Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

السّبت 03 يونيو 2023 8:07 صباحًا - بتوقيت القدس

أشرف الشيخ إبراهيم .. مطارداً وأسيراً ثم مقاوماً وشهيداً

جنين - "القدس" دوت كوم - علي سمودي


بالأهازيج والدموع، ودعت والدة وعائلة الشيخ إبراهيم في مدينة جنين، نجلها المشتبك، العقيد في جهاز المخابرات العامة الفلسطينية، الشهيد أشرف محمد أمين الشيخ إبراهيم (38 عاماً)، أحد قادة كتائب شهداء الأقصى، والأسير المحرر الذي لطالما تمنى الشهادة، كما يقول رفاقه، أنه منذ بداية حياته قاتل وقاوم من أجل وطنه وليكون شهيدًا.


جنين التي ارتدت زي الحداد والإضراب حزناً على شهيدها الذي نشأ وتربى وعاش فيها، وسط أسرته منذ عودتها من دولة الكويت التي عمل فيها والده لسنوات طويلة.

عم الشهيد، أمين نمر الشيخ إبراهيم، أوضح لـ"القدس" دوت كوم، أن أشرف يعتبر الرابع في أسرته، تميز منذ صغره، بنشاطه وفعاليته وحبه لوطنه وروحه الوطنية، موضحاً أنه على مقاعد الدراسة، بدأ نشاطه بالمشاركة في المسيرات والفعاليات الوطنية، وعندما اندلعت انتفاضة الأقصى أصبح مقاوماً، فاعتقل مرتين، وقد انتسب لجهاز المخابرات العامة وأصبح برتبة مقدم، وكان ملتزماً بدوامه ووظيفته، ومنذ فترة بدأ يخطط لمستقبله، وقبل عشرة أيام فقط احتفلنا بخطوبته وعقد قرآنه. كما قال.

وأضاف: "لا تتوفر لدينا معلومات حول ظروف إصابته واستشهاده، ولكن هذا نصيبه وقدره في الحياة، ربنا اختاره شهيداً، ونسأله عز وجل أن يتقبل شهادته".

منذ إعلان إصابته برصاص الاحتلال ثم استشهاده، ورغم الحزن والغضب، لم يتوقفه رفاقه في الأسر والسلاح والمقاومة، عن الحديث عن بطولاته وشجاعته في مقاومة الاحتلال، وذهبت كتائب شهداء الأقصى في بيان نعي أشرف للتصريح بأنه "أحد أبطالها ومناضليها ومقاتليها الأبطال"، وهو ما يؤكده رفاقه الذين قالوا "لم يتأخر عن معركة أو مواجهة وكلما نفذ الاحتلال عدواناً على جنين والمخيم، كان يعمل بصمت وسرية، لإيمانه بحق شعبنا المشروع في مقاومة الاحتلال الذي لم يهابه يوماً".

وذهب أحد الأصدقاء للقول "كان بشجاعته وبطولته، كمن يحمل روحه على كفه، دوماً في مقدمة الصفوف، يرتدي الكوفية أو اللثام، وينخرط في صفوف المقاومين دون أن يكشف وجهه أو يعرف هويته أحد".

ويؤكد رفاقه الذين عاشوا معه تجربة النضال والمقاومة، أنه منذ اندلاع انتفاضة الأقصى الثانية، انضم لكتائب شهداء الأقصى في ريعان الشبان، ولدوره البطولي وصلابته وشجاعته، استهدفه الاحتلال وطارده حتى اعتقل في المرة الأولى وهو بسن 18 عاماً، فخاض معركة المواجهة في أقبية التحقيق، وحكم بالسجن لمدة 6 سنوات، قضاها صامداً معطاءً، وببطولة وتحدي خلف القضبان، وبعدما أنهى محكوميته وتحرر، ورغم انتسابه لجهاز المخابرات العامة، لم يتوقف لحظة عن النضال، فاستأنف المسيرة، وتابع مسيرته النضالية، ليعيش تجربة الاعتقال مرة ثانية على مدار خمسة سنوات، كما قضت محاكم الاحتلال بسجنه، فانخرط مرة أخرى، في صفوف الحركة الأسيرة، وشكل نموذجاً لبطولات وتضحيات الأسرى ودفاعهم عن كرامتهم وحريتهم.

