فلسطين

الجمعة 28 أبريل 2023 6:16 مساءً - بتوقيت القدس

محكوم مدى الحياة.. والد الأسير سامي جمعة: ننتظر حريته كعيد لنا

جنين "القدس" دوت كوم- علي سمودي

على مدار السنوات الماضية، وقبل وخلال انتفاضة الحجر، لم يتوقف الاحتلال عن استهداف العائلة المناضلة التي قدمت كافة أشكال التضحيات عبر مسيرة النضال الفلسطيني، فتعرض الوالد للاعتقال، وعاش كافة الأبناء تجربة الأسر، واستشهد ابنها سامر برصاص الاحتلال، وما زال ابنها سامي جمعة حسن عوفة يقطن أسيراً للعام ال20 على التوالي، ورغم حكمه بالسجن مدى الحياة، لم تفقد الأمل بحريته واجتماع الشمل.


إنها عائلة عوفة التي تنحدر من مدينة طولكرم، وتشكل نموذجاً للتضحية والبطولة التي لم تتوقف يوماً، فرب الأسرة السبعيني جمعة حسن عوفة، كانت له بصمات في زرع روح النضال والتضحية لدى أبناءه الذين حملوا الراية وتابعوا مشواره.


ويقول جمعة عوفة: "ما قدمناه واجب يقع على عاتق كل أسرة فلسطينية، فمن حقنا أن نقاوم ونرفض الاحتلال الذي اغتصب أرضنا وصادر حقوقنا، لنعيش بحرية وكرامة، لذلك تعرض للاعتقال في أوائل التسعينيات من القرن الماضي، وتذوق كل صنوف المعاناة من تعذيب ومعاناة رهيبة على مدار 3 سنوات".


ويضيف: "كرمني رب العالمين بالحرية بعد سنوات الصمود والصبر، وأسست أسرة أفخر دوماً بها، فقد أدى جميع أبنائي الواجب وشاركوا شعبنا النضال والتضحية".


لبت العائلة نداء الوطن في انتفاضة الحجر، فدفعت الثمن كما يروي المحرر الوالد أبو أمجد الذي يعاني من أمراض القلب والمفاصل، "فاعتقلني الاحتلال لثلاثة سنوات، وبسبب نشاطهما الوطني البارز في الانتفاضة الأولى اعتقل ابني أمجد وحوكم بالسجن الفعلي لمدة 5 سنوات، أما ابني حسن فبعد رحلة اعتقال وتعذيب ومعاناة مريرة استمرت خمسة سنوات في السجون، تحرر بعد إقامة السلطة الوطنية".


ويضيف: "لم يتوقف الاحتلال عن استهدافنا طوال الانتفاضة، فاستشهد ابني سامر برصاص الاحتلال عام 1994، أما ابنتي ثريا فنجت من الموت بأعجوبة عندما أصيبت في تلك الفترة بعيار مطاطي بالرأس، وبرعاية رب العالمين كتب لها حياة جديدة".


تحتفظ ذاكرة المحرر الستيني عوفة، بتفاصيل رحلة معاناة عائلته خلال اعتقال أبناءه، فقضى عدة سنوات على بوابات السجون، وعندما اندلعت انتفاضة الأقصى، أصبح ابنه سامي مستهدفاً، ويقول: "في مرحلة مبكرة التحق بصفوف حركة "فتح"، شارك في المسيرات والفعاليات ولم يتأخر سامي عن تأدية الواجب عندما دنس شارون الأقصى، فتقدم الصفوف في مقاومة الاحتلال الذي أدرج اسمه ضمن قائمة المطلوبين".


ويضيف: "أفخر دوماً بمواقفه، فهو بطل ومناضل كرس حياته لمقاومة الاحتلال الذي تمكن من اعتقاله في 30-7-2004 في عملية خاصة، مارسوا بحقه كل أشكال التعذيب في رحلة تحقيق استمرت فترة طويلة حتى حوكم بالسجن مدى الحياة بتهمة الضلوع في عدة عمليات فدائية".


