أقلام وأراء
الثّلاثاء 25 أبريل 2023 11:17 صباحًا - بتوقيت القدس
مخيمات اللجوء وحق العودة
منذ حدوث النكبة عام 1948 ظلت المخيمات الفلسطينية أحد أكبر الشواهد الحقيقية على معاناة الشعب الفلسطيني، وشواهد حية على الجرائم الصهيونية بحقه، وأحد أكبر رموز المعاناة الفلسطينية. وفي الوقت نفسه، برزت كأحد أكبر معالم الصبر والصمود والعطاء الفلسطيني، والإصرار على أن اللجوء مؤقت بانتظار العودة إلى فلسطين. غير أن هذه المخيمات، خصوصا في الشتات، أصبحت عرضة للنكبات، لقد دفع اللاجئون الفلسطينيون فاتورة غالية جراء النفاق الغربي الذي كرس كل ظروف الحياة الكريمة للاجئين الأوكرانيين فلم يحتاجوا للوقوف في طوابير طويلة للحصول على تصاريح اللجوء ولم يُحبسوا في مكان واحد دون تحرك ولم يعانوا من الفقر والجوع فشتان بين هذا وذاك اللاجئ الفلسطيني الذي يقبع في مخيمات اللاجئين في لبنان التي تنعدم بها ادنى شروط المعيشة، فلا بنية تحتية، ولا اهتمام حكومي، وليس لهم أي حقوق مدنية واقتصادية، وليس لهم حرية التنقل والسفر، ومحرومون من الرعاية الصحية والطبية.
والحال لا يختلف كثيرا بالنسبة لللاجئين الفلسطينيين في سوريا فلهم مأساة اخرى كيف لا وهم من فروا من حرب ليجدوا حربا أخرى انعكست تداعياتها العميقة عليهم قتلا وتهجيرا واعتقالا وتشريدا.
فأن تكون فلسطينيا فليس شرطا أن تكون لاجئاً خارج وطنك فيكفي أن تكون داخل غزة لتشعر بأنك مقيد داخل وطنك الأم في شريط ضيق بين البحر والأراضي المحتلة عام 48 حيث تواجه الحرب والحصار المتواصل، وتأثير الانقسام، وقلة فرص العمل ، ناهيك عن سوء الأوضاع الصحية للمخيمات الفلسطينية حيث تزداد الاوضاع سوءا يوما بعد يوم نتيجة الكثافة السكانية المتزايدة الى جانب تناقص الخدمات المقدمة من الجهات الرسمية التي لا تكترث لأوضاع المتردية للاجئين داخل القطاع في حين يلاقي اللاجؤون في مخيمات الضفة الغربية معاناة مداهمات قوات الاحتلال التي تواصل اقتحام المُخيّمات الفلسطينيّة وتشن حملات الاعتقال اليومية في مناطق مختلفة من محافظات الضفة وخاصّة في المُخيّمات، حيث تأتي هذه الاعتقالات لكسر جذوة الشباب الفلسطيني اللاجئ في المقاومة، وهذا في ظل حالة اصرارهم على النضال ضد الاحتلال بكافة الأشكال.
ومن هذه المخيمات هناك 58 مخيما مسجلا رسميا لدى وكالة الغوث وتشغيل الاجئيين حيث توزع على 19 مخيما في الضفة الغربية وثمانية مخيمات في قطاع غزة وعشرة مخيمات في الاردن وتسعه في سوريا و12 مخيما في لبنان اضافة الى المخيمات الغير معترف بها لدى الاونروا في هذه المناطق ومنها ايضا ما تم تدميره او نقل سكانه او اغلاقه .
في حين يبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى الأونروا حاليا نحو خمسة ملايين و400 ألف لاجئ، غير أن هؤلاء ليسوا كل اللاجئين الفلسطينيين؛ فالكثير من الفلسطينيين رفض التسجيل لدى الأونروا لاستغنائه عن خدماتها، كما أن الكثير من الفلسطينيين لم يسجلوا أنفسهم لإقامتهم خارج مناطق عمل الأونروا التي تنحصر في الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن وسوريا ولبنان .
في بدايات اللجوء، رفض الكثير من الفلسطينيين في المخيمات تحويل الخيام التي يسكنونها إلى أبنية، غير أن طول المعاناة فرضت نفسها على واقعهم، فاضطروا للتكيّف التدريجي مع أوضاعهم.. فاتخذت المخيمات شكل أبنية بسيطة مكتظة، تفتقر للتنظيم المدني والبنى التحتية والخدمات، لتصبح نسخة محدَّثة من المعاناة اليومية المستمرة .