كعادته، يروي رفاقه المقاوم أشرف، عندما سمع باقتحام الاحتلال لمدينة جنين، فجر أمس، لم يتأخر عن تأدية واجبه، استل بندقيته، وتسلل تحت جنح الظلام، بين أزقة المراح والبلدة القديمة حتى وصل إلى حي السيباط، واشتبك مع قوات الاحتلال، التي اقتحمت أحياء جنين، معززة بأكثر من 50 دورية عسكرية، ضمن حملاتها المستمرة ضد جنين ومخيمها.

ووفق رواية الشهود لـ"القدس" دوت كوم، فإن الشيخ إبراهيم اشتبك مع قوات الاحتلال في مدخل حي السيباط وسط المدينة، وأصيب بعيارين ناريين متفجرين الأول في البطن، وأدى لتفتت الكبد والثاني في بالصدر واخترق الرئة، ونقل على إثره لمستشفى الشهيد خليل سليمان الحكومي ثم مستشفى الرازي وبعد فشل الجهود الحثيثة لإنقاذ حياته أعلن إستشهاده، الذي فجر غضب وحزن رفاقه وأسرته وفي مقدمتها والدته الستينية أمنة الشيخ إبراهيم "أم باسل"، التي خنقت الدموع أنفاسها وكلماتها، ولم تقوى خلال وداعه الأخير ومغادرتها منزلها سوى القول "مع السلامة يا حبيب قلبي وعمري، مع السلامة يا عريس ربنا يتقبل شهادتك".

وأضافت: "الله يرحمك يا حبيب امك، ويجمعنا فيك في الفردوس الأعلى، فقد طلب الشهادة ونالها".

وروت الوالدة، أن أشرف جلس مع ابنة شقيقته الصغيرة، وسألها: "هل إذا استشهدت بتبكي علي؟، فأجابته: نعم ، فطلب منها تقبيله فوراً من الآن، اليوم أدركت معنى كلامه عن مكانة ومكرمة الشهيد، الحمد الله، وربنا وقلبي يتضرع لله أن يتقبله شهيداً".

عندما حمل جثمان العسكري المقاوم أشرف على الأكتاف، انفجر شقيقه باكياً وهو يصرخ "لا تأخدوه منا، ابقوه معنا في المنزل، لا نريد أن يفارقنا أشرف"، ثم شقت مسيرته شوارع جنين وسط وداع شعبي ورسمي ومراسم عسكرية، بكى خلالها رفاق الشهيد في وداعه حزناً على خسارته التي لن يعوضها أحد.

وقال صديقه أبو حسين الذي عاصره خلال فترة اعتقاله "أمثاله في البطولة والرجولة نادرين خلال اعتقاله وبعد حريته، بطل بكل معنى الكلمة، أنه الفلسطيني البطل والمغوار والفدائي الحقيقي، والعسكري الملتزم والمنضبط والمعطاء في جهازه، والفارس الذي امتشق بندقيته لحظة الهجوم، فقاتل حتى أخر رمق وخسرناه جميعاً".

في وداعه، خيمت أجواء الألم وتعالت صرخات الحزن على العسكري الذي عقد قرانه واحتفل بخطوبته قبل عشرة أيام فقط من استشهاده، ملتحقاً بركب الشهداء ملحقاً في سماء الوطن قمراً جديداً وعريس أخر يزف للمعشوقة فلسطين.

دلالات

شارك برأيك

أشرف الشيخ إبراهيم .. مطارداً وأسيراً ثم مقاوماً وشهيداً

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الخميس 19 ديسمبر 2024 9:56 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.61

شراء 3.6

يورو / شيكل

بيع 3.76

شراء 3.76

دينار / شيكل

بيع 5.09

شراء 5.08

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%56

%44

(مجموع المصوتين 286)