أقلام وأراء
الإثنين 29 مايو 2023 10:35 صباحًا - بتوقيت القدس
دلالات انتخابات الحركة الطلابية في جامعتي النجاح وبيرزيت
انتهت قبل ايام إنتخابات مجالس الطلبة في جامعتي النجاح الوطنية بمدينة نابلس، وبيرزيت بمحافظة رام الله، بتفوق حركة حماس على حركة فتح بالجامعتين، وكانت حركة فتح قد تفوقت على حركة حماس في الإنتخابات التي جرت قبل أكثر من شهر في جامعتي الخليل وبيت لحم.
وتبين نتائج هذه الإنتخابات أن حركتي فتح وحماس تتقاسمان نسبة التأييد في الرأي العام الفلسطيني، لا سيما في أوساط الحركة الطلابية التي تعتبر أحد أهم مكونات الحركة الوطنية الفلسطينية بشقيها (الديمقراطي الليبرالي والإسلامي المحافظ)، ومن أوساطها تتولد قيادات الشعب الفلسطيني المستقبلية، الأمر الذي يأتي مصدقاً لنتائج استطلاع الرأي العام رقم (87) للربع الأول من العام الجاري 2023، الذي يواظب على تنفيذه ونشر نتائجه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، إذ أظهرت نتائج هذا الإستطلاع أن التعادل بين فتح وحماس ظل على حاله دون تغيير ذي مغزى خلال الربع الأول من العام الجاري.
وتظهر القراءة الأولية لنتائج هذه الإنتخابات أن الميول الإنتخابية للحركة الطلابية مختلفة من جامعة إلى أخرى، ويبدو هنا أن هذه الميول في هذه الجولة من الإنتخابات كانت أيضاً مختلفة في جامعات جنوب الضفة الغربية عن الجامعات في شمالها، إذ فيما فازت فتح (الليبرالية) في مجالس الطلاب في جامعتي الخليل وبيت لحم حيث تحسب الأولى أنها جامعة محافظة والثانية ليبرالية، فازت حركة حماس (المحافظة) في جامعتي النجاح الوطنية التي تحسب أنها محافظة، وبير زيت التي تعتبر ليبرالية.
وفيما إنتصر الشعب الفلسطيني برمته على الأقل بالضفة الغربية بإجراء هذه الإنتخابات، الأمر الذي يبين تصميمه على إعتماد الديمقراطية وصندوق الإقتراع كوسيلة وحيدة لتداول السلطة والقيادة داخل أسوار الحرم الجامعي، إلا أن قراءة دلالات نتائج هذه الإنتخابات، لا سيما في جامعتي النجاح وبير زيت، تظهر أن مقاربة فتح في معالجة أسباب واثار انقلاب حركة حماس على النظام الفلسطيني في صيف العام 2007، وإقامتها نظام حكم الأمر الواقع في غزة هي مقاربة غير ناجحة ونتائجها عكسية، الأمر الذي يعكس أزمة أو أزمات حركة فتح التي بدورها كانت السبب الرئيس في عدم قدرة الشبيبة على الفوز في معاقل شهدت تأسيس وميلاد الشبيبة في نهاية سبعينات القرن الماضي.
ومن جهة أخرى تظهر أن فوز حركة حماس في اي إنتخابات تجري في الضفة الغربية دون إعلان صادق وصريح منها بأن منهاج التربية الداخلية في صفوفها الذي لا يرى في الآخر الفلسطيني شريكاً في المجتمع كان السبب الرئيس في إستسهال إراقة الدماء في شوارع غزة العام 2007، الأمر الذي يجعل من تحقيق المصالحة وتعزيز المناعة الوطنية وإنتاج وحدة وطنية ومجتمعية والتأسيس لنظام سياسي مستقر مهمة مستحيلة، لا سيما وأن ثقافة هذه المناهج التربوية لا زالت تخرج أجيال المستقبل.
