متداخلة فلسطينياً، إسرائيلياً، عربياً ودولياً، وإخفاق مشروع السلطة الفلسطينية وخطواتها التدريجية نحو الإنسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة عام 1967، وقيام الدولة الفلسطينية.
وبسبب هذا الاخفاق، ثمة من يطرح حل السلطة الفلسطينية، بمبادرة ذاتية وطنية، طالما أخفقت، وطالما هي تخضع لممارسة التنسيق الامني مع مؤسسات المستعمرة وان كانت متوقفة الان مؤقتا.
حل السلطة يحمل البراءة السياسية، ودوافع وطنية جذرية، ولكنها تحمل في طياتها وعي خبيث، أو تسرع وطني بريء، أو عدم إدراك لأهمية ما تحقق فلسطينياً.
الاتجاه المتطرف لدى المستعمرة، ممثلا بالائتلاف الحاكم المكون من: 1- اليمين السياسي المتطرف، 2- الاتجاه الديني اليهودي المتشدد ، يرى في حل السلطة الفلسطينية خدمة لتسريع تطبيق برنامجه نحو: 1- القدس الموحدة عاصمة للمستعمرة، 2- أن الضفة الفلسطينية هي يهودا والسامرة أي جزء مكمل للمناطق المحتلة عام 1948، أي جزء من خارطة المستعمرة الإسرائيلية، على كامل أرض فلسطين.
كما ان حل السلطة خدمة لبرنامج انقلاب حركة حماس، المنفردة في إدارتها لقطاع غزة، لتصبح هي عنوان فلسطين الشرعي، فهي نتاج عاملين:
أولهما نضالها وتضحياتها منذ ولادتها عام 1987، وثانيهما فوزها في الانتخابات التشريعية عام 2006 ونيلها الأغلبية البرلمانية لدى المجلس التشريعي، أهلها في : 1- ادارة رئاسة المجلس التشريعي، و 2- تشكيل الحكومة البرلمانية.
لا يدرك العديد من أصحاب الطرح الوطني البريء، أن اسم فلسطين وعنوانها وتمثيلها لو بقي فقط في مساحة المقاطعة في رام الله، سيبقى اسم وعنوان ودولة وسلطة ومشروع فلسطين حياً في قلب فلسطين، صامداً في وجه مخططات نقيضها ،ونقيضها هي المستعمرة، فكلاهما نقيض الآخر: فلسطين نقيض المستعمرة، والمستعمرة نقيض فلسطين، حتى ولو بقيت سلطة فلسطين مقتصرة على مساحة المقاطعة، ومساحتها لا تتجاوز 1 كيلو متر مربع، كما هي مساحة الفاتيكان، فالفاتيكان أيضا لا تتجاوز مساحته 1 كيلو متر مربع، وله 94 سفارة في العالم، وفلسطين المحتلة كاملة باستثناء المقاطعة لها 114 سفارة في العالم، تلك هي الحقيقة السياسية التي يجب الحفاظ عليها وتطويرها، بعيداً عن التنسيق الامني مع مؤسسات الاحتلال ، وبعيداً عن الإنقسام والشرذمة وضيق الأفق السائدة لدى سلطتي رام الله وغزة.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
الشتاء.. فصل من المعاناة في غزة
حديث القدس
أي شرق نريد؟
إياد البرغوثي
مجرما حرب
بهاء رحال
ما الذي يعنيه قرار الجنائية الدولية بحق قادة دولة الاحتلال؟
راسم عبيدات
بانتظار الجهد العربي والإسلامي
أحمد رفيق عوض
خطوة على طريق الانتصار
حمادة فراعنة
التربية والتراث.. قوة الانتماء في مواجهة التحديات
د. سارة محمد الشماس
سيادة العراق ولبنان في خندق واحد
كريستين حنا نصر
إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين
حديث القدس
توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين
سري القدوة
حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال
د. دلال صائب عريقات
سموتريتش
بهاء رحال
مبادرة حمساوية
حمادة فراعنة
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
"الجنائية" تتحرك أخيراً ضد الجُناة.. قِيَم العدالة في "ميزان العدالة"
اللواء محمد الدعاجنة قائداً للحرس الرئاسي
الإمارات تكشف هوية المشتبه بهم بقتل الحاخام كوغان
أي شرق نريد؟
ترمب يرشح طبيبة من أصل عربي لمنصب جراح عام الولايات المتحدة
زعيمة حركة استيطانية تدخل غزة بدون علم الجيش لإعادة الاستيطان
الأطفال في محرقة الإبادة.. استهداف الهوية والوجود والمستقبل
الأكثر قراءة
اللواء محمد الدعاجنة قائداً للحرس الرئاسي
الحكومة الإسرائيلية توافق على قطع العلاقات مع صحيفة "هآرتس"
الفيتو في مجلس الأمن.. أمريكا حارسة مرمى شباكه ممزقة!
زعيمة حركة استيطانية تدخل غزة بدون علم الجيش لإعادة الاستيطان
الفيتو في مجلس الأمن... أمريكا حارسة مرمى شباكه ممزقة!
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
نتنياهو و"الليكود" يتربصان بغالانت لفصله من الحزب وإجباره على التقاعد
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%52
%48
(مجموع المصوتين 107)
شارك برأيك
المقاطعة بحجم الفاتيكان