أقلام وأراء
الخميس 08 يونيو 2023 10:03 صباحًا - بتوقيت القدس
أوكرانيا والطريق إلى السلام
لا بد أن ينتهي أي تقييم دقيق للحرب في أوكرانيا إلى أنه لا توجد نهاية متوقعة للصراع. فكل من روسيا وأوكرانيا تصعد هجماتهما الآن. وتواصل روسيا العثور على مصادر لتعزيز أسلحتها، والولايات المتحدة إما تزود أوكرانيا بالأسلحة أو تيسر نقل حلفائها الأسلحة المتقدمة الجديدة إلى أوكرانيا. القانون الدولي «يجري اتباعه في حالة الخرق أكثر مما يجري اتباعه في حالة الالتزام به»، لا يمكن لأوكرانيا اللجوء إلى الأمم المتحدة أو محكمة العدل الدولية.
وكلتا المؤسستين اللتين تم إنشاؤهما على وجه التحديد للتعامل مع هذا النوع من السلوك عاجزة عن الحركة بسبب الافتقار إلى القدرة أو إلى الاعتراف أو إلى الدعم من قوة عظمى، أو كل هذا معاً. ونتيجة لذلك، انقسم العالم إلى معسكرات.
فهناك الولايات المتحدة تقود مجموعة واحدة من الدول الغربية بشكل أساسي تدعم أوكرانيا، وهناك روسيا تقود زمرة أصغر من المؤيدين، وهناك الصين رغم أنها ليست في المعسكر الروسي بشكل علني، لكنها تلعب دور «عدم الانحياز» مع البقية. ولم تحقق الجهود المبكرة لإدارة بايدن معاقبة روسيا من خلال العقوبات سوى نجاح محدود، حيث اختارت معظم الدول في جنوب الكرة الأرضية الالتزام بعدم الانحياز أو السعي وراء «الحكم الذاتي الاستراتيجي».
وفي بعض الحالات، يرجع ذلك إلى نقص الثقة في الولايات المتحدة. وبسبب السياسة الخارجية الأميركية التي حيرت العالم في العقدين الماضيين، لا يُنظر إلى الولايات المتحدة على أنها شريك موثوق به. وكثير من دول جنوب العالم غير راغبة في المخاطرة بعلاقاتها التجارية القوية وعلاقاتها الاستثمارية مع روسيا والصين. وبعد احتلالنا لأفغانستان والعراق، وهجومنا لتغيير النظام في ليبيا، وهجمات الطائرات المسيرة في بلدان عبر آسيا وأفريقيا، من الصعب على الدول الأخرى السير في ركاب الولايات المتحدة باعتبارها منارة الصواب.
وبالنسبة للعالم العربي، فإن هذه المعايير المزدوجة تثير قلق الشعوب بشكل خاص. فالغضب من الهجمات التي تستخدم قوة مفرطة على المدنيين والصراع على ضم الأراضي، قد يجد البعض أن له ما يسوغه. لكن ادعاء الولايات المتحدة للقيادة الأخلاقية غير مقنع أو حتى منافق لكثير من العرب.
وأخيراً، هناك حجة مفادها أنه يجب على الدول أن تتحد معا لمعارضة السلوك الذي يهدد «النظام الدولي الليبرالي القائم على القواعد». وهذا التصور الأميركي الفريد يتجاهل ذكر القانون الدولي أو الاتفاقيات الدولية التي دأبت الولايات المتحدة على انتهاكها، أو ذكر المحكمة الجنائية الدولية التي لا تعترف بها الولايات المتحدة ولا تذكرها إلا حين تخدم مصالح الولايات المتحدة.
ويخفي هذا محاولة أميركية لتطبيق حسب ما اتفق «للقواعد» التي تريدها لإنشاء «نظام» تريده. ونظرا لهذا الانفصال وانعدام الثقة المتزايد بين الولايات المتحدة ودول أخرى كثيرة، دخلنا في حرب باردة جديدة، بدلا من حشد العالم ضد الحرب في أوكرانيا. وتعارض بعض الدول قيادتنا في حين أن معظمها متردد ويضع قدما في معسكر ما والثانية في معسكر آخر. والحقيقة المأساوية أنه عندما يوفر أحد الجانبين أسلحة جديدة، فإن الآخر سيفعل مثله.
وحين يصعد أحد الطرفين الإجراءات، فإن الآخر سيحذو حذوه. ونتيجة لذلك، قد تستمر هذه الحرب إلى أجل غير مسمى، مما يشكل مخاطر لا توصف على الشعب الأوكراني وإمكانية اندلاع حرب إقليمية أوسع. وحان الوقت لتهدئة الأوهام من «هزيمة مذلة تامة» ورسم طريق نحو حل هذا الصراع الذي لا يمكن الانتصار فيه. وبدلا من إذكاء النار بمزيد من الوقود، يجب على الولايات المتحدة أن تضع الصين تحت الاختبار من خلال دعوتها للانضمام إلينا في حشد تحالف سلام متعدد الجنسيات جديد لتأمين السيادة والأمن للاوكرانيين.
وإذا طلبنا تغيير المنظور والخطاب، سيتعين علينا تقديم حوافز لصنع السلام. بدلا من الضغط على الآخرين لدعم ما أصبحوا يعتبرونه حربنا، وإجبارهم على عدم الانحياز، يجب أن ندعوهم للانضمام إلى حملة من أجل السلام والأمن والاستثمار والتجارة التي يمكن أن تفيد شرق ووسط أوروبا. وقد يبدو هذا غير واقعي، لكنه مسار أفضل من المهمة الحمقاء لإذكاء هذا الصراع لسنوات قادمة، مع توقع لا صلة له بالواقع بإمكانية تحقيق نصر كامل.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
سيادة العراق ولبنان في خندق واحد
كريستين حنا نصر
إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين
حديث القدس
توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين
سري القدوة
حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال
د. دلال صائب عريقات
سموتريتش
بهاء رحال
مبادرة حمساوية
حمادة فراعنة
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
"الجنائية" تتحرك أخيراً ضد الجُناة.. قِيَم العدالة في "ميزان العدالة"
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
اللواء محمد الدعاجنة قائداً للحرس الرئاسي
زعيمة حركة استيطانية تدخل غزة بدون علم الجيش لإعادة الاستيطان
مستعمرون بينهم بن غفير يقتحمون الحرم الإبراهيمي
"العمل": صرف دفعة مالية جديدة لمساعدة عمال غزة المتواجدين في الضفة
الأكثر قراءة
نتنياهو و"الليكود" يتربصان بغالانت لفصله من الحزب وإجباره على التقاعد
لائحة اتهام إسرائيلية ضد 3 فلسطينيين بزعم التخطيط لاغتيال بن غفير ونجله
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 93)
شارك برأيك
أوكرانيا والطريق إلى السلام