أقلام وأراء
الثّلاثاء 18 أبريل 2023 11:20 صباحًا - بتوقيت القدس
عدوان خارجي لشد عصب داخلي في دولة الكيان
المؤسسات العسكرية والأمنية والإستخباراتية في دولة الكيان ومعها الكثير من المحللين والخبراء العسكريين والسياسيين والإعلاميين ودوائر البحث والتفكير الإستراتيجي، تجمع بأن حالة الإستنفار التي تعيشها دولة الكيان،لم تنته عند حدود القرار الذي صادقت عليه الدولة العميقة من عسكر وامن وقطاعي الإقتصاد والمصارف،وصدرته المؤسسات الأمنية والعسكرية من جهاز شرطة وشاباك ورئاسة اركان ووزير الجيش، والقاضي بمنع المتطرفين من الإستمرار في عمليات الإقتحام للمسجد الأقصى في العشر الأواخر من شهر رمضان،قرار عارضه بشده شركاء نتنياهو في التحالف بن غفير وسمويترتش، وهذا يعني بان شقة الخلاف بين مكونات حكومة نتنياهو أصبحت تكبر وتزداد،ويبدو بان قرار نتنياهو بتشكيل مليشيا خاصة لبن غفير، تحت مسمى الحرس الوطني،مقابل عدم انسحابه من الحكومة،بسبب قرار نتنياهو تجميد ما عرف بالتعديلات القضائية،لم تفلح في تليين مواقفه وتغيريها ...وهذا خطر يهدد حكومة نتنياهو،الذي سعى الى تحصين نفسه من خطر المحاكمة بالتهم الثلاث المنظورة ضده امام قضاء دولة الكيان،الرشوة وسوء الإئتمان وخيانة الأمانة،بالتحالف مع هذه القوى الفاشية.
قرار المنع جاء نتيجة عاملين مهمين صمود المعتكفين ورباطهم في الأقصى،وتصديهم للجماعات المتطرفة التي سعت لتكريس تقسيمين زماني ومكاني في الأقصى،وإيجاد حياة وقدسية يهودية فيه،واستكمال أخر طقس من طقوس ما يعرف بإحياء الهيكل المعنوي في ساحة الأقصى،ألا وهو إدخال قرابين الفصح الحيوانية الى ساحاته وذبحها فيها،وتصاعد اعمال المقاومة ة في الضفة الغربية والداخل الفلسطيني- 48،
والعامل الثاني الذي املى اتخاذ هذا القرار، الرسائل النارية التي ارسلها محور القدس بالرد الموحد عبر تصعيد الإشتباك، وإرتقاء المسار في تفعيل الميادين المختلفة لوحدة الساحات،للوصول بالمعادلة التي قال بها سماحة السيد حسن نصر الله في ايار 2021،بأن العبث بالأقصى يعني حرباً إقليمية. دولة الكيان التي تعيش ازمات عميقة سياسية ومجتمعية وبنيوية ،وصراع عميق حول هوية دولة الكيان،صراع ايديولوجي وثقافي ...ترك تأثيراته وبصماته على وحدة الجيش الذي سماه مؤسس دولة الكيان وأول رئيس وزراء لها بن غوريون ب"جيش الشعب"،من حيث "تقزم" هذا الجيش وتفككه،وظهور حالات تمرد عن الإلتحاق بالخدمة والتدريب في مختلف القطاعات العسكرية،وبما لا يشمل قوات او جيش الإحتياط فقط،بل القوات النظامية والدائمة،والتي أتت على خلفية إصرار نتياهو على تنفيذ مشروع السيطرة على المنظومة القضائية وتحرير الكنيست والحكومة من الرقابة القضائية لما يعرف بمحكمة العدل العليا.
مواجهة العشر ساعات التي حصلت يوم الخميس الماضي 6/4/2023، قالت بشكل واضح بان رئيس وزراء الكيان كان ملجوماً،وبان المأزق الذي يعيشه جزء من ازمة دولة الكيان،وقد بدا ذلك من خلال الرد الباهت على الصواريخ التي اطلقت من جنوب لبنان وقطاع غزة،رد أخر فيه نتيناهو عقد المجلس الأمني المصغر " الكابينت"،للبحث عن رد مؤطر ومقيد يوجه الإتهام لحركة حماس ،ويبعده عن حزب الله،حتى لا تتورط دولة الكيان في حرب معه،وبررت تلك الردود بأنها،لكي تمنع توحد ساحات المواجهة،هذا التوحد هاجس دولة الكيان الدائم،ولكن دولة الكيان بمؤسستيها العسكرية والأمنية،وكما قالت الكاتبة " لهيلاخ شوفال" في مقال لها في صحيفة "يسرائيل هيوم"،تعرفان جيداً بأنه لا يمكن ان تتم عمليات إطلاق الصواريخ بدون علم ومعرفة حزب الله.
