Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الجمعة 02 يونيو 2023 8:00 مساءً - بتوقيت القدس

وسط تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية.. نابلس تعاني ركوداً اقتصادياً غير مسبوق

نابلس ـ"القدس" دوت كوم- وفاء أبو ترابي

تشهد محافظة نابلس حالة ركود اقتصادي يعصف بمختلف مناحي الحياة فيها، نتيجة إجراءات يفرضها الاحتلال الإسرائيلي الذي يواصل حصاره العسكري واقتحاماته للمدينة بين الحين والآخر، وكذلك عرقلته لحركة المواطنين على الحواجز المنتشرة في محيطها.


وباتت أسواق المحافظة أقل ازدحاماً بفعل هذا الحصار، الذي خلق أضراراً اقتصادية واجتماعية كبيرة أسفرت عن تراجع القوة الإنتاجية لعاصمة فلسطين الاقتصادية التي لم تكد تتعافَى من آثار جائحة كورونا، والتي تسببت بخسائر فادحة يحتاج تعويضها سنوات طويلة.


ويشتكي العديد من التجار من هذا الوضع العام الذي يشهد حالة من التردي غير المسبوق، ما أثر على الحركة التجارية في الأسواق التي لطالما اكتظت بالزائرين والمتسوقين من خارج المحافظة، كما تراجعت القدرة الشرائية للمواطنين فيها.


وأعرب صاحب محل لبيع الملابس في خان التجار، بسام أبو زيد، لـ "القدس" دوت كوم، عن استيائه من هذه الأوضاع الصعبة التي تعيشها أسواق المدينة وخاصة في بلدتها القديمة.


ولفت أبو زيد إلى أن الخان لم يمر عليه وضع أسوأ من هذه الأيام، حتى لم يكن كذلك خلال فترة جائحة كورونا أو في اجتياح المدينة قبل عشرين عاماً، كما أن السوق صار يشهد حركة تجوال طفيفة للعمال والموظفين وبعض المتسوقين من داخل المدينة.


ويضيف: "قبل تلك الأوضاع الأمنية الصعبة كنت أذهب إلى عملي في المحل من الساعة الثامنة صباحاً، أما الآن أصبحت أتأخر حتى الساعة العاشرة وأغلقه قبل المغرب خشية من أي اقتحام، كما قمت بتقليص عدد العاملين لدي نتيجة قلة حركة البيع والشراء".


وهذا ما أكده أيضاً التاجر، أبو سامح، الذي يمتلك محلاً في خان التجار وسط المدينة، مشيراً إلى أن الحركة الشرائية وصلت لديه إلى أدنى مستوياتها في ظل هذه الأوضاع السياسية التي انعكست على حركة البيع والشراء داخل البلدة القديمة خاصة، ومحافظة نابلس عامة.


ومحافظة نابلس تعتبر مركزاً حيوياً يتوسط شمال الضفة الغربية، وتحتوي على العديد من المؤسسات الحكومية والخاصة والجامعات، والآلاف من المنشآت الاقتصادية، وتعتمد بشكل كبير على السياحة الداخلية، أصبحت تعاني من تفاقم تلك الأوضاع التي انعكست بشكل ملحوظ على الحالة النفسية والاجتماعية للمواطنين ومدى تقبلهم للوضع الراهن وتخوفهم من الأحداث الحاصلة، وذلك وفق ما أوضح صاحب محل حلويات الأقصى في البلدة القديمة، باسل الشنتير.


ويتابع الشنتير: "في ظل هذه الظروف، أصبح الجميع يسعى إلى تأمين متطلبات حياته الأساسية والاستغناء عن رغباته الترفيهية الاخرى كالتجوال في الأسواق والمحال التجارية والمطاعم، حتى الكنافة رغم أنها تعتبر إحدى الوجبات الغذائية صارت متطلباً ثانوياً ونوعاً من الرفاهية حيث قل اقبال الناس عليها مقارنة بالسابق".


ويقول عضو مجلس إدارة غرفة تجارة نابلس وناطقها الاعلامي، ياسين دويكات، لـ"القدس" دوت كوم: "الخوف هو العدو الرئيسي للنشاط التجاري، وهذا الوضع الاقتصادي المتردي لم تشهده نابلس منذ عشرات السنين، ويقف وراءه حصار الاحتلال المفروض على المدينة وقراها ومخيماتها، بالإضافة إلى الاجتياحات المتواصلة، وهجوم المستوطنين على الشوارع الرئيسية للقرى المحيطة بها، ما قلص كثيراً من نشاط الحركة التجارية للمتسوقين من مختلف المحافظات وأراضي الـ48 المحتلة".


ويتابع: "كما أن حالة الانكماش التي يشهدها الوضع الاقتصادي في نابلس ناجمة أيضاً عن عوامل مركبة وتراكمية، ما أثر بشكل كبير على القدرة الشرائية في الأسواق، وكذلك حصار السلطة الفلسطينية المالي الذي أدى إلى تقليص رواتب الموظفين، وعدم قدرتها على صرف مستحقات الموردين".


وتحدث دويكات عن نسبة الخسائر الاقتصادية التي تكبدتها مختلف القطاعات في المحافظة، وذلك وفق ما أكدته جولات الغرفة الاستطلاعية منذ بداية العام الجاري حتى الآن، مبيناً أن الحركة التجارية فقدت 75% من نشاطها.


وارتفعت نسبة الشيكات المعادة (الراجعة) في السوق النابلسي بشكل كبير مقارنة بالمحافظات الأخرى، والتي وصلت إلى 80 مليون دولار من مجمل الشيكات البالغة 330 مليون دولار تقريباً، وذلك بحسب بيانات سلطة النقد التي أشار إليها دويكات.


كما أعرب ممثل قطاع المفروشات في المحافظة، ساهر بعارة، عن امتعاضه من هذا التراجع الملحوظ في مختلف القطاعات وخاصة المفروشات والأثاث التي تعتبر من المتطلبات الثانوية للمتسوقين، مشدداً على ضرورة تكاتف جهود جميع المؤسسات في المحافظة للخروج من هذه الأزمة والتخفيف من حدتها.


ولفت دويكات إلى الجهود التي تبذلها الغرفة التجارية بالاشتراك مع مؤسسات وفعاليات المحافظة للتواصل مع الحكومة الفلسطينية التي بدورها تضغط على المجتمع الدولي لرفع الحصار عن المحافظة.


وأردف: "كما أن الغرفة تسعى لتسويق المحافظة والتخفيف من أثر الحصار عليها وتعزيز صمود أهلها بالتعاون مع المؤسسات الأخرى، من خلال تشجيع المواطنين من مختلف المناطق على زيارتها خاصة فلسطيني الـ 48، وتوفير حافلات مدفوعة الأجر، وكذلك الترويج لحملات مثل "يلا ع نابلس"، بالإضافة إلى تنظيم المدينة وتوفير المرافق العامة فيها بالتعاون مع البلدية، ونشر فيديوهات عن المدينة وأسواقها وشوارعها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بهدف جذب أكبر عدد ممكن من الزائرين والمتسوقين.

دلالات

شارك برأيك

وسط تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية.. نابلس تعاني ركوداً اقتصادياً غير مسبوق

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الخميس 19 ديسمبر 2024 9:56 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.61

شراء 3.6

يورو / شيكل

بيع 3.76

شراء 3.76

دينار / شيكل

بيع 5.09

شراء 5.08

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%56

%44

(مجموع المصوتين 286)