دعت جمعية التنمية الزراعية – الإغاثة الزراعية- المزارعون الى استخدام أساليب الري الحديثة لترشيد استهلاك المياه، مؤكدة ضرورة أن يكونوا على معرفة بأنظمة الري المختلفة والمعدات المتاحة وما يتطلبه كل نظام من مياه، وطاقة، ومواد خام، وصيانة.

وأكدت الإغاثة على أهمية الممارسات الجيدة في ري المزروعات عبر تبني نهج شامل يشمل التوعية والتدريب والدعم والتشجيع، جاء ذلك في أثناء لقاءات مع المزارعين حول ماهية التغير المناخي واثاره على الزراعة، داعية لضرورة امتلاك المزارعين فهم جيد لخصائص التربة والنباتات والمناخ المحيط، وكذلك لقوانين استخدام المياه والموارد الطبيعية.

واعتبرت الإغاثة أن ري المزروعات أمرًا حيويًا لنجاح الإنتاج الزراعي، ويتطلب تطبيق ممارسات جيدة للحفاظ على جودة الإنتاج وزيادة الإنتاجية وتقليل تكاليف الإنتاج. ومع ذلك، فإن التحدي الأساسي يكمن في توصيل المعرفة بشكل فعال إلى المزارعين وتحفيزهم على تطبيقها بطريقة صحيحة وفعالة.

وبينت الاغاثة الزراعية أنه:" في ظل التحديات التي تواجه العالم اليوم مثل تغير المناخ وندرة المياه، أصبحت ثقافة ري المزروعات ذات أهمية كبيرة لتحقيق الإنتاجية المرغوبة وتلبية الاحتياجات الغذائية المتزايدة للسكان".

مراحل أساسية

وحول مراحل ري المزروعات خلصت اللقاءات أنها تتكون من عدة مراحل أساسية، منها تحديد كمية المياه المطلوبة للمحصول وطريقة الري وموعد الري المناسب ونوعية الماء المستخدم وغيرها مشيرًا انه لتحقيق ذلك، يتطلب معرفة واسعة في مجال الزراعة والمياه والتربة والمناخ والنباتات والهندسة والتقنيات الزراعية المتاحة.

واستعرضت الاغاثة بعض الممارسات الجيدة لري محاصيل الخضار والمتمثلة في اختيار نوعية المحصول المناسب للمنطقة المراد زراعته بها، والتي تتوافق مع الظروف البيئية المتاحة، واختيار نوعية التربة المناسبة والتي تتضمن تربة خصبة، تحتوي على العناصر الغذائية اللازمة لنمو المحصول الخضري بشكل جيد.

وكذلك توفير كميات كافية من الماء لري المحصول، وتقليل الفاقد من المياه عن طريق استخدام تقنيات الري الحديثة مثل الري بالتنقيط، والتحكم في جدولة الري وتحديد الوقت الأمثل للري بحيث لا يؤدي إلى تراكم المياه وتلف النباتات اضافة الى استخدام الأسمدة العضوية والكيميائية بشكل مناسب لتزويد المحصول بالعناصر الغذائية اللازمة.

ونوه القائمين على الورش ضرورة تطبيق أنظمة مكافحة الآفات بشكل صحيح وفقًا للجرعات الموصي بها، وذلك لتجنب تلف المحصول والحد من التلوث البيئي.

معيقات..!!

وأشارت الاغاثة الى جملة من العوامل التي قد تعوق تطبيق ذلك ومنها الجوانب المادية حيث يصعب على المزارعين تحمل تكاليف الاستثمار في أنظمة الري المتقدمة والتكنولوجيا الحديثة التي تتطلب الكثير من الأموال والموارد. وفي بعض الأحيان، قد يكون من الصعب الحصول على التمويل اللازم لتنفيذ هذه الأنظمة، مما يجعل المزارعين يلجؤون إلى الأساليب التقليدية وغير الفعالة من حيث استخدام المياه والحفاظ على الموارد الطبيعية.

