فلسطين

الأحد 02 يوليو 2023 9:43 مساءً - بتوقيت القدس

هكذا سرق الاحتلال أحلام وأماني الطفلة بتول!

جنين - "القدس" دوت كوم - علي سمودي

لم تفرح الطفلة بتول (13 عاماً)، كباقي الأطفال بعيد الأضحى المبارك الذي استقبلته مع والدتها وأسرتها في مقبرة الشهداء بمخيم جنين، بزيارة والدها وشقيقها اللذان استشهدا برصاص الاحتلال خلال العدوان الإسرائيلي على المخيم بفارق 6 شهور، فشقيقها البكر المقاوم قتله قناص إسرائيلي خلال مجزرة المخيم الجديدة التي ارتقى فيها 10 شهداء بتاريخ 26-1-2023، أما والدها الذي ترتبط به بعلاقة وطيدة، فقد قتل برصاص قناص خلال العدوان الأخير على المخيم بتاريخ 20-6-2023 والذي ارتفع عدد شهداءه لـ7.

بحزن وألم، قالت الطفلة بتول لـ"القدس"  دوت كوم، "ما ظل بحياتنا فرح وعيد، الاحتلال دمر كل شيء، قتلوا والدي وشقيقي، فأي معنى وطعم للعيد؟، راح نظل حادين طوال العمر".

فشلت كل المحاولات، للتخفيف من صدمة وألم الطفلة، التي بكت بلوعة على ضريح والدها وشقيقها في عيدهما الأول بعد استشهادهما، وأبكت الجميع وهي تروي على مسامعهم، تفاصيل آخر لحظة جمعتها مع والدها الليلة التي سبقت استشهاده، فحدثها عن حلم جميل، وما زالت تردد، أن "الاحتلال سرقه منها بحرمانها والدها للأبد".

تقول الطفلة بتول: "في آخر ليلة، تعيشنا مع بعض، أنا وأبوي وشرح لنا عن خطته عشان بدنا نبني بالأرض الي اشتراها، كان سعيد جداً وهو يقبلني ويفرجيني موقع غرفتي الي بده يبنيها الي، وحكالي بدي أحطلك عليها برندة عشان تجلسي وتدرسي وتفرحي".

وتكمل وهي تبكي: "مين بده يبني بيتنا ويحقق حلمي، أبوي حكالي بدي أعملك غرفة جميلة، وأحطلك مكتب، حتى زعل أخوي محمد، وقاله بدي غرفة زي بتول، واليوم استشهد أبوي، وسرق الاحتلال حلمي".

في مخيم جنين، ولد وعاش وتزوج اللاجئ أمجد عارف أبو جعص، ورزق بأربعة أفراد بينهم طفلة، عاش حياته مكافحاً من أجل أسرته التي فجعت بنبأ استشهاده، وتقول زوجته أم وسيم، " \لم يكن مسلحاً أو مطلوباً أو يشكل خطراً على الأمن الإسرائيلي، سعى دوماً لنعيش حياة كريمة، ولكنه كان يرفض الاحتلال والذل ويؤيد المقاومة، فكان يشجع وســيــم ويعتز ببطولته وجرأته في مقاومة الاحتلال".

بحسب الشهود، فإن المواطن جعص ، كان يمر قرب مدرسة الوكالة على أطراف المخيم مستخدما عربة "سكوتر" بشكل طبيعي، وفجأة بدأ قناصة الاحتلال بإطلاق النار، أثناء العدوان على المخيم، صبيحة 20-6-2023، والذي تحول لمواجهات مسلحة عنيفة وكمائن تمكنت خلالها المقاومة من إعطاب 7 دوريات الاحتلال وإصابة 7 من جنوده.

ويؤكد الشهود، أن الموقع الذي تواجد فيه جعص لحظة إصابته، كان بعيداً عن موقع العملية والمواجهات في حي "الجابريات"، لكن قناصة الاحتلال تعمدوا إطلاق النار الذي، أدى لوقوع إصابات لمدنيين في المنازل كالطفلة سديل نغنغية التي استشهدت لاحقاً بعدما أصيبت بساحة منزلها، أما أبو جعص، فعندما اشتد إطلاق النار، اختبأ مع صحفيين ومدنيين قرب مبنى مدرسة وكالة الغوث قرب دوار العودة، وفجأة وقع ممداً على الأرض بعدما أصابه قناص بعيار بالبطن، وبقي ينزف على الأرض لفترة من الوقت دون أن يتمكن أحد من الوصول إليه ونجدته بسبب كثافة إطلاق النار، وبعد فترة تمكنت طواقم الإسعاف من انتشاله ونقله في حالة خطيرة للمشفى.

