احتفلت المتاحف المصرية الكبرى باليوم العالمي للمتاحف بتنظيم أنشطة خاصة للزوار منها معارض وجولات تعليمية ومحاضرات وشرح بلغة الإشارة لضعاف أو فاقدي السمع.

وقدم المتحف القومي للحضارة المصرية بالقاهرة جولات إرشادية مجانية للزوار بواسطة أمناء المتحف المتخصصين إلى جانب الترجمة بلغة الإشارة للزوار الصم في هذا اليوم الفريد.

كما أقام المتحف معرضا للصور على شاشاته التفاعلية يبين تاريخ المتحف منذ أن كان حلما حتى أصبح حقيقة، بحسب نائب الرئيس التنفيذي للشؤون الأثرية الدكتور ميسرة عبد الله حسين.

وجرى افتتاح المتحف القومي للحضارة المصرية رسميا في أبريل 2021 في حفل مهيب، ويضم قطعا أثرية تسلط الضوء على تاريخ الحضارة المصرية منذ فترة ما قبل الأسرات حتى العصر الحديث، بما في ذلك 22 مومياء لملوك وملكات من المصريين القدماء.

وقال نائب الرئيس التنفيذي للشؤون الأثرية بالمتحف لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "المتحف لم يعد مجرد مكان لعرض المقتنيات الأثرية، بل أصبح مؤسسة علمية وتعليمية وتثقيفية تؤدي دورا اجتماعيا كبيرا".

ويقام اليوم العالمي للمتاحف في الثامن عشر من شهر مايو كل عام بتنسيق من المجلس الدولي للمتاحف، الذي أقر شعار "المتاحف والاستدامة والرفاهية" عنوانا للاحتفال باليوم العالمي للمتاحف العام الجاري.

وأوضح حسين أن شعار اليوم العالمي للمتاحف هذا العام يسعى إلى حث المتاحف في العالم على تبني مفهوم التنمية المستدامة وأن تصبح صديقة للبيئة.

وأضاف أنه "ليس يوما لتخليد ذكرى ما بقدر ما هو توجيه أدبي وأخلاقي للرؤية المستقبلية للمتاحف"، مشيرا إلى أن المتحف يزوره ما بين ثلاثة آلاف إلى أربعة آلاف زائر يوميا، ويتضاعف العدد تقريبا في عطلات نهاية الأسبوع.

وفي اليوم العالمي للمتاحف، أطلق المتحف القومي للحضارة المصرية لأول مرة شرحا بلغة الإشارة للصم وضعاف السمع من الزوار، وسوف يتم إقراره بشكل دوري مرتين شهريا بالشراكة مع مؤسسة متخصصة توفر مترجمي لغة الإشارة.

وقالت أمينة ومشرفة القسم التعليمي بالمتحف عزة السيد رزق "لقد أردنا أن نطلق برنامج الشرح بلغة الإشارة بالتزامن مع اليوم العالمي للمتاحف، ويعد المتحف القومي للحضارة المصرية أول متحف في مصر يقدم هذه الخدمة".

وأشارت إلى أن المتحف يعقد ورشا للأطفال دوريا تشمل حكي القصص المصرية القديمة والرسم والتلوين وأنشطة أخرى.
وقالت أمينة المتحف لـ ((شينخوا)) إن "المتحف القومي للحضارة المصرية يتبنى الاستدامة الثقافية والبيئية أيضا، ويعد مركزا ثقافيا يقدم الفن والثقافة والتراث والحرف، وليس فقط العرض المتحفي".

في الوقت نفسه، قدم المتحف المصري بالقاهرة، الذي يضم أكبر مجموعة من الآثار الفرعونية في العالم، جولات إرشادية مجانية كذلك، بالإضافة إلى محاضرات للتوعية بدور المتاحف في المجتمعات.

كما أقام معرضا مؤقتا بعنوان "التراث الصناعي في المتحف المصري" على هامش الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف، يضم قطعا تسلط الضوء على تاريخ التراث الصناعي في مصر.

وكانت بعض القطع الثمينة قد جرى نقلها من المتحف المصري بالقاهرة إلى عدد من المتاحف الجديدة، منها أكثر من 20 مومياء ملكية إلى المتحف القومي للحضارة المصرية، ومجموعة من مقتنيات الملك الشهير توت عنخ آمون إلى المتحف المصري الكبير الذي تم بناؤه مؤخرا.
وقال مدير عام المتحف المصري بالقاهرة الدكتور علي عبد الحليم إن "المتحف المصري لم ولن يتأثر، فهو أم لجميع المتاحف الأثرية المصرية ومن خلاله تم افتتاح العديد من المتاحف في مصر".
وقال عبدالحليم لـ ((شينخوا)) إن "إقبال الزوار على المتحف جيد جدا"، مشيرا إلى أن المتحف "يضم نحو 150 ألف قطعة ويتراوح عدد الزوار ما بين 10 آلاف و12 ألفا يوميا".