وأوضحت ان من هذه الجوانب أيضًا العادات والتقاليد حيث يكون للمزارعين عادات وتقاليد خاصة فيما يتعلق بري المزروعات، وقد يتناقض مع أفضل الممارسات الزراعية في مجال الري. ويصعب على المزارعين تغيير عاداتهم وتطبيق المعرفة النظرية في مجال الري.

وأشارت في لقاءاتها الى العوامل البيئية مثل المناخ ونوع التربة والأحوال الجوية، عاملاً مهماً في تطبيق المعرفة لري المزروعات، "فقد يواجه المزارعون صعوبة في تطبيق بعض التقنيات الحديثة لري المزروعات"، إذا كانت غير مناسبة للظروف البيئية المحيطة بهم، وقد يتعين عليهم التكيف مع هذه الظروف واستخدام التقنيات الملائمة لها.

إضافة الى ما سبق القيود المفروضة على المدخلات الزراعية الحديثة والمصادر المائية ويمكن أن تفرض بعض القيود على استخدام المياه والموارد الطبيعية، وهذا يؤثر على القدرة على تطبيق أفضل الممارسات الزراعية في مجال الري. وقد يصعب على المزارعين الحصول على الموارد اللازمة بسبب هذه القيود، مما يؤدي الى صعوبة تطبيق المعرفة النظرية بشكل كامل.

ممارسات حديثة

وشددت على ضرورة أن يتم توجيه المزارعين إلى تطبيق الممارسات الجيدة في ري المزروعات عبر تبني نهج شامل يشمل التوعية والتدريب والدعم والتشجيع، ويمكن تحقيق عبر توعية المزارعين بأهمية استخدام المياه بشكل فعال والتحول إلى أنظمة ري تتميز بالكفاءة في استخدام المياه. يمكن تحقيق ذلك من خلال عمليات التثقيف الزراعي، مثل ورش العمل والدورات التدريبية والمنشورات التعليمية والإعلانات الإعلامية.

وبينت الاغاثة أنه يجب توفير التدريب المناسب للمزارعين حول كيفية تحسين كفاءة استخدام المياه في نظام الري الحالي وكيفية استخدام التقنيات الحديثة والأنظمة الحديثة المتاحة لتحسين كفاءة استخدام المياه في الري والعمل على استجلاب الدعم المالي للمزارعين للحصول على معدات وتقنيات وأنظمة ري حديثة وذات كفاءة من حيث استخدام المياه، كما يمكن توفير الدعم الفني والاستشاري للمزارعين لتحسين كفاءة استخدام المياه في نظام الري الحالي.

وترى اهمية تشجيع المزارعين على تحسين كفاءة استخدام المياه في نظام الري الحالي والتحول إلى أنظمة ري حديثة وذات كفاءة من حيث استخدام المياه عن طريق توفير الحوافز المناسبة مثل الحوافز المالية أو الإعفاءات الضريبية.

وأكدت على التعاون والشراكات في تحقيق تغيير إيجابي في مجال ري المزروعات عن طريق التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص والمزارعين والمجتمع المحلي، وذلك لتطوير حلول مبتكرة وفعالة لتحسين ممارسات الري، إضافة إلى إجراء الرصد والتقييم المستمر لتطبيق الممارسات الجيدة في ري المزروعات، وذلك لتحديد المناطق التي تحتاج إلى تحسين وتوجيه الجهود بشكل أفضل.

ونبهت الى أهمية استخدام التكنولوجيا المتاحة لتوجيه المزارعين، تطبيقات الزراعة الذكية، لتوصيل المعلومات والتوجيهات والنصائح الخاصة بممارسات الري الجيدة، وضرورة تشجيع المزارعين على العمل الجماعي والتعاون في تطبيق الممارسات الجيدة، وذلك عن طريق تشكيل جمعيات زراعية أو مجتمعات زراعية، حيث يمكن تبادل الخبرات والمعلومات والنصائح بين المزارعين.