وتقول الزوجة أم وسيم: "وصلني الخبر من الناس، أصبحوا يرسلون لي فيديوهات لحظة إصابته التي كانت مروعة وشاهده على جريمة الاحتلال، فقد تبين أن الرصاص من نوع دمدم، انفجرت في بطنه".

وتكمل: "أصيب بنزيف وتناثرت الشظايا في البطن، ونقل لمستشفيات نابلس، لكن فشلت جهود الأطباء في إنقاذ حياته، وانضم لابننا البكر الشهيد وسيم، رحمهما الله وأسكنهما فسيح جناته، وربي يشفي جرحانا ويرحم كل شهداء فلسطين".

كباقي العائلة، وفي مقدمتها والدي الشهيدين وأطفاله، انهارت أم وسيم في لحظات الوداع الأخيرة لرفيق دربها، وقالت: "قبل 6 شهور، ودعت ابني بحزن ولوعة، واليوم زوجي، فأي شريعة أو قانون يجيز هذا الظلم والإرهاب، إلى متى سيبقى الاحتلال يدمر حياتنا ويحرمنا الأحبة؟".

وتكمل: "منذ استشهاد وسيم، وأحمد يتمنى اللحاق به والشهادة، لقد أوصانا بدفنه لجانبه، واليوم كرمه رب العالمين بالشهادة وذهب عن حبيب قلبه وسيم، ربي يهنيهم بالجنة".

بين الدموع والأهازيج ، ودعت العائلة ونساء المخيم الشهيد جعص، وألقى والده نفسه فوق جسده، وهو يقبله ويبكي، وقال: "ودعت الابن والحفيد والحمد الله، ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم الذي نسأله أن يتقبلهم من الشهداء الصالحين".

وأضاف: "ابني امجد الثالث في أولادي، لكنه دائماً حنون علينا كثير، و كل ما كان يروح من الشغل لازم يمر علي ويسلم ويبوسني ويبوس والدته، ويشرب فنجان قهوة عنا ويروح على بيتوا، ما كان يتركنا، وكل آخر شهر يعطينا مصروف".

وأضاف: "من النكبة حتى اليوم، شفت كثير ويلات ومأسي وأحزان، لكن ما في اشي أصعب من خبر استشهاد حفيدي وسيم وأبوه، ولكن الحمد الله على كل حال، إن شاء الله يكونوا مقبولين عند الله".

طوال حديثه، قاوم الجد جعص الدموع التي سرعان ما انهمرت وهو يستقبل المعزين بعد دفن أمجد، لكنه سرعان ما استعاد عزيمته ومعنوياته، وقال بغضب: "رسالتي للاحتلال، احنا صامدين ومابهمنا، كل يوم احنا بنقدم شهيد وعلى درب المقاومة".

وأضاف: "ما في مجال يضلوا يقتلوا فينا، و ما في مفر احنا مع المقاومين وبدنا نقاوم وبدنا حقنا ونعيش بكرامتنا، لا همي قابلين يعملوا صلح ولا سلام، أخذوا أراضينا في النكبة، ولاحقينا على أرض ساكنين فيها احنا ومش النا".

وأكمل: "بدنا نقاوم ونظل حاملين راية أمجد ووسيم، في النكبة أخذوا أرضنا الي فيها أوراق طابو تركي ومساحتها 400 دونم، وراح يجي يوم ونرجعها ونحقق حلم أمجد وكل الشهداء".

دلالات

شارك برأيك

هكذا سرق الاحتلال أحلام وأماني الطفلة بتول!

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الإثنين 29 أبريل 2024 9:46 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.8

شراء 3.79

دينار / شيكل

بيع 5.37

شراء 5.35

يورو / شيكل

بيع 4.1

شراء 4.04

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%74

%21

%4

(مجموع المصوتين 192)

القدس حالة الطقس