أقلام وأراء
الثّلاثاء 16 مايو 2023 10:09 صباحًا - بتوقيت القدس
انقشع غبار العدوان وظلت رائحة الدم أحلام متقطعة ونكبة مستمرة
انتهت جولة الأيام الخمسة الأخيرة لحرب الاقتلاع الممتدة منذ النكبة . وهذه المرة أيضاً باعلان التوصل إلى تهدئة أو هدنة يتوقف فيها القتل مؤقتاً بعد أن أضيفت أسماء جديدة على قائمة الشهداء والأيتام والأرامل والعائلات الثكلى، والتي بات بعضها دون مأوى .
غزة التي يقطنها حوالي مليوني فلسطيني أكثر من خمسة وسبعين بالمئة منهم لاجؤون هُجِّروا من بيوتهم في العام 1948، ولم يكن أياً منهم، بعد أن ضُللوا بأن عودتهم بعد أسابيع قليلة، يتوقع أن جولات تلك الحرب العدوانية ستمتد لأحفادهم وأحفاد أبنائهم وأحياناً لأحفاد أحفادهم، ليقاتلوا فيها بحثاً عن وطن يمزقه البعض في صراع على سلطة لم يتبق من رصيدها سوى قضم رصيد وتضحيات غالية ما زال شعبنا يقدمها على مذبح حريته.
غزة التي شقت طريقها منذ أيام النكبة الأولى في مخيمات اللجوء القاسية، ها هي اليوم وفي ذكرى النكبة تعيد تجديد قسمها على المضي بنضال لم يتوقف يوماً ، وهي تروي الأرض بدماء زكية من خيرة أبنائها. أما المفارقات الكبرى فهي أن زمن غزة الذي قاد ثورة اللجوء الفلسطيني وفجر نفق عيلبون وأنجب خيرة القادة المؤسسين ، وجدت نفسها في هذه الجولة وحيدة حتى من حكامها الذين بات همهم مجرد البقاء في حكم أهل غزة، أو خارج التأثير على مصيرهم .
فلسطين تحيي ذكرى النكبة التي تعيشها قضية شعبنا على كل بقعة من وديانها وجبالها وسهولها.. في الجليل والمثلث والنقب، ومن القدس العاصمة إلى كل ثغور البلاد، وفي كل بقاع اللجوء في شتات العواصم . إلّا أن غزة التي ظلت وفيّة لفلسطين، فقد أحيت ذكرى النكبة هذا العام على طريقتها مزنرة بارادة الأحرار، وأعلنت مجدداً رسالتها الممتدة منذ خمسة وسبعين عاماً، بأن فلسطين التي أرادوا شطبها عادت وتعود، وهي عصية على الكسر رغم " حكمة أو سبات "من نصبوا أنفسهم حكاما عليها وانشغلوا عن دماء أبنائها، وعن قسم المؤسسين لثوراتها وانتفاضاتها وهباتها المستمرة حتى يلوح أفق الحرية القادم مع فجر ذات صباح.
لم تسعَ غزة لهذه الجولة من الحرب، فقد كان أهلها منشغلين في البحث عن لقمة عيش على تخوم أسلاك الحصار الشائكة، تماماً كما لم تسعَ حركة الجهاد لسلطة أو لصراع على فتاتها، و آثرت الكلام بلغة الكبار، فلم تعاتب من تركوها وحيدة، حيث غادر بعضهم البلاد وبلع لسانه كي لا تجبره رائحة الدم على الكلام ، كما ابتلعت ذات الأرض عنتريات الآخرين وصاروا أسياد "فلسفة الحكمة" بعد أن فشلوا في الحكم .
كانت لغة الناطقين وعلى غير عادتهم العنترية تشي بتعليمات مليئة "بحكمة طارئة"، وقد قلنا حينها " إذا كانت الحكمة هي سيدة الموقف، فليكن ! ولكن لماذا لا تُمدُّ على استقامتها بما يستجيب لتطلعات شعب يحلم بوحدة تلوح براعمها في الميدان، ولكنها تُصدُّ برياح المصالح الأنانية الفوقية عندما تقترب من صنّاع الانقسام". ومع ذلك يبدو أن معادلات ما بعد الجولة ليست كما قبلها، فهي الجولة الثالثة التي تترك فيها حركة الجهاد وحيدة ولم تكن هي المبادئة . ولكنها هذه المرة قررت أن تقول أن الهزيمة ليست قدراً، رغم أنها لم تتغنَ بانتصار لم يأتِ بعد .
الكلام الذي يردده الفلسطينيون وهم يحييون ذكرى نكبتهم لكل من قيادتي سلطتي الانقسام :"في كل مرة يثبت شعبنا أنه أكبر من قياداته، وإن كنتم غير قادرين على الوفاء بحمل راية العودة والحرية وتقرير المصير، فاتركونا نعيد كتابة تاريخنا، ونعيد تعريف نكبتنا التي بدأت بجرائم الحركة الصهيونية والتواطؤ الدولي والتخاذل العربي، وها هي للأسف ما زالت مستمرة بفعل هيمنتكم الانقسامية على حساب المصالح العليا لشعبنا" .
وتبقى دروس هذا المعركة شاخصة تدق جدران الخزان للتعامل معها بجدية سواء ازاء حقيقة أن العدوانية الاسرائيلية مهما طغت فلن تكون يوماً قادرة على ردع تمسك شعبنا بوطن الآباء والأجداد، أو لجهة متطلبات بناء جبهة فلسطينية عريضة وموحدة تعيد الاعتبار لمؤسسات الوطنية الجامعة لتأخذ على عاتقها مسؤولية حماية قضية شعبنا، وتعزيز صموده وقدرته على البقاء .
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
سيادة العراق ولبنان في خندق واحد
كريستين حنا نصر
إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين
حديث القدس
توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين
سري القدوة
حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال
د. دلال صائب عريقات
سموتريتش
بهاء رحال
مبادرة حمساوية
حمادة فراعنة
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الأكثر تعليقاً
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
"الجنائية" تتحرك أخيراً ضد الجُناة.. قِيَم العدالة في "ميزان العدالة"
اللواء محمد الدعاجنة قائداً للحرس الرئاسي
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
زعيمة حركة استيطانية تدخل غزة بدون علم الجيش لإعادة الاستيطان
السيسي: السلام العادل والمستدام هو خيار استراتيجي لمصر
الأكثر قراءة
نتنياهو و"الليكود" يتربصان بغالانت لفصله من الحزب وإجباره على التقاعد
لائحة اتهام إسرائيلية ضد 3 فلسطينيين بزعم التخطيط لاغتيال بن غفير ونجله
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 93)
شارك برأيك
انقشع غبار العدوان وظلت رائحة الدم أحلام متقطعة ونكبة مستمرة