نتنياهو الذي كان يبحث عن رد يتناسب واستعادة هيبة وقوة الردع،وجد نفسه في المزيد من تآكل هيبة الردع،فلا هو بالقادر على خوض معركة على جبهات متعددة في جيش ليس لديه الإستعداد والجهوزية ومفكك،وكيان يعش أزمات داخلية متعددة ،وما بين الخوف من رد قوي ،يفتح عليه أبواب جهنم ،وما بين رد رمزي لا يستعيد هيبة الردع،ويوسع من الثقوب في تلك الهيبة وقوة الردع،ويكبل خياراته مستقبلاً،اختار رداً رمزيا وباهتا وحمل المسؤولية في مؤتمره الصحفي يوم الإثنين 10/4/2023 ، المعارضة في دولة الكيان عن الهجمات التي شنت على عليها من عدة جبهات،وقال بأن استسلام تلك المعارضة أمام حزب الله وتسليمها لغاز ما سماه غاز دولة الكيان لحزب الله،ليس بالإتفاق التاريخي بل إستسلام تاريخي.
واضح بأن قوى محور المقاومة،قد نجحت في كسر هيبة الكيان وثبتت قواعد ردع واشتباك جديدة،وصلت رسائلها النارية ب" وحدة الرد".
دولة الكيان التي قبلت وقررت منع قطعان المتطرفين من مواصلة اقتحاماتهم للأقصى،هي تدرك تماماً بأن حالة التصعيد لم تنته عند حدود هذا المنع،وربما يكون في الإطار التكتيكي،لكي تمرر اعيادها من فصح وذكرى يوم النكبة " الإستقلال" ،وذكرى "توحيد القدس"،إستكمال إحتلال القسم الشرقي منها ...والمعطيات والمعلومات والتقديرات والتحليلات ،تجمع على أنه سيكون هناك أيام قتال على الجبهتين الشمالية والجنوبية،وهذا واضح من نشر القبب الحديدية واستدعاء قوات الإحتياط وكتائب إضافية من الدفاع الجوي،ودعم الجيش بقوات من وحدات الكوماندوز،في منطقة الوسط وتل ابيب،خوفاً من هجمات صاروخية أو بواسطة مسيرات من عدة جبهات،في ظل تزامن ذكرى يوم القدس العالمي مع الجمعة الأخيرة من شهر رمضان،وكذلك تصاعد اعمال المقاومة في الضفة والقدس والداخل الفلسطيني- 48 – من اشتباكات مسلحة وإطلاق نار وطعن ودهس وغيرها.
دولة الكيان تريد ان تستعيد قوة الردع،وفي تركيزها على حركة حماس،بإطلاق الصواريخ من لبنان وقطاع غزة،وتركيزها أيضاً على لقاءات قيادة حركة حماس مع قيادة حزب الله بقيادة سماحة السيد حسن نصر الله،واعتبار الصورة التي جمعت هنية مع سماحة السيد بألف صورة،وهي تكشف بأن سماحة السيد ليس كما تعيش أجهزة أمن الكيان ومخابراته،بأنه يعيش في قبو او سرداب،بل يحضر لقاءات وإفطارات،ويشارك بقوة في الغرفة المشتركة لمحور القدس.
دولة الكيان تخطط لشن عدوان حتى اللحظة لا نعرف وجهته ،هل هو لبنان أم قطاع غزة أو سوريا أو معركة "سور واقي" في الشمال الفلسطيني،على غرار معركة "السور الواقي" في عام 2000 .
عدوان خارجي تستهدف منه شد عصب وحدتها الداخلية،وينقذ حكومة نتنياهو من الإنهيار وخسارة مستقبله السياسي والشخصي ،وقضاء بقية عمره في السجن،ولكن هذا العدوان هل يسهم في استعادة دولة الكيان لقوة الردع،ام ستجد نفسها أمام تآكل كبير في قوة ردعها ضد محور قدس ينتقل من وحدة المفهوم الى وحدة التطبيق،وخاصة ان دولة الكيان في لحظة انكشاف امني وسياسي ،ثبت ذلك من خلال معركة العشر ساعات يوم الخميس 6/4/2023 ...؟؟.
دولة الكيان في السنوات العشر الأخيرة ذاهبة نحو منحدر تاريخي ،بدون كوابح او ضوابط،ويبدو بأن الثلاثية التي يقوم عليها المشروع الصهيوني "الأمن والهجرة والإستيطان" تقترب من نهايتها،ولعل معركة "سيف القدس" ،أيار 2021 ،جاءت كمحطة ذات دلالة هامة على هذا الطريق،حيث خضت وعي دولة الكيان بسؤال القلق الوجودي .
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين
حديث القدس
توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين
سري القدوة
حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال
د. دلال صائب عريقات
سموتريتش
بهاء رحال
مبادرة حمساوية
حمادة فراعنة
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
الأكثر تعليقاً
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
"الجنائية" تتحرك أخيراً ضد الجُناة.. قِيَم العدالة في "ميزان العدالة"
زعيمة حركة استيطانية تدخل غزة بدون علم الجيش لإعادة الاستيطان
اللواء محمد الدعاجنة قائداً للحرس الرئاسي
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الأكثر قراءة
"حماس" تنفي انتقال قياداتها من قطر إلى تركيا: أنباء غير حقيقية
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 93)
شارك برأيك
عدوان خارجي لشد عصب داخلي في دولة الكيان