نشرت مجلة نيوزويك الأميركية الخميس تقريرا تحت عنوان "إسرائيل تخشى أن الأسلحة الأمريكية المقدمة إلى أوكرانيا تقع في النهاية في أيدي إيران"، نقلت فيه عن قائد رفيع المستوى في الجيش الإسرائيلي قوله إن إسرائيل قلقة من مخاطر وصول الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة ودول غربية أخرى لأوكرانيا في نهاية المطاف إلى أيدي أعداء إسرائيل في الشرق الأوسط، بما في ذلك إيران.

ويقول التقرير : "ومع تأييد الخبراء لهذه المخاوف أيضاً، يمكن أن يمثل الموقف فصلاً آخر في إرث تحول مسار شحنات الأسلحة الأمريكية الطويل، وتمكين خصوم كل من إسرائيل والولايات المتحدة في منطقة أخرى حافلة بالاضطرابات بينما ينصب تركيز الحكومات الغربية على الصراع المتقلب الدائر في شرق أوروبا. وقال القائد الإسرائيلي، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الموضوع، إنه تجري مراقبة أي تحويل لمسار الأسلحة، مثل نظام "جافلين" للصواريخ المضادة للدبابات، تقوم به القوات شبه العسكرية العاملة على جانبي حرب روسيا وأوكرانيا".

وتنقل المجلة عن القائد العسكري الإسرائيلي قوله " إن التشكيلات الموالية لروسيا تميل إلى نقل الأسلحة المستولى عليها بسبب العلاقة الدفاعية الوثيقة بين موسكو وطهران، في حين يُعد المال هو دافع العناصر الموالية لأوكرانيا إلى حد كبير لتهريب الأسلحة".

وقال القائد العسكري الإسرائيلي إن الطريق الرئيسي كان عبر البحر الأسود إلى البحر الأبيض المتوسط، وقال إن الوضع "خطير للغاية" بسبب قلقين رئيسيين بالنسبة لإسرائيل. وأوضح للمجلة أن "القلق الأول هو أنهم يستطيعون إجراء أبحاث حول هذه القدرات ومن ثم تعلم كيفية تصنيعها، وأنا أتحدث بشكل خاص عن إيران؛ والمشكلة الأخرى هي أننا قلقون للغاية من أن تقع بعض هذه القدرات في أيدي حزب الله وحماس".

وقال القائد الإسرائيلي إنه من الصعب التأكد بوضوح من الحجم الدقيق للأسلحة المهربة بسبب تركيز الجيش الإسرائيلي التقليدي على مراقبة الأحداث في الشرق الأوسط فقط، في حين يتسع نطاق التدفق الحالي للأسلحة إلى أوروبا وشمال إفريقيا. وقال القائد الإسرائيلي إن "بناء صورة كاملة يمثل تحدياً حقيقياً ولكننا نرى المؤشرات، والمؤشرات تقول إن هذا مقلق للغاية".

وتظهر هذه المخاوف في وقت تتصاعد فيه التوترات بين إسرائيل وإيران، اللتين تواصلان تبادل التهديدات.

"كما شهدت إسرائيل تطورات مقلقة أقرب إلى أرض الوطن، حيث تفاقمت أعمال العنف الإسرائيلي-الفلسطيني بشكل ملحوظ خلال العام الماضي، مع اندلاع بعض أكثر الاشتباكات حدة حول قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس، في حين أجرى حزب الله والجيش الإسرائيلي تدريبات متنافسة على كل جانب من الحدود اللبنانية-الإسرائيلية" بحسب المجلة.

وقد صرحت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة لمجلة نيوزويك بأنها "ليس لديها معلومات" بشأن النقل المحتمل لمعدات أميركية من روسيا ولكنها ألقت باللوم على واشنطن في تأجيج الحرب من خلال حزم الأسلحة العديدة المقدمة إلى كييف. وقالت البعثة الإيرانية: "نشعر أنه مع استمرار هذه الحرب كل يوم، ستصبح فرصة السلام أكثر صعوبة؛ وبالإضافة إلى ذلك، سيكون الضرر الدائم الذي ستسببه هذه الحرب قاسياً بالنسبة لشعوب المنطقة والسلام العالمي بشكل عام".

وأضافت البعثة للمجلة أنه "لذلك، فالحل لإنهاء هذه الحرب ليس إرسال أسلحة إلى أوكرانيا، وإنما هو تشجيع وتسهيل ومساعدة الجانبين على الجلوس خلف الطاولة وإيجاد حل لإنهاء هذه الحرب".

وأقر مسؤولون أميركيون بمخاوفهم بشأن تحول مسار الأسلحة التي قدمها البنتاغون، رغم أنهم قللوا إلى حد كبير من المخاطر، مؤكدين أن الإجراءات التي اتخذتها كل من واشنطن وكييف لمنع التدفق غير المصرح به للأسلحة كانت ناجحة إلى حد كبير.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية لنيوزويك: "تظل الحكومة الأميركية مدركة تماماً لخطر التحويل غير المشروع المحتمل، وتتخذ خطوات استباقية للتخفيف من هذا الخطر بالتعاون الوثيق مع حكومة أوكرانيا، حيث نتواصل معها عن كثب وعلى أعلى المستويات لضمان مساءلة المساعدة، حتى في خضم حرب روسيا غير العادلة وغير المبررة على أوكرانيا؛ وأوكرانيا ملتزمة بتأمين المعدات والتكنولوجيا التي تبرعت بها الولايات المتحدة لها وتواصل تقديم تعاون وشفافية استثنائيين".