أقلام وأراء
الخميس 20 أبريل 2023 11:10 صباحًا - بتوقيت القدس
إسرائيل الآن: النزعة العقائدية أولًا
يمكن اعتبار ما حدث من تطوّرات داخل حزب الليكود الإسرائيلي منذ خطّة فك الارتباط أحادية الجانب عن قطاع غزّة، والتي جرى تنفيذها عام 2005، من أبلغ الإشارات الدالة على عملية تحوّل الحركة الصهيونية إلى أسيرة مشروع ديني ينفي عنها صفتها التنويرية والعلمانية التي حملتها في خطابها، كما أكّد مرارًا المفكّر عزمي بشارة.
وبالإمكان إثبات ذلك من خلال استعادة أبرز وقائع تلك الفترة التي تولى فيها زعامة الليكود رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، أريئيل شارون، ويبقى في مقدّمها خسارة شارون في الاستفتاء على خطّة فك الارتباط بين صفوف المنتسبين إلى الليكود، وخسارته في مؤتمر هذا الحزب حيال مسعاه إلى توسيع قاعدة حكومته الآيلة إلى السقوط لجهة ضمّ حزب العمل إليها.
ومما جرت الإشارة إليه في حينه أنّ ثمة صراعًا على "البرنامج السياسي"، داخل الليكود ذاته في جهة، وفي جهة أخرى هناك صراع بين أوساط في الليكود وأحزاب اليمين المتطرّف، أحزاب "أرض إسرائيل الكبرى".
هذا الصراع أجمله وزير السياحة الاسرائيلي السابق، وأحد أقطاب حزب الاتحاد القومي (سلف حزب الصهيونية الدينية الحاليّ)، بني ألون، بقوله إنه صراع بين من وصفهم بأنهم "أصحاب النزعة الأمنية" (بزعامة شارون نفسه) و"أصحاب النزعة العقائدية"، من دون أن يعني ذلك، في العمق، إسقاط الصبغة العقائدية الصهيونية عن أصحاب النزعة الأولى.
وتسبّب ذلك بطرح سؤال "صميميّ" فحواه: هل يشكّل ما هو حاصل ارتفاعًا في منسوب نفوذ أصحاب النزعة الثانية، على حساب انخفاض نفوذ أصحاب النزعة الأولى في عملية اتخاذ القرار الإسرائيلي؟ ورأى بعضهم أن هذا هو ما ستُبديه الأيام المقبلة بعد الخطة المذكورة بوضوح أكبر. وبرأي أحد المعلقين، "شارون اليوم (عام 2005) يجد أمامه ليكودا لا يعرفه". وربما أن الليكود الذي أقيم ونشأ بقراءته على أنه حزبٌ وحركة علمانية قومية، يتحوّل بسرعةٍ إلى حركةٍ قوميةٍ دينيةٍ بفعل دور المستوطنين فيه. وكان هذا أحد أسباب شروع بعض المعلّقين الإسرائيليين في الحديث عن "ليكودٍ أشدّ تطرفًا"، وسبب تصريح الوزيرة المقرّبة من شارون، تسيبي ليفني، بأن الليكود وقع "في قبضة أيادٍ معادية"!
ولم تكمن المعارضة الشديدة تجاه تلك الخطّة فقط في نظرة القوى الدينية إلى قطاع غزة بوصفه جزءا من أرض إسرائيل التاريخية التوراتية، وإنما كانت أيضًا مرتبطةً، إلى درجة كبيرة، بخشية الجمهور ذاته من استمرار سياسة الانفصال عن مناطق أخرى في الضفة الغربية من طرف من اعتُبرت بأنها "إسرائيل العلمانية" والتي كانت تبدو، في نظر قسم منهم، منحرفة عن قيم يهودية أساسية.
وهو انحرافٌ بدأ بالانسحاب من سيناء، ففي أوج المعركة ضد هذا الانسحاب، مطلع ثمانينيات القرن الفائت، نشر الحاخام إيلي سدان، أحد منظّري الصهيونية الدينية، مقالًا تحت عنوان "لنؤسّس من جديد الدولة اليهودية"، دعا فيه إلى التخلّي عن الفهم الصهيوني الذي يرى في أرض إسرائيل "ملجأً أمنيًا فقط"، ولا يرى فيها "فرضًا أو هدفًا دينيًا". وقبله بنحو عقد، كتب منظّر آخر من التيار نفسه في صحيفة المستوطنين "نكوداه" أن "تعاون الصهيونية الدينية مع الصهيونية العلمانية أفلح في الاستمرار طالما تبنّت الصهيونية العلمانية بصورة واضحة فكرة الوطنية اليهودية. وعندما اتضح أن دولة إسرائيل ليست إلا دولة علمانية ديمقراطية لا يوجد لليهودية مكان في سياستها، شكّل هذا خيانةً لجذور الحياة اليهودية، حتى وإن كان ذلك من جانب من يتحدّثون العبرية".
على هذه الخلفية الأيديولوجية، ارتفع بمرور الأعوام عدد ممثلي "مستوطنات يهودا والسامرة وغزة" في الكنيست، غالبيّتهم الساحقة متدينة. ورسالة هؤلاء الواضحة هي كما صاغها أحدهم: نحن أعضاء الكنيست من سكان "يهودا والسامرة وغزة" وحلفاءنا الأيديولوجيين الذين يسكنون داخل الخط الأخضر لا يمكننا التسليم بالخطوات التي تحوّل إسرائيل تدريجيًا إلى دولةٍ علمانيةٍ ديمقراطية، ونطالب بأن تكون القومية اليهودية أو الدين اليهودي أو الاثنان معًا جزءًا أساسيًا من الدولة! عن "عرب ٤٨"
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين
حديث القدس
توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين
سري القدوة
حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال
د. دلال صائب عريقات
سموتريتش
بهاء رحال
مبادرة حمساوية
حمادة فراعنة
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
الأكثر تعليقاً
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
زعيمة حركة استيطانية تدخل غزة بدون علم الجيش لإعادة الاستيطان
اللواء محمد الدعاجنة قائداً للحرس الرئاسي
"الجنائية" تتحرك أخيراً ضد الجُناة.. قِيَم العدالة في "ميزان العدالة"
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى
الأكثر قراءة
"حماس" تنفي انتقال قياداتها من قطر إلى تركيا: أنباء غير حقيقية
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 93)
شارك برأيك
إسرائيل الآن: النزعة العقائدية أولًا