وعلى الرغم من استبدال الخيمة بالبيوت الطينية، ومن ثم الإسمنتية، فقد حافظ المخيم على اسمه في الوعي الجماعي للفلسطينيين، كنوع من الرغبة بأن يكون مكانًا طارئا للإقامة المؤقتة، فالمخيم شاهد على نكبة الشعب الفلسطيني، وشاهد على الجرائم الصهيونية التي ارتكبت بحقه، وأحد أكبر رموز المعاناة الفلسطينية، وفي الوقت نفسه، برز كأحد معالم الصبر والصمود والعطاء والنضال الفلسطيني، فمن قلب المخيم خرجت الحركات الثورية، وكان أبناء اللاجئين هم جنودا للنضال والمقاومة فالمخيم كان ولا زال دافعا لتحرير الأرض وتحقيق العودة .
كانت مخيمات اللاجئين ولا زالت الجسم المؤرق لحكومات إسرائيل، لذلك سعت إلى وضع الخطط والمشاريع لإنهاء وجود المخيمات وتصفيتها في محاولة لتذويب اللاجئين في المحيط المحلي وإنهاء دور وكالة الغوث، فقد صرح دافيد بن غوريون، رئيس الحكومة الإسرائيلية في آذار عام 1957، بينما كانت إسرائيل تستعد للانسحاب من قطاع غزة بان قطاع غزة سيبقى مصدرا للمشاكل ما لم يوطن اللاجئون في مكان آخر .
وجاء ايضا في السيرة الذاتية لشارون قوله : ( إنني أعتقد أنه حان الوقت لحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين وإنني مستعد للقيام بذلك وسيكون من مصلحتنا إلى حد كبير أن نقضي عليها نهائيا وإلى الأبد، وفي رأيي أن مثل هذا الأمر ممكن ) ، حيث كان ذلك أساس خطة شارون والتخلص من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين كليا .
وما المحاولات استهداف وكالة الغوث من تقليص للخدمات وتغيير نمط توزيع الإغاثة الاجتماعية إلا محاولة يائسة لتصفيتها لأن إسرائيل تعتقد أنه بتحسين أوضاع المخيمات وإلغاء دور وكالة الغوث سيصبح اللاجئون الفلسطينيون غير مطالبين بالعودة، ويفرض عليهم المكان الذي يقيمون به مكان الاقامة الدائمة، لأن عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وأرضهم ليس في مصلحة إسرائيل من حيث خوفها من البعد الديمغرافي على دولة الكيان و سعيها الدائم لإقامة دولة يهودية نقية في فلسطين المحتلة على ان تكون خالية من اي وجود للعنصر العربي .
اما المفتاح والذي لا يجب ان لا ننساه حيث يعد المفتاح أحد أهم الرموز التي يعبر الفلسطينيون بها عن تمسكهم بحق العودة إلى الأراضي المحتلة عام 1948. ولم تعد تقتصر رمزية هذا المفتاح على اللاجئين فقط، بل غدا ثقافة جمعية في الوعي الفلسطيني وبين غير اللاجئين في الضفة وغزة وفي الشتات
أخذ المفتاح أشكالا أخرى، وتحول إلى عنصر أساسي في قصص وأشعار اللجوء، وفي الفن التشكيلي، وبات ينافس الكوفية في الدلالة على الهوية الفلسطينية، وصمم البعض أكبر مفتاح إظهارا لمدى الاهتمام به
وما زال الكثير من اللاجئين من سكان مخيمات الضفة وغيرها يحتفظون بمفاتيح بيوتهم التي أحضروها معهم عام النكبة، فيما سلّم من وافاهم الأجل بل توارثوه من الاباء إلى أبناء والاحفاد فنحن نقول ان الاباء يموتون والابناء لا ينسون .
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام
بهاء رحال
المقاومة موجودة
حمادة فراعنة
وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي
سري القدوة
هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!
محمد النوباني
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
الاحتلال الإسرائيلي يتوغل في القنيطرة السورية ويعتقل راعيا
الأكثر قراءة
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 81)
شارك برأيك
مخيمات اللجوء وحق العودة