وحول أزمات حركة فتح المزمنة فتجدر الإشارة هنا أن تقرير لجنة التحقيق عن تقصير القوات المسلحة الفلسطينية في التصدي لانقلاب حماس العام 2007، الذي أعقب خسارتها المدوية أمام حركة حماس في الإنتخابات التشريعية العامة العام 2006، قد لخص المسؤولية في النطاق السياسي بنقطتين، الأولى هي ضبابية الرؤية، والثانية هي غياب المؤسسة القيادية.
وقد حدد التقرير أن المقصود بالقيادة هنا هي قيادة حركة فتح بدءاً من اللجنة المركزية مرورا بالمجلس الثوري وانتهاء بقيادات التنظيم المحلية وقيادة الساحات {...}، واضاف التقرير أن نظرة سريعة الى التاريخ القريب، تكشف حدة الأزمات العميقة والمركبة، البنيوية والوظيفية التي تعانيها الحركة بما يتناسب حتى بتآكل رصيدها النضالي، ويقدمها حركة يستشري الفساد في أوساطها القيادية، وخصوصاً لدى العناصر التي احتلت مواقع متقدمة بالسلطة {...}، وفي السياق ذاته أضاف التقرير وكان ذلك أحد الأسباب الرئيسية لخسارة فتح للإنتخابات البلدية والتشريعية أمام حركة حماس، ويواصل التقرير أن هذا بالطبع الى جانب التشرذم وغياب وحدة الموقف، قد دلل على أن تجربة فتح بالحكم وقيادة النظام السياسي دون إنجازات سياسية نتيجة انسداد الآفاق وسوء الأداء وانهيار خيار السلام التفاوضي "لم تكن نموذجاً مشجعاً يحفز على التفاف الرأي العام".
اللافت هنا أن أسباب خسارة فتح أمام حماس انتخابات البلديات العام 2005، وانتخابات المجلس التشريعي العام 2006، ثم خسارة غزة برمتها العام 2007، لا زالت حاضرة وفاعلة بعد مرو 16 عاما على صدور تقرير التحقيق، الأمر الذي يجعل من النسب التي حققتها الشبيبة من اصوات الطلاب في النجاح وبير زيت ثم فوزها في انتخابات بيت لحم والخليل انتصاراً كبيراً يتوجب البناء عليه إذا أرادت فتح على الأقل الحفاظ على طهرة المشروع الوطني التي يكتب لجيلها المؤسس بعثه في نهاية خمسينات القرن الماضي.
أما حول مقاربة حركة فتح لمعالجة اثار الإنقلاب والتي قامت على أساس بناء حكم جاذب في الضفة الغربية (ديمقراطي، شفاف، محوكم، خالي من الفساد) يحقق الرفاهية وبحبوحة العيش للناس، يكون جاذباً للمواطنين لا سيما في غزة ومحركا لهم بالثورة ضد نظام حكم الأمر الواقع الذي لا يمكن له إلا أن يكون ظلامي وقمعي وغير قادر على تحقيق وعوده للناس هناك (بالتحرر من الإحتلال ورفاهية العيش والخلو من الفساد) فقد جاءت عكسية تماماً.
وحول فوز حماس في المعاقل التاريخية لحركة فتح في جامعات الضفة الغربية دون التجرؤ على تغيير مواطن التهديد لوحدة ومناعة المجتمع الفلسطيني المتمثلة في مناهجها التربوية التي ترى في الآخر الفلسطيني أنه يتعلق بالنار لأنه يعمل خارج تعاليم النص المقدس، لا يطمئن الشعب الفلسطيني بأن دمه محرم على أخيه الفلسطيني، لا سيما وأن حكمة حماس لم تنمو بقدر نمو قوتها العسكرية، التي قدمت نماذج مقاومة لا يمكن لكل ذي بصيرة إنكارها، الأمر الذي يعرض الشعب الفلسطيني للخسارة مرتين، الأولى في عجز فتح عن معالجتها أزماتها المستعصية، والثانية حول عدم تصويب رؤية حماس للآخر الفلسطيني.
دلالات
فلسطيني قبل أكثر من سنة
لهذا تخشى السلطة الانتخابات الرئاسية
بسام قبل أكثر من سنة
نعم دلالات واضحه بأن النظر إلى الامام هو السبيل للنجاح والقوة وان النظر إلى الخلف يؤدي إلى التوهان والضبابيه وليكن شعار الكل فلسطين اولا و فلسطين اولا
المزيد في أقلام وأراء
يُقتلون وهم يَلعبون!
المياه حق للجميع ….معاً وسوياً حتى نحصل على حقنا في المياه
في التأصيل للفلسطينية Palestinism
إياد البرغوثي
زيتون فلسطين يعانق أرز لبنان
حديث القدس
فلسطين في مواجهة المستعمرة
إسرائيل تدق مسماراً قاتلاً فى نعش "الأونروا"
سامي مشعشع
طوفان الأقصى" وما أعقبه من تداعيات على المنطقة العربية
كريستين حنا نصر
النيكروبوليتيكس والأهداف الجيوسياسية.. أداة الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية
مروان أميل طوباسي
المقاطع الوحشية المصورة لعمليات التعذيب بحق المعتقلين
سري القدوة
الصين والشرق الأوسط الجديد.. من طريق الحرير لطريق الحزام والأمان
دلال صائب عريقات
الإصلاح الوطني وهندسة النظام السياسي
فهمي الزعارير
"ثورة الذكاء الاصطناعي تعيد الأمل: أول جهاز عصبي يتيح لانسلن مصاب " بالشلل" استعادة الحركة والإحساس"
في عصر الذكاء الاصطناعي: هل كلنا سواء؟
أُبيدت عائلات ومُحيت أجيال!
عدوان في كل مكان
حديث القدس
إسرائيل.. نهج "النحر الجماعي" مؤداه "الانتحار الذاتي"!
أسعد عبد الرحمن
شمال غزة.. جوع ومجازر وحصار
بهاء رحال
ما يجري في قطاع غزة جزء من خطة إبادة جماعية
سري القدوة
سبعُ نقاط في فهم الغُلوّ الصهيوني
بكر أبو بكر
هل اقترب وقف إطلاق النار؟
جواد العناني
الأكثر تعليقاً
الأردن: جرائم إسرائيل لن تتوقف ما لم تتم محاسبة نتنياهو ووزرائه المتطرفين
رئيس وزراء إسبانيا يدعو المجتمع الدولي لوقف تصدير الأسلحة لإسرائيل
مقتل مواطن في جريمة إطلاق نار شمال الخليل
الاحتلال يمنع فلسطينيين من قطف الزيتون بالضفة
رويترز: دول خليجية تحث أميركا على منع إسرائيل من قصف حقول نفط إيرانية
تظاهرات في مدن وعواصم عالمية تنديدا بالعدوان على قطاع غزة
خبراء الأمم المتحدة: "النظام الدولي ينهار في غزة"
الأكثر قراءة
خبراء الأمم المتحدة: "النظام الدولي ينهار في غزة"
طائرات الاحتلال تشن عدة غارات على مركبة شرق طولكرم
الاحتلال يمنع فلسطينيين من قطف الزيتون بالضفة
ملف المحتجزين الإسرائيليين في غزة.. هل تعيد تحذيرات "أبو عبيدة" الملف من الظل إلى الواجهة؟
قتلى وجرحى في جيش الاحتلال بهجوم مسيرة على قاعدة عسكرية قرب حيفا
سلطات الاحتلال تصادر مقر الأونروا في القدس
دلالات تأخر الضربة الإسرائيلية المرتدة لإيران.. نتنياهو يحاول استجلاب الولايات المتحدة إلى ساحة المواجهة
أسعار العملات
الأحد 06 أكتوبر 2024 12:55 مساءً
دولار / شيكل
بيع 3.82
شراء 3.8
دينار / شيكل
بيع 5.39
شراء 5.37
يورو / شيكل
بيع 4.19
شراء 4.17
هل تستطيع إدارة بايدن الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة؟
%17
%83
(مجموع المصوتين 371)
شارك برأيك
دلالات انتخابات الحركة الطلابية في جامعتي النجاح وبيرزيت