تنقل الأسير سامي بين مختلف السجون خلال رحلة اعتقاله المستمرة للعام ال20 على التوالي، فصمد وتحدى الاحتلال وممارساته القمعية التي لم تتوقف بفرض كافة أشكال العقوبات بحقه من عزل وحرمانه من أبسط حقوقه واحتجازه في ظروف قاسية أثرت على صحته.


ويقول والده المحرر: "لم ينال الحكم من معنوياته وإرادته، صمد وشارك في كافة معارك الحركة الأسيرة، فعاقبوه بالعزل الذي أثر على صحته، خاصة كونه جريح أصيب برصاص الاحتلال خلال مطاردته، وبسبب ظروف الأسر عانى من عدة مشاكل صحية في الخاصرة وأزمة في الصدر وضعف رؤيا في البصر، وأهملوا علاجه لفترة طويلة، وتمكنا من إدخال نظارات طبية له على حسابنا".


خلال الحديث عن أسيرها سامي، انهمرت دموع الوالدة الستينية أم أمجد التي تعاني من أمراض القلب والمفاصل، وتقول: "وجع الجسد مقدور عليه لكن الم وعذاب غياب ابني المستمر لا طاقة لي على احتماله أكثر، كل يوم يمضي وهو بعيد عني أشعر بالألم، ورغم زيارته بشكل منتظم، لا أشعر بفرح وسعادة".


وتضيف: "حرمت الفرح على نفسي ما دام سامي خلف القضبان التي أتمنى من رب العالمين أن يمنحني القوة لأتمكن من تحطيمها وتكسيرها وإعادة ابني لأحضاني أي شريعة أو قانون يجيز لهذا المحتل ممارسة كل هذا الظلم بحقنا؟".


ورغم مرض الوالدين، ومعاناتهم الرهيبة فإنهما لا يتأخران لحظة عن زيارة أسيرهما القابع حالياً في سجن "جلبوع"، وتقول والدته: "الزيارة اللحظة التي أعيش لها وتمنحني القوة للصبر والصمود، أعاني وأتألم كثيراً، لكن لن أتأخر لحظة عن رؤيته حتى لو ذهبت زحفاً على الأقدام، فبدون سامي أموت".


وتضيف: "في كثير من المرات عاقبنا الاحتلال وكانت كل عائلتنا ممنوعه أمنياً، والاحتلال رفض منح تصاريح لإخوانه، وحالياً شقيقه أحمد لم يتمكن من زيارته منذ عامين، وأصلي لرب العالمين أن يكرمني ووالده بالصحة والعمر حتى نعيش فرحة العمر برؤيته حراً وزفافه".


أما والد الأسير ، فقال: "عشنا حياتنا على بوابات السجون الإسرائيلية وبين القبور، حيث ابني الشهيد سامر، صبرنا وصمدنا ولم ولن نندم على ما قدمناه من تضحيات، وأملنا كبير أن تأتي اللحظة التي نعيش فيها حياتنا دون احتلال و سجون واعتقال".


وأضاف: "معنوياتنا عالية ولكن وجعنا كبير، تزوج إخوانه وشقيقاته وأصبح لدينا 20 حفيداً، ومر بحياتنا 40 عيد، لم نعرف خلالها بهجة وفرحة العيد وكذلك رمضان، لغيابه عن منزلنا وحياتنا، وما زلنا نعيش بصبر ونصلي لرب العالمين لتتحقق أمنيتنا الوحيدة، وننتظر حريته كعيد لنا".


الجدير ذكره، أن شقيقه أمجد تعرض للاعتقال وقضى 5 سنوات، بينما سرقت سجون الاحتلال 4 سنوات من عمر شقيقه أمجد، وكلاهما تحررا لكنهما عبرا عن حزنهما، "ففرحتهما ستبقى أسيرة ما دام سامي في السجون"، كما قالا.

دلالات

شارك برأيك

محكوم مدى الحياة.. والد الأسير سامي جمعة: ننتظر حريته كعيد لنا

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الجمعة 01 نوفمبر 2024 7:22 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.72

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 4.06

شراء 4.04

هل تستطيع إدارة بايدن الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة؟

%20

%80

(مجموع المصوتين 523)