يتزايد خلال السنوات الأخيرة استخدام الدراجات والسكوترات الكهربائية، خاصة من الأطفال، ما يمكن أن يعتبره الكثيرون بأن ذلك الاستخدام غير آمن، ويمكن أن يؤدي لوقوع إصابات وحوادث سير قاتلة، وسط دعوات جادة للتشديد على استخدامها، وفرض قيود على قيادتها.

أطفال بين أنياب الموت!

ما يثير المخاوف والقق من استخدام هذه الأنواع من الماكينات للتنقل "الدراجة" أو "السكوتر" هو استخدام الأطفال لها، وتنقلهم بالشوارع بشكل مفاجئ واجتيازهم الإشارات المرورية دون أية اعتبارات، ومنهم من يدخل بين السياراتن ما يشكل خطورة حقيقية قد توقع حادثًا قاتلًا، يؤكد الناطق باسم وزارة النقل والمواصلات موسى رحال، في حديث لـ"القدس" دوت كوم.

بحسب رحال، فإنه تم رصد عشرات الحوادث سنويًا، بسبب الدراجات والسكوترات الكهربائية، بينها أحدثت إصابات، وبعضها حالات وفاة، حيث أن تلك الماكينات الكهربائية "سكوتر" أو "دراجة" تشكل خطرًا حقيقيًا على حياة سائقيها أو من يصطدمون بها.

يقول رحال: "هنالك تذمر من الاهالي بسببها، لكن يجب أن يتحمل الجميع مسؤولياته، للتخفيف من خطورة قيادتها، والتوعية بشأن استخدامها، ليس هي فقط بل الدراجات الهوائية، ويجب أن يتم قيادتها بممرات آمنة، وكذلك ليس بعكس السير".

يقول رحال: "إن قيادة الدراجة والسكوتر خطير، لكن خطورة السكوتر أشد خطورة، كون بعض سائقيها يقودونها بوضع إحدى القدمين على الأرض للتوازن، ما يعني إمكانية وقوع الحوادث بشكل أكبر".

بدوره، يقول مؤسس الاتحاد الفلسطنيي لرياضة السيارات والدراجات النارية، خالد قدورة في حديث لـ"القدس"دوت كوم :"إن ما يمكن أن يضاعف إمكانية وقوع حوادث سير أن بعض سائقي هذه المواكن الكهربائية يضعون سماعات أذن أو يشغلون سماعات تضج بالموسيقى ولا يسمعون السائقين، فتقع حوادث السير، علاوة على دخولهم بين السيارات، وبعض الشاحنات أو الحافلات لا ترى تلك المواكن لصغر حجمها، وبالتالي وقوع الحوادث، قد قد تؤدي لوقوع حالات وفاة أو التسبب بشلل كلي أو جزئي".

القيادة الآمنة

ما يزيد خطورة "الدراجات" والسكوترات" الكهربائية هو بعدم استخدام إجراءات السلامة من قبل سائقيها، وخاصة بالليل، إذ إن تلك المواكن التي يقدر سعرها بين ألف إلى خمسة آلاف شيقل قد تكون نهاية سائقها، وفق رحال، الذي يشير إلى "أن السكوترات أو الدراجات الكهربائية يتم استيرادها بطريقة مخالفة من الجانب الإسرائيلي".

ويقول رحال: "لذا يتوجب وضع عواكس عليها وإضاءة وليس خوذة، والسير بمسالك أمنة على يمين الطريق، وأن لا يشكل سائقوها خطورة لذا يجب عدم مشيهم بين السيارات، وأن يتنبه الأهالي إلى ضرورة استخدام السكوترات خاصة في ساحات مغلقة داخلية".

إجراءات وقوانين ضرورية

في الفترة الأخيرة بدأت الشرطة، بحسب رحال، حملة لمصادرة تلك الدراجات والسكوترات الكهربائية، خاصة بنابلس، لكن لا بد من النقاش المجتمعي حول هذه الظاهرة المقلقة التي باتت تفقدنا فلذات أكبادنا، حينما ندرك أن من يقودها في عمر صغير.

يقول رحال: "نحن بحاحة إلى توعية مجتمعية تشارك بها النخب والمؤسسات والأهالي حفاظًا على أرواح ابنائنا، كما أننا بحاجة لنقاش قانوني حول إمكانية ضبط تلك الظاهرة، في ظل تزايد حوادث السير بسببها نتيجة عدم الأخذ بإجراءات السلامة والحماية والأمان على الطرق من قبل من يقودونها، حيث تصل الحوادث سنويًا بسببها إلى العشرات".

من جانبه، يقول مؤسس الاتحاد الفلسطنيي لرياضة السيارات والدراجات النارية، خالد قدورة في حديث لـ"القدس" دوت كوم : "لقد بات مطلوبًا منا العمل على إيجاد مسارات آمنة، كما أن بعض الدول تطلب الحصول على رخص خاصة لمثل هذه المواكن الكهربائية، كما يتوجب وجود إشارات تنبه قائدي الدراجات والسكوتراتن تخفف حوادث السير".

ويطالب قدورة بضرورة العمل على إيجاد ضوابط وأنظمة وقوانين خاصة لمثل هذه الدراجات والسكوترات، حيث أن هنالك تفاوت بقوة سرعتها، وكلما زادت السرعة يفقد سائقها السيطرة، والتسبب بإصابات خطيرة وربما حالات وفاة.

ويتابع قدورة، يجب العمل بالتوعية أو الرقابة ليس فقط من قبل الجهات الرسمية، بل لا بد أن يراقب الأهالي والمؤسسات الشعبية هذه الظاهرة، والعمل على التوعية بهذا الخصوص للحد من حوادث الطرق، خاصة أنه من الملاحظ أن من يقودونها أطفال دون السن القانونية.