أقلام وأراء

الخميس 04 مايو 2023 10:55 صباحًا - بتوقيت القدس

الشيخ الشهيد منذ البداية رسم خط النهاية

باستشهاده يؤكد الشيخ الشهيد خضر عدنان بأن الحر يكتب قدره بيديه وبأن الحر هو الذي يحدد لأعتى القوى الغاشمة مصيره ، وبأن أعتى الجيوش والأسلحة وأدوات القتل والقهر والسجن والاعتقال وإعادة الاعتقال لا تقهر إرادة الاحتلال وأن قوى الظلام والبطش والجبروت غير قادرة على استئصال الرغبة بالحرية والانعتاق من نير الاستعمار.


منذ اللحظة الأولى لقراره الثوري بالإضراب عن الطعام رفضا وتحديا لاعتقاله الإداري كان يدرك أنه يقاتل دولة بأكملها وأن قراره هذا يقارب اللامعقول في حينه، حتى أن الكثير منا داخل الأسر وحتى خارجه وجد مساحة لاستهجان فعله البطولي الكاسر للنمطية والخارج في حينها عن العرف الاعتقالي فلم يسبق أن أضرب أسير بشكل فردي قبله للمطالبة بحريته ، وبقيت الحدود التي رسمها المحتل ماثلة في العقل الجمعي حتى للأسرى أنفسهم بأن هذا الفعل جنوني وأذكر عشرات إن لم تكن مئات الحوارات والنقاشات التنظيمية والوطنية حول جدوى الإضراب الفردي رفضا للاعتقال الإداري حتى جاء اليوم الذي حرر الشيخ خضر فيه نفسه وانتصر على سجانه وأوهامنا كلنا.


واستطاع بفعله الإنساني الراقي أن يحدد الشروط التي يطلق سراحه بها وفرضها على المنظومة الأمنية الاستعمارية ، وعندما حاول جهاز المخابرات الصهيوني" الشاباك" التلاعب مع الشيخ وأعاد اعتقاله أعلن الإضراب قبل ركوب المدرعة العسكرية الاحتلالية فما كان من أجهزة الاحتلال الاستعمارية إلا أن تخضع لشروطه مرة أخرى وتكرر الأمر لخمس مرات وفي كل مرة كان الشيخ ينتصر بإرادته وأمعائه.


من خلال ملحمته البطولية يلخص لنا الشيخ الشهيد خضر عدنان الإصرار والعناد الفلسطيني، فقد قال بأمعائه الخاوية ودمائه الطاهرة وإرادته الفولاذية بأن التضحية بالروح لأجل أكثر القضايا قدسية هو خيار المقاتلين الأحرار. الشيخ الشهيد خضر عدنان رسم لذاته العنيدة منذ البداية خط النهاية حتى أنه كان يقول ذلك في مختلف محطات حياته النضالية وقد كان يؤمن بقوله هذا، وكان يدرك بكل حواسه أنه ذاهب إلى قدر شعبه الذي هو قدره الشخصي أيضا. الشيخ الشهيد قدم أعظم الأمثلة الإنسانية جرأة وجسارة وبطولة، لكن صدى صرخاته وآلام أمعائه ورجفة جسده ما زالت تزلزل الأرض وتعلو في السماء، ما زال صدى صوته يتردد عبر مكبرات الصوت في المسيرات والساحات والمساجد، ما زال هدير حنجرته خفاقا في الآفاق يعلو مع كل إضراب أسير أو استشهاد شهيد، وما زال يصر على الانطلاق في كل صباح في دروب الأفراح والأحزان لعائلات الشهداء والأسرى ليقدم واجبه وواجب شعب بأكمله لمن ضحى وأفنى عمره لأجل فلسطين ولأجل ذات الرفعة ارتقى شهيدا معلقا دماءه على المآذن وأجراس الكنائس وصارخا صرخته الأخيرة تحيا فلسطين.

دلالات

شارك برأيك

الشيخ الشهيد منذ البداية رسم خط النهاية

المزيد في أقلام وأراء

مأساة غزة تفضح حرية الصحافة

حديث القدس

بمناسبة “عيد الفصح”: نماذج لعطاء قامات مسيحية فلسطينية

أسعد عبد الرحمن

شبح فيتنام يحوم فوق الجامعات الأميركية

دلال البزري

البدريّون في زماننا!

أسامة الأشقر

تحرك الجامعات والأسناد المدني لوقف لعدوان

حمزة البشتاوي

‏ آثار ما بعد صدمة فقدان المكان الاّمن – هدم بيتك أو مصادرته

غسان عبد الله

حوار عربي أوروبي في عمّان

جواد العناني

حرب نفسية عنوانها : تهديد اسرائيلي وضغط أميركي

حديث القدس

الأمم المتحدة والإعتراف بفلسطين دولة

ناجي شراب

خطاب ديني يواري سوأة المغتصِب

سماح خليفة

نتياهو قرر إفشال الهدنة وصفقة التبادل

بهاء رحال

تعرية التحالف الاستعماري

حمادة فراعنة

عزلتهم تزداد وهزيمتهم مؤكدة

وسام رفيدي

عاش الاول من أيار ..عيد العمال الأحرار

حديث القدس

"سان ريمو" إرث استعماري يتجدد ضد فلسطين والقدس

عبد الله توفيق كنعان

لماذا تقلق النخب من الحراك الطلابي المعادي لسياسات إسرائيل والمؤيد لغزة بالجامعات الأمريكية والغربية ؟!

محمد النوباني

أزرار التحكم... والسيطرة!

حسين شبكشي

ما أشبه الليلة الفلسطينية بالبارحة الفيتنامية

عيسى الشعيبي

الانتماء لفترة الصهيونية

حمادة فراعنة

الجنائية الدولية وقرار اعتقال نتنياهو ... حكمة أم نكتة

سماح خليفة

أسعار العملات

الجمعة 03 مايو 2024 9:49 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.72

شراء 3.7

دينار / شيكل

بيع 5.25

شراء 5.2

يورو / شيكل

بيع 3.99

شراء 3.95

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%75

%20

%5

(مجموع المصوتين 204)

القدس حالة الطقس