أقلام وأراء
الأربعاء 14 يونيو 2023 11:16 صباحًا - بتوقيت القدس
ضبابية خطاب نتنياهو
"لا عودة لحدود 1967، ونهر الأردن هو حدود إسرائيل الشرقية، والكتل الاستيطانية الثلاث الكبرى في شمال ووسط وجنوب الضفة الغربية ستبقى تحت السيادة الإسرائيلية"، بهذا القول اختصر رئيس وزراء إسرائيل الأسبق، إسحاق رابين، الأمر غداة توقيعه لاتفاق أوسلو عام 1993. E1اسم تم تداوله في الأيام القليلة الفائتة وهو مشروع قديم جديد طرح على بساط البحث في أروقة اجتماعات مجلس الوزراء الإسرائيلي، وهو ضم المنطقة الواقعة بين مستوطنة معاليه ادوميم والقدس وحسب المخطط اطلق عليه القدس الكبرى، فرغم ضغط البيت الأبيض عدم المضي في هذا المشروع بناءً على تفاهمات العقبة وشرم الشيخ اللذين تما برعاية أمريكية، لكن تبقى فرصة تحقيقه واردة في أي لحظة على الأرض، فتنفيذه يوحي بذلك، فالمتتبع لما يجري في تلك المنطقة من مصادرة للأراضي ونصب الحواجز العسكرية من شأن ذلك هو بداية تقسيم الضفة الغربية، الحاجز العسكري الواقع جنوب شرق القدس المسمى " الكونتينر" شاهد منذ عقدين من الزمان على سياسية الفصل، فصل الضفة الغربية شمالها عن جنوبها.
نتنياهو على خطى سلفه
الضبابية المطلقة في خطاب نتنياهو كان في دعم الاستيطان في الضفة الغربية تطور إلى المطالبة بضم الضفة الغربية وغور الأردن، واصبح جديا اكثر في تحقيق هذا الحلم لكسب أصوات المستوطنين لصالحه، فحزب الليكود الذي خرج من رحم حركة حيروت الذي رفض فكرة التقسيم عام 1947 وقد نادت الحركة وقتها بضم الضفة الغربية آجلا أم عاجلا، ورفعت شعار "للأردن ضفتان أولاهما لنا، وثانيتهما لنا"، كما تأثر حزب الليكود بأفكار حزب ماباي الذي اعترف بقرار التقسيم لكسب دعم واعتراف هيئة الأمم المتحدة بدولة الاحتلال، خديعة استخدمها زعيم حزب ماباي، ونجح في ذلك، وفعلا على هذا الخط والنهج يسير رئيس وزراء إسرائيل، وهو كسب الولايات المتحدة لصفه، في المقابل يضغط باتجاه كسب دعم أمريكيا في ضم الضفة العربية، ففي طريقة حزب ماباي عبرة ودروس مستقاه، لقد اعترفت هيئة الأمم المتحدة بإسرائيل، وتجاوزت في تطلعاتها خط التقسيم، وسيطرت على ما يقارب 77% من أرض فلسطين التاريخية، فالضفة الغربية الفريسة الثانية التي يحاول الاحتلال أن يفترسها رغم انه نال من الجزء الأكبر منها، لكنه يروم إلى ابتلاعها كلها.
المدارس الفكرية الصهيونية واحدة
هنالك مشروعان اساسيان لفكرة ضم الضفة الغربية وهو مشروع “إيغال آلون" والمشروع الثاني "متتياهو دروبلس" المشروع الأول هو ضم مساحة أكبر من الضفة الغربية وعدد سكان أقل، وأما المشروع الثاني ضم وزيادة في عدد المستوطنين، هكذا تبدو المدارس الفكرية الصهيونية في البراعة وحسن التخطيط، لا يسقط فكرها بالتقادم، فإذا ذهب حزب لا يعني تبددت أفكاره، على العكس سرعان ما تعمل الحركات والأحزاب الصهيونية من إعادة احياء الفكر القديم وترميمه، فكل ما طرح حول فلسطين وكيفية السيطرة عليها من بداية مؤتمر بازل عام 1898 حتى اليوم هو فكر ينص على تهويد فلسطين والسيطرة عليها بطرق عديدة، منها القتل والتشريد واصناف العذاب الأخرى، وهذا يعتمد على أفكار الحاخامات عندهم ، وقد أوضح "اليعيزر ملماد"، وهو من رجال الدين المنتمين للصهيونية الدينية، أن ترك الضفة الغربية خارج السيطرة الإسرائيلية ممنوع وفق الشريعة اليهودية، فمؤخرا بدأت سياسة الضم أو ما يتداول إعلاميا بالضم الزاحف يتجسد في مشاريع وبرامج الأحزاب اليمينية كلها، وخاصة تيار الصهيونية الدينية، الذي بدأ يجتاح الضفة الغربية عبر المستوطنات والبؤر الاستيطانية، التي تُفتّت الضفة الغربية إلى مناطق منعزلة عن بعضها البعض. ووفق معتقدات تيار اليهودية الصهيونية، فإن أرض الضفة الغربية يجب أن تبقى تحت السيطرة الإسرائيلية، لما في ذلك من تقريب لعودة المسيح، والأبعد من ذلك، فإن السيطرة على الضفة الغربية يجب أن تؤدي إلى بناء الهيكل مكان المسجد الأقصى.
أطروحة ما بعد الصهيونية ولدت ميتة
ومن يتابع المشهد عن قرب يلاحظ أن الصهيونية الدينية نجحت لحد بعيد في فرض رؤيتها فيما يتعلق بالسيطرة على القرار الإسرائيلي المتمثل في المؤسسات الرسمية، فهي ماضية في السيطرة على الجزء الأكبر من الضفة الغربية، وهذا السباق الاستيطاني المتدحرج يعني بحد ذاته عودة المسيح المخلص، ولقد لعبت الصهيونية الجديدة تحت مكون التقارب الايدلوجي بين اليمين العلماني والتيار القومي الديني دوراً كبيراً في زيادة الاستيطان وتمكين المستوطنين من الضفة الغربية، فاحتلال سدة الحكم في دولة الاحتلال يعتبر تحولا ضد اطروحة ما بعد الصهيونية، وهذا ما يلمس من خلال تصرف حكومة اليمين، فكان ميلاد الصهيونية التوفيقية التي امتزجت فيها جميع التيارات الصهيونية تحت اطار الاستيطان في جميع أرض فلسطين، وهو تحول كبير بين ما كان وما يحصل اليوم، وبين فجوة البعد الايدولجي والديني الذي انصهر في بوتقة واحدة، والخلاف العميق الذي كان بين توجهات كل طرف، المشهد الحالي هو التوافق والانسجام في تحقيق رؤية الدولة اليهودية الخالصة بقومية واحدة ،ولا مكان للعرب فيها.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام
بهاء رحال
المقاومة موجودة
حمادة فراعنة
وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي
سري القدوة
هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!
محمد النوباني
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
الاحتلال الإسرائيلي يتوغل في القنيطرة السورية ويعتقل راعيا
الأكثر قراءة
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 81)
شارك برأيك
ضبابية خطاب